السلمي: ضخامة مكنوزات معرض عمارة الحرمين حرمت العالم من تاريخ عريق

السلمي: ضخامة مكنوزات معرض عمارة الحرمين حرمت العالم من تاريخ عريق

أكد محسن السلمي مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين صعوبة نقل مكنوزات المعرض إلى دول إسلامية وعالمية، على غرار معرض اللوفر الفرنسي، نظرا لضخامتها وثقل وزنها, كما أن أغلب القطع هي قطع ثابتة وغير متحركة يصعب نقلها، كعمود الكعبة وسلمها.
وأضاف السلمي "لك أن تتخيل أن سلم الكعبة تبلغ أبعاده خمسة أمتار في مترين ونصف, فضلا عن مخاوف تعترينا جراء نقل بعض النقوش حفاظا على هيئتها الأصلية".
وأبان محسن السلمي مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين أن أبرز المكنوزات الأثرية التي يحتويها المعرض هو عامود الكعبة وهو خشبي من الأعمدة التي كانت داخل الكعبة ويرجع تاريخه إلى القرن الأول الهجري للسنة 65 للهجرة, وهو من أهم القطع الموجودة في المعرض وأقدمها, ويشكل أداة الجذب التي يفد من أجلها الزوار والمعتمرون طيلة أيام السنة.
وأكد محسن السلمي أن جزءا من العمود الخشبي قد تآكل بفعل تقادم السنين وهو عمود مختلف عن بقية الأعمدة الخشبية بحكم أن ارتفاعه يبلغ سبعة أمتار, وكان هناك عملية تآكل في جزء منها, والجزء المتآكل نقوم بعرضه على جميع الزوار والمعتمرين, في "باترينه" خاصة. وعن الجنسيات التي تزور هذا المعرض قال السلمي "إن جلهم من شرق آسيا "إندونيسيا وماليزيا", ونقوم بعملية الشرح باللغة الإنجليزية التي تمثل لغة مشتركة للتفاهم والتواصل والتقارب, ناهيك عن وجود مترجمين سياحيين يجيدون اللغة الميلاوية والإندونيسية والماليزية, فضلا عن أن معظم الحملات الزائرة للمعرض تحتضن مترجمين من بني جلدتهم على اطلاع ودراية بما يحويه المعرض من مكنوزات أثرية".
وأبان أن النقوشات الأثرية التي تحويها ردهات المعرض قد تم فك شفراتها وعقدها كخط الثلث الذي تم فك ترجمته إلى لغة مبسطة, ويهمنا في معرفة تلك النقوش تاريخها الزمني, والخلفية التاريخية التي كتبت من أجلها, لأنها نقطة تمثل محفزا للباحثين وسابري أغوار التاريخ والمتخصصين.
وأفاد مدير معرض عمارة الحرمين بأن أبرز الصور الفوتوغرافية الموجودة في المعرض هي عبارة عن تاريخ مؤرشف لكل من مكة المكرمة, والمدنية المنورة, والمشاعر المقدسة, وهي صور تم التقاطها عام 1297هـ, وهي صور مهداة للمعرض من الأمير سلطان بن عبد العزيز.
وأبان السلمي أنه روعي في إنشاء المعرض تناسق التصاميم الهندسية مع الطراز المعماري المميز لعمارة المسجد الحرام في انسيابية الحركة للزائرين والتسلسل المنطقي للعرض بما يعطي صورة شاملة للزائر عن الحرمين الشريفين وإلمامه بجميع المقتنيات والمعروضات وأن يتم تنقله بين جنبات المعرض بكل سهولة ويسر، ويضم المعرض العديد من المعروضات من مصاحف ومخطوطات ثمينة وقطع أثرية ونقوش كتابية وصور نادرة ومجسمات معمارية تمثل العصور الإسلامية المختلفة.
من جهته، استضاف معرض عمارة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة منسوبي الدورة الصيفية الرابعة لمعلمي اللغة العربية من الجامعات الإندونيسية، والدورة الصيفية الثانية لمعلمي اللغة العربية في المدارس السنغالية، والتي ينظمها معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها التابع لجامعة أم القرى.
واطلع الوفد على مقتنيات نادرة للحرمين الشريفين، وتجولوا في قاعات المعرض السبع بدءا بقاعة الاستقبال, ثم قاعة المسجد الحرام, فقاعة الكعبة المشرفة, ثم قاعة الصور الفوتوغرافية, ثم قاعة المخطوطات, ثم قاعة المسجد النبوي, وأخيرا قاعة زمزم.
وشاهد الوفد الزائر ما يحظى به الحرمان الشريفان على مر العصور من رعاية واهتمام وسجل التاريخ الإنجازات العمرانية والخدمية التي مرت على الحرمين الشريفين حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. وأوضح عميد معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها الدكتور عادل بن أحمد باناعمة، أن هذه الزيارة هدفت إلى تعريف المشاركين في دورات المعهد بالرعاية والاهتمام وسجل تاريخ الإنجازات العمرانية والخدمية التي مرت على الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن الوفد لمسوا عن قرب ما توليه حكومة المملكة العربية السعودية التي لا تألو جهدا في خدمة الحرمين الشريفين وتقديم الخدمات لجميع الزوار والحجاج والمعتمرين.
وبين الدكتور باناعمة أن الدورات التي يقدمها المعهد تهدف إلى جملة من الأهداف من بينها تأهيل معلمي اللغة العربية المشاركين وإعادة تدريبهم عبر البرنامج المعد، وتنشيط الجانب المعرفي عن اللغة العربية لدى المشاركين، والتعرف على أحدث تجارب تعليم اللغة بوصفها لغة ثانية، والتعرف على ما يواجه المشاركين من مشكلات في تدريس اللغة العربية ومناقشتها واقتراح الحلول المناسبة، وتنمية تدريس عناصر اللغة ومهاراتها لدى المشاركين، ورفع كفاءة الاستيعاب من خلال قراءة النصوص المكتوبة، وأخيرا تزويد المشاركين بقدر من المعارف الشرعية مما ينمي لديهم الجانب الثقافي للغة التي يتعلمونها ويعلمونها.
وأشار عميد المعهد إلى أن البرنامج يتضمن برنامجا لغويا وتدريبيا يشتمل على 20 وحدة تقدم من خلالها عدد من الحقائب التدريبية اللغوية والشرعية والثقافية، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة والزيارات والرحلات التي تثري خلفية المتدربين.

الأكثر قراءة