كيف يمكننا تصميم عالم يعتمد على الناس أكثر من التكنولوجيا؟
يمتلئ العالم من حولنا بالأدوات والمعدات التكنولوجية، حتى أننا في غمرة استغراقنا فيه لا نكاد نوجه إلى أنفسنا هذا السؤال المهم: ما الهدف من وجود هذه الأشياء؟ ما القيمة الحقيقية التي تضيفها إلى حياتنا؟ وهل يمكننا إعطاء التكنولوجيا وجها أكثر إنسانية؟ هكذا يتساءل مؤلف هذا الكتاب.
تعد الإجابة عن هذه الأسئلة أمرا عسيرا حتى بالنسبة لمنتجي هذه الأجهزة والمعدات التكنولوجية. وحيث إن النظام الاقتصادي العالمي حاليا صار يتمركز حول التكنولوجيا، فإنه من الطبيعي أن يصبح وجود التكنولوجيا في حياتنا اليومية هدفا في حد ذاته.
ليس من نهاية للتكنولوجيا في الحياة، لهذا فإن الوقت المناسب للتحدث عن نهايتها سيكون قبل استخدامنا لها وليس بعده. نحتاج إلى أن نتساءل عن الهدف التي يخدمه وجود وسائل الاتصال المرئية والمسموعة وأجهزة الكمبيوتر المتعددة الوظائف والأجهزة المتصلة ببعضها التي تحيط بنا من كل جانب. كما نحتاج إلى التساؤل عن تأثير كل هذه الأشياء على حياتنا اليومية.
يستعرض الكتاب العالم الذي صار معتمدا على الأشياء والمعدات أكثر من اعتماده على الناس. يصف الكتاب التحول الذي يحدث الآن على أرض الواقع وليس في أفلام الخيال العلمي.
يحاول الكتاب لفت الانتباه إلى أننا نمنح الاحترام لما يمكن للناس أن يفعلوه وليس لما تفعله التكنولوجيا. يصف الكتاب الخدمات التي تم تصميمها لمساعدة الناس على أداء الأنشطة اليومية بطرق جديدة.
تدخل التكنولوجيا في العديد من هذه الخدمات، وتلعب فيها الأدوات والأنظمة التكنولوجية دورا مساعدا في عالم يؤمن بأهمية البشر وبأهمية الحفاظ على الوجه البشري له لكيلا تطغى عليه التكنولوجيا.
يركز مفهوم التصميم على الخدمات وليس الأشياء وتحدد مبادئه الجديدة الطرق التي يمكن أن يتم تصميم هذه الخدمات بها واستخدامها. يحمل الكتاب اعتقادا يعبر عنه بمجموعة كبيرة من الأمثلة الواقعية، ويتلخص في أن الأخلاقيات والشعور بالمسؤولية يمكنهما إرشاد قرارات التصميم إلى الطريق الصحيح دون إعاقة الإبداعات الاجتماعية والتكنولوجية.
يستعرض الكتاب أساسا موضوع: كيف يمكننا تصميم عالم يعتمد على الناس أكثر من التكنولوجيا؟ فنحن نملأ العالم بأجهزة وأنظمة مبهرة لنفاجأ باكتشاف أن هذه الأنظمة المعقدة تبدو خارجة عن السيطرة: أشد تعقيدا من أن نفهمها فضلا عن أن نشكلها أو نعيد توجيهها.
ترجع العديد من المواقف المتأزمة في عالمنا إلى قرارات التصميم أو بالأحرى إلى سوء اتخاذ قرارات التصميم أو عدم الدراسة الكافية للموضوع قبل اتخاذ القرار.
تشكل قرارات التصميم العمليات الكامنة وراء المنتجات التي نستخدمها والخامات والطاقة التي يتطلبها صنعها والطرق التي نستخدمها بها يوميا وما يحدث لها عندما لا نعود بحاجة إليها. فربما لم تحدث هذه الأمور كما كنا نريدها وربما ندمنا على الطريقة التي انتهت إليها الأمور.