الندوة العالمية تشارك في كأس العالم

شدني وسرني ما نشرته صحيفة ''الاقتصادية'' في عددها 6075 الأحد الماضي حول مشاركة الندوة العالمية للشباب الإسلامي للتعريف بالإسلام في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، والحقيقة أنه لئن لم نشارك على مستوى المنتخب الرياضي فإن هذه المشاركة الثقافية الدعوية هي خير من يمثلنا كأمة وشعب إسلامي منوط به التعريف بدينه وقيمه التي أحوج ما يحتاج إليها العالم من حولنا، والذي يشهد ارتكاساً في الأخلاق والقيم بدءا من الإباحية الغربية وعولمتها وانتهاء بالصراعات والحروب التي أرهقت البشرية واستباحت الأمة الإسلامية. وما أحوج البشرية اليوم وقبل أي وقت مضى إلى رحمة الإسلام وعدله، هذا الدين الذي لم يُحارب دين مثل ما حورب, وحسبكم أوروبا التي كشرت عن أنيابها تجاه شعائر الأقليات المسلمة على أرضها، ومع هذا كله يزداد الإسلام قوةً وحيويةً رغم ضعفنا نحن المسلمين وتخاذلنا وانشغالنا بصراعاتنا الداخلية والفكرية, ورغم ضجيج بعض كُتّابنا والغمز واللمز لثوابتنا! وغفلوا عن أن هذه الصحراء لا تصلح إلا للإسلام، رغم هذا كله نجد الإسلام في تجدد وانتشار. ومن المناسب هنا أن نزجي من الشكر أجزله ومن التقدير أوفره لوزير الإعلام الدكتورعبد العزيز خوجة الذي شهدنا في فترة وزارته انطلاق قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية ضمن باقة التلفزيون السعودي على النايل سات، هذه هي سياسة هذه البلاد, وهذا قدرها ومنهج ولاتها.
الذي يبهجنا جميعا أن اللجنة الرسمية المنظمة لفعاليات كأس العالم رشحت الندوة العالمية للشباب الإسلامي ضمن عدد من الجهات الدولية لتقديم خدمات ثقافية باعتبارها عضو المنظمات غير الحكومية في هيئة الأمم المتحدة وعاملة في حقل الشباب وانطلاقا من تثمينها دور الندوة ومشاريعها وبرامجها النوعية الموجهة للشباب.
وستقدم الندوة العالمية للشباب الإسلامي برنامجها الثقافي من خلال ثلاثة محاور:
الأول: إقامة معارض ثابتة إلى جوار الملاعب العشرة التي تم تحديدها لإقامة المباريات عليها, وتحتوي هذه المعارض على مجسمات ولوحات ضخمة للحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى لتعريف الجماهير بالأماكن المقدسة للمسلمين, وتتضمن المعارض كذلك التعريف بدور المملكة حكومة وشعبا في خدمة الإسلام والشباب المسلم, كما تتضمن المعارض مساحات للتعريف بالجوانب المشرقة للحضارة الإسلامية وإسهامها الفاعل في نهضة البشرية على جميع الأصعدة العلمية والعمرانية والاجتماعية وغيرها, وفي مجالات حقوق الإنسان وحقوق المرأة وتعزيز السلام العالمي ونحو ذلك, إضافة إلى ركن العمارة الإسلامية وركن الخط العربي.
الثاني: استئجار لافتات وشاشات عرض عملاقة في الشوارع والميادين وإلى جوار الملاعب التي تقام عليها البطولة للتعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية .
الثالث: توزيع كتيبات دعوية للتعريف بالإسلام وكذلك موقفه من عدد من القضايا مثل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحوار مع الآخرين, وهي مواد تم تأليفها أو مراجعة محتواها من قبل إدارة الدراسات والبحوث في الأمانة العامة في الرياض، وكذلك أقراص ممغنطة و''بروشورات'' تعريفية باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية سيتم توفيرها في قاعات الاستقبال في معظم الفنادق وتوزع على الفرق والجماهير, إضافة إلى هدايا عينية رمزية مثل مشغلات MP4 والقمصان والقبعات والمظلات التي طبعت عليها عناوين مواقع الندوة في الإنترنت, وهي مواقع دعوية باللغات الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية ليسهل على المهتمين من جماهير المنتخبات الاستزادة من المعلومات بشكل دائم في حال رغبتهم في ذلك. وستتم الاستفادة من وجود بعض مشاهير اللاعبين المسلمين الدوليين من المعتزلين والحاليين الذين يشاركون منتخبات بلدانهم في البطولة لتوزيع بعض الهدايا.
تحية تقدير وامتنان للإخوة العاملين في الندوة العالمية للشباب الإسلامي الذين هم خير من يمثلونا نحن أمة الإسلام، ليسمع صوتنا إلى العالم كله.
«أمة الصحـراء يا شعب الخلـود
من سواكـم حل أغلال الورى
أي داع قبلكم في ذا الوجـود
صاح لا كسـرى هنا لا قيـصرا
من سواكم في حديث أو قديم
اطلع القرآن حـجًا للـرشـاد
هاتفًا في مسمع الكـون العظيم
ليس غـير الله ربـا للعــباد
لا تقل أين ابتـكار المسلـمين
واشهد الحمراء واسأل حسن تاج
دولة ســار ملـوك العالمين
نحوها طوعـا يـؤدون الخـراج
دولــة تقــرأ في آياتـها
مظـهر العـزة والملك الحصين
وكنـوز الحـق في طــياتها
دونها صـارت قلـوب العارفين»

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي