سأل عن إمكانية الحصول على قرض بـ 1000 دولار لإصلاح سيارته .. والفقيه «مستغربا السؤال» يطلب منه بيعها وشراء دراجة نارية!
فوجئ مصرفي سوداني بردة فعل تحمل طابع السخرية من أحد أبرز فقهاء الصيرفة الإسلامية في الوقت الحالي عندما تجادل مع محمد داود بكر، الذي لم يكن المصرفي العربي يعرف من هو، حول عجز المصارف الإسلامية عن إيجاد منتجات متطورة لخدمة الفقراء، وذلك بدلا عن المنتجات التي تثقل كاهلهم بالديون. وكان محمد عثمان بابكر، خبير في المصرفية الإسلامية لدى بنك أبوظبي الإسلامي، قد طرح سؤالا بسيطا يدور في خلد أي فقير وهو كيف أحصل على قرض قصير الأجل (بقيمة ألف دولار) ولمدة شهرين من أجل إصلاح سيارته المتعطلة. واشترط عثمان أن العميل لا يرغب في عقد المشاركة والسلام والمضاربة مع هذا القرض (في إشارة منه إلى أن طبيعة هذه العقود طويلة الأجل ولا تتواءم مع طبيعة حاجة هذا الفقير). إلا أن رد الفقيه العالمي محمد داود بكر لسؤال بابكر كان عبارة عن استنكار مبالغ فيه حول تصوير المثال. حيث قال: ''أنت تعطي مثالا مبالغا فيه وأعتقد أنه من غير العدل على الصناعة (الإسلامية) الإجابة عنه''. وتابع: ''فإذا كان هذا الشخص غير قادر على إصلاح سيارته، فبإمكانه بيع سيارته وشراء دراجة نارية'' عندها ضحك الحضور في استغراب واضح من بابكر. وتابع داود: ''نحن نتحدث هنا عن قضايا مهمة وكبيرة (من وجهة نظر الصناعة) وعليه فليس من اللائق أن تضرب هذا المثال في مثل هذه المؤتمرات''. إلا أن بابكر تسلم دفة الحديث مرة أخرى ورد على داود بقوله: ''قد يكون الأغنياء لا يهتمون بهذا السؤال ولكنه في غاية الأهمية بالنسبة للفقراء''.
وأشار بابكر، الذي يرى ضرورة امتثال البنوك الإسلامية بدورها في دعم المشاريع الصغيرة، إلى أن ''زلة العالم ليست سهلة''، في إشارة منه إلى عدم تقديم الفقيه حلا واضحا لمشكلة الفقر وتركيزهم على الربحية. وكشف عثمان أنهم في السودان تمكنوا من تطوير منتجات خاصة بدعم المشاريع الصغيرة والتي تقوم بها الأسر الفقيرة المنتجة.