مستثمرون سعوديون يفاوضون شركة النفط البريطانية للاستحواذ على %15 من أسهمها
توجه فريق عمل سعودي إلى لندن للتفاوض بشكل مباشر مع شركة النفط البريطانية بي. بي، التي تبذل محاولات لمعالجة الآثار المالية المترتبة على التسرب النفطي الضخم في خليج المكسيك.
ويضم الوفد مستثمرين في قطاع الطاقة للاستفادة من التحديات الكبيرة التي تواجه الشركة البريطانية، حيث يسعى المستثمرون السعوديون للاستحواذ على أسهم في الشركة تراوح بين 10 و15 في المائة، لكن الشركة تحاول الحصول على دعم صناديق ثروة سيادية في الشرق الأوسط وآسيا لحماية نفسها من أي عروض استحواذ.
من جهته، أكد مصدر إماراتي رفيع المستوى أمس أن شركة النفط البريطانية ''بي. بي'' طلبت الحصول على دعم صناديق ثروة سيادية.
وبين المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مسؤولين تنفيذيين في ''بي. بي'' أجروا محادثات مع عدد من صناديق الثروة السيادية بما في ذلك صناديق أبو ظبي والكويت وقطر وسنغافورة.وقال المصدر ''بي. بي'' تبحث عن شريك استراتيجي بحيث لا تستحوذ عليها شركات نفط كبرى أخرى مثل ''إكسون موبيل''، ''توتال''، و''بي. بي'' هي التي تفاتح صناديق الثروة السيادية وليس العكس. هم من يحتاجون إلى شريك''.
وبحسب بيانات حديثة تملك مؤسسة استثمار حكومة سنغافورة وهي أحد صندوقين للثروة السيادية في البلاد حصة تبلغ نحو 0.7 في المائة في ''بي. بي'' تقدر قيمتها بمبلغ 122 مليون دولار.
وقال متحدث باسم الشركة ''يسرنا دائما الترحيب بمساهمين جدد أو بمساهمين حاليين يرغبون في زيادة حيازاتهم لكن لا توجد خطط لإصدار أسهم جديدة لأي أحد''.
وقال مصرفي في بنك استثمار مقيم في الشرق الأوسط ومطلع على الأمر ''من الطبيعي أن تدرس صناديق الثروة السيادية المسألة، معظمها لن يشتري في السوق على الأرجح''، وأضاف ''سيدرسون القيام باستثمار خاص في حصة مساهمة عامة، إذ إن أمام ''بي. بي'' خيارين إما بيع أصول وإما جمع تمويل رأسمالي؛ وهذا قيد البحث''. وقدر المصرفي حجم أي حصة يجري بيعها أنه لن يقل عن 500 مليون دولار. وأوضح مصدر مصرفي آخر مطلع على الوضع أن المحادثات لا تزال أولية، وأن ''بي. بي'' لم تعرض حتى الآن حزم أسهم على الصناديق السيادية. وبين مصرفيون أنه سيكون من المهمة لشركة بي. بي ألا تقوض المستثمرين الحاليين عن طريق عرض صفقة استثنائية على الصناديق السيادية، وكشف أحد المصادر إن ''بي. بي'' بدأت برامج تسويقية لإقناع الصناديق بأن سعر سهمها منخفض بما يكفي لتشجيعهم على الشراء في السوق. وقال ''إذا حصلوا على سعر خاص فسوف يستثمرون، لكن إذا لم يحصلوا على ذلك ولم تكن الصفقة ذاتها للمستثمرين الحاليين، فإنه سيكون كابوس علاقات عامة لشركة بي. بي.
وكان المساهمون الحاليون قد أبدوا يوم الإثنين عدم ترحيب بتقارير مفادها أن ''بي. بي'' تتطلع إلى بيع حصة وتساءلوا عما إن كانت في حاجة حقيقية إلى شريك استراتيجي. وقال المصدر الثاني إن ليبيا والصين من بين الأطراف المهتمة أيضا.
وفقدت أسهم ''بي. بي'' أكثر من نصف قيمتها السوقية منذ أن بدأ التسرب في خليج المكسيك في 20 نيسان (أبريل) عندما أحدث انفجار في منصة حفر ثقبا في بئر تحت البحر، ولم تنجح محاولات وقف التسرب، وتعلق ''بي. بي'' آمالها على بئر تنفيس ستكتمل في آب (أغسطس).
وتقول ''بي. بي'' إنها تأمل في جمع عشرة مليارات دولار من بيع أصول، هذا العام، في إطار خطتها لتمويل صندوق بقيمة 20 مليار دولار لتغطية تكاليف التنظيف أقامته الشركة تحت ضغط من السلطات الأمريكية.
كانت تقارير قد أفادت أن مستشاري ''بي. بي'' يحاولون إثارة الاهتمام في أوساط مجموعات النفط المنافسة وصناديق الثروة السيادية لشراء حصة بين 5 و10 في المائة في الشركة بتكلفة تصل إلى ستة مليارات جنيه استرليني ما يقارب 9.1 مليار دولار.