مختص للآباء والمعلمين: توبيخ المراهق يحوله إلى مريض نفسي
نبه اختصاصي في علم النفس، الآباء والمعلمين إلى تحاشي توبيخ المراهق في حالة وقوعه في أي خطأ، لافتا إلى أن الكلام الجاف والتجريح في شخصية المراهق يزيد عناده ويعمق أخطاءه بل قد يجعله يترنح ولا يفرق بين الخطأ والصواب.
ونبه مقبل بن سعود الوهبي المختص في علم النفس وتعديل السلوك، إلى أنه في حال تكرار محاسبة المراهق على كل خطأ وتتبع عثراته وتجريحه قد يتحول إلى مريض نفسي يحتاج إلى جلسات علاجية لإعادة تقويمه وتصحيح نفسيته.
وأضاف أنه يجب توفير مساحات من الحوار الفاعل واحتواؤه بالحب والعطف، وإقناعه بالكلام الهادئ واللين، ومحاولة تجاهل بعض أخطائه البسيطة وعدم الوقوف عندها وتشجيعه بالكلام الطيب”.
وطالب بإشراك المراهق في المناقشات الهادئة التي تتناول علاج مشكلاته، وذلك لتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وقال “المراهق يحتاج إلى من يتفهم حالته النفسية ويراعي احتياجاته الجسدية”.
ونبه الآباء والمعلمين إلى ضرورة الحذر الشديد في التعامل مع الطالب المراهق، مشيرا إلى أنه قنبلة موقوتة مندفع العاطفة حبا أو كرها.
وأوضح أنه يجب أن يتم التعرف على التغيرات الجسدية التي تصاحب مرحلة البلوغ لدى المراهقين التي يصاحبها النمو السريع والتغيرات الجسمية التي تسبب أعراضا كالتعب والكسل والإصابة بالأنيميا، مبينا أن الآباء عادة ما يقعون في خطأ عندما يتصورون أن الطفل إذا صار كبيرا جسديا على النحو الذي أصبح عليه في سن البلوغ، فإنه يمكنه تأدية مسؤوليات أكبر مما كان يستطيع في طفولته، وقد يؤدي ذلك به إلى العصبية والتوتر والانفعالية العامة، وفقدان الثقة بالذات.
وأشار الاختصاصي الوهبي إلى أن هذه التغيرات الجسدية تسبب لدى المراهق الرغبة في التفرد والانعزال وبخاصة عن الأسرة، والنفور من العمل والنشاط والميل للكسل, وهذا يسبب الشعور بالملل، كما يتسم المراهق في أغلب الأحيان بعدم الشعور بالاستقرار والشعور الدائم بالتوتر والقلق، كما تسود لدى المراهق اتجاهات رفض ومعاداة للأسرة والأصدقاء والمجتمع عموما.
وشدد على أهمية تفريغ طاقات المراهق بالأنشطة المختلفة الشائقة التي يحبها وتبني الشخصية، مع استخدام الألفاظ الإيجابية التي تبعث في نفسه الأمان والثقة وتدعم سلوكه الصحيح.