أليس كل هذا أدعى للاهتمام والدراسة؟
> الأستاذ عبد الوهاب الفايز المحترم
رئيس تحرير "الاقتصادية" ومجلة "المصرفية الإسلامية"
أكد محمد فؤاد ــ مدير في قسم تحويل الشركات في شركة وساطة كابيتال خلال الندوة التي عقدتها مجلة "المصرفية الإسلامية"، والتي تم نشرها في العدد رقم 13، أن البيئة التشريعية الميسرة لإصدار الصكوك كانت من أهم أسباب نجاح التجربة الماليزية.
فلا شك أن التجربة الماليزية أصبحت اليوم تصدر إلى العالم، وأصبحت تستقطب المتميزين من العلماء والباحثين في مجال المصرفية في العالم، من خلال العمل في ماليزيا أو من خلال تقديم تجاربهم من خلال المؤتمرات وورش العمل والمحاضرات أو الاستشارات، للإسهام في نهضة هذا القطاع. كما أن هناك اهتماما كبيرا على المستوى الحكومي بقطاع المصرفية الإسلامية، حيث دعمت الحكومة في ماليزيا على مستوى الأنظمة والتشريعات البنك المركزي لإيجاد نظام يتناسب مع وضع المصرفية، إضافة إلى النظام الأساس الذي وضع للبنوك التقليدية، كما أن البنك المركزي دعم إنشاء مركز للتدريب والتعليم والبحث وهو الإنسيف INCEIF، وذلك باستقطاب عديد من العلماء والخبراء في مجال المصرفية، كما أن ماليزيا اليوم تعد من أكثر الدول في العالم التي تقدم الصكوك التي تعتبرها متوافقة مع الشريعة، والتي تنبني على عقود مثل المشاركة والإجارة والمرابحة، وما زالت تصمم العقود والمنتجات والدورات والبرامج الأكاديمية التي لا تستهدف فقط ماليزيا، بل لها انتشار أكثر في العالم خصوصا الخليج العربي. هذا فضلا عن أن ماليزيا فتحت أبوابها للمصارف الإسلامية في العالم لتقديم خدماتها المصرفية داخل ماليزيا، فلديها اليوم خمسة بنوك إسلامية لا تقدم إلا المنتجات المتوافقة مع الشريعة، ثلاثة منها من خارج ماليزيا مثل بيت التمويل الكويتي وبنك الراجحي وبنك قطر الإسلامي، كما أن لديها بنكين محليين هما بنك معاملات وبنك إسلام، إضافة إلى عديد من البنوك التقليدية التي تقدم منتجات متوافقة مع الشريعة، وهذه البنوك ملزمة بتعيين هيئات شرعية تشرف على عملها، كما أن لدى البنك المركزي هيئة شرعية مستقلة تابعة له للإشراف على ما تقدمه البنوك من منتجات ترى أنها متوافقة مع الشريعة. أليس كل هذا أدعى للاهتمام والدراسة؟
خديجة بن سعد
جدة ــ السعودية