هل يستطيع طالب الإعاقة الفكرية تكوين صداقات مع الأسوياء؟
يستخدم مصطلح الدمج للإشارة إلى تعليم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلاب الأسوياء في مدارس التعليم العام، وهو ما آتى أكله في عدد من الحالات السنوات الماضية ولا سيما في تعديل بعض سلوكيات طلاب الإعاقة الفكرية.
ويدعو دوما أولياء أمور طلاب الإعاقة الفكرية في المرحلة الثانوية وزارة التربية والتعليم إلى تعطيل قرار وقف دمج طلاب الثانوي في الإعاقة الفكرية مع التعليم العام، ومعهم الحق في ذلك لأن وقف الدمج يعد في أهم مرحلة من مراحل طلاب الإعاقة الفكرية وهي مرحلة المراهقة، والطالب في هذه المرحلة في حاجة إلى الدمج مع أقرانه الأسوياء ليتعلم منهم السلوكيات الصحيحة، لأن القرين له دور كبير في التأثير في سلوكيات طلاب الإعاقة الفكرية, بل يحدث تغييرا جذريا وكبيرا لدى سلوك عديد من الطلاب وهذا من واقع تجربة التربويين في الميدان.
وثمرات الدمج لا تظهر في تعديل سلوك الطالب فقط, بل في ظهور عدد من المواهب والقدرات الجيدة التي يمكن تبنيها والعناية بها، إذ تجد من بين هؤلاء الطلاب موهوبا في الرسم وآخر في الكتابة والخط وثالثا في ممارسة كرة القدم وغيرها من المهارات التي قد لا يجيدها بعض طلاب الثانوية العامة.
ويحكي لي أحد معلمي الإعاقة الفكرية أن أحد الطلاب بعد انتظامه في برنامج الإعاقة الفكرية والدراسة مع طلاب المدارس العادية منذ الصباح, تغير سلوكه تماما، بل إنه تحسن بشكل ملحوظ والجميع لاحظ التغير عليه، واستطاع تكوين علاقات مع طلاب المدارس ومع أبناء الحي الذين يدرسون معه وأصبح يلتقيهم ويتبادل الأحاديث معهم، بعد أن كان في السابق لا يرغب في الجلوس أو الخروج مع أي شخص.
لذا يجب دراسة وقف الدمج وتحليله من كل الجوانب، إضافة إلى ضرورة التطوير والتحديث لبرامج التعليم لطلاب الإعاقة الفكرية وتعديل المناهج وطريقة التدريس للطلاب، مع تأهيل المعلمين لكيفية التعاطي مع هذه الفئة والإسهام في تعديل السلوكيات لتحقيق فائدة الدمج.
عبد الرحمن الحربي
جامعة الملك سعود
كلية التربية - قسم التربية الخاصة