الشباب السعودي - الصيني يتطلع إلى شراكات تجارية تتراجع بمعدل البطالة
أكد لـ ''الاقتصادية'' الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية أن القيادة في المملكة وفي الصين حريصة بصورة استثنائية على إشراك الشباب من البلدين في صياغة مستقبل العلاقات بين السعودية والصين، لما لهم من رؤى مشتركة مبنية على الصراحة والصداقة. وقال الأمير منصور خلال مشاركته أمس في ختام أعمال منتدى الشباب السعودي ـــ الصيني الذي احتضنته جامعة فودان أمس في شنغهاي، إن هذه الرؤية ستحقق النفع لكلا البلدين في جميع المجالات.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أكد لـ «الاقتصادية» الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية أن القيادة في المملكة وفي الصين حريصة بصورة استثنائية على إشراك الشباب من البلدين في صياغة مستقبل العلاقات بين السعودية والصين، لما لهم من رؤى مشتركة مبنية على الصراحة والصداقة.
وقال الأمير منصور خلال مشاركته أمس في ختام اعمال منتدى الشباب السعودي الصيني الذي احتضنته جامعة فودان أمس في شنغهاي، إن هذه الرؤية ستحقق النفع لكلا البلدين في جميع المجالات وللبشرية بصفة عامة، مشيرا إلى أن الشباب هم المستقبل الذين تحيا بهم الأمم والشعوب.
ونقل الأمير منصور في كلمة وجهها للحضور تحيات خادم الحرمين الشريفين وتهنئته لحكومة وشعب الصين على الإنجاز الكبير والنجاحات المتواصلة التي تحققها دول الصين العظيمة، مشيرا إلى أن ما يشهده العالم اليوم في معرض اكسبو شنغهاي 2010 خير دليل على ذلك.
من ناحيته، نقل الدكتور يوسف بن طراد السعدون وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية، تحيات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، مثمنا الجهود التي بذلها الجانب الصيني في استقبال الوفد السعودي، والترتيب لهذا اللقاء بينهم والشباب الصيني، الذي يعد تجسيدا حقيقيا لرؤية الملك عبد الله حول الحوار بين أتباع الأديان.
#2#
وقال السعدون إن الشباب السعودي والصيني يتشاركون في الكثير من التطلعات والطموحات، مشيرا إلى أن كل الاجتماعات التي تمت بين الجانبين شهدت أفكارا براقة ولامعة لتحسن أطر التعاون بين البلدين.
وبين السعدون أن العلاقات السعودية الصينية وثيقة وتنال زخما مستمرا يوما بعد يوم، موضحا أن البلدين على استعداد لبذل كل الجهود الممكنة لتوطيد هذه العلاقة.
وأضاف» طموحاتنا كما قال الرئيس الصيني هي السعي وراء الحقيقة والمجد وعدم الارتباك بسبب التدخلات الأجنبية أو كما قال الملك عبد الله إننا كلنا بشر متساوون وشركاء في هذا الكوكب فإما أن نكون متعاونين لتحقيق الأفضل، وإما غير ذلك وننتظر الأسوأ».
في المقابل، رحب لو يونج جنج نائب المدير العام لاتحاد الشباب الصيني بالوفد السعودي، مؤكدا أن مثل تلك اللقاءات هي التي تصنع العلاقات الجيدة بين الدول لكون الشباب هم محورها وأهدافها.
وقال شياجين «الشعب الصيني يكن للمملكة كل احترام والمملكة تشهد نموا وتطورا يلحظه الشعب الصيني، لذلك نحن شركاء في التطلع للنجاح والتنمية، وكما قال الملك عبد الله نحن سعداء بعلاقتنا مع الصين أيضا الصينيون سعداء بعلاقتهم مع المملكة».
#3#
وأضاف» خير بداية لتطوير وتعميق تلك العلاقة هو جعل الشباب محورا لهذا التبادل بين البلدين، ولدينا اليوم فرص كبيرة لتبادل الخبرات في مجالات مختلفة منها العوم والتكنولوجيا والصناعة، إلا أن تطوير الموارد البشرية هي أهم تلك المحاور .. ولعلي هنا أستعين بالأثر الإسلامي الذي يقول «اطلب العلم ولو في الصين».
إلى ذلك وجه الشباب السعودي والصيني المشاركون في اللقاء رسالة إلى خادم الحرمين والرئيس الصيني هو جينتاو قالوا فيها « إنه لفخر لنا نحن الشباب السعودي و الصيني أن نقف معاً في مدينة شيان الجميلة، في الذكرى العشرين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين الصين و المملكة العربية السعودية. فرغم التاريخ القصير، إلا أن تطور هذه العلاقة تميز بقوة دافعة مذهلة لديها القابلية الكبيرة إلى التقدم في المستقبل. وبهذه المناسبة، نرغب مشاركتكم رؤيتنا في تقوية هذه العلاقة بشكل أكبر مبني على التناغم و الاحترام المتبادل».
وأضافوا» إننا نتطلع إلى دعمكم في تأسيس مجلس للشباب السعودي الصيني و ذلك لتعزيز التواصل بين الشباب و تنمية علاقات الأفراد بين البلدين من خلال بناء الثقة بينهم و تشجيع فهم ثقافة الآخر. نحن نتمنى أن يقوم هذا المجلس على عرض ثقافتنا بشكل مباشر من خلال برامج تبادل الطلاب، و الأنشطة الشبابية المتعلقة بالتطوع، القيادة، الإعلام و الفنون و التي سيتم من خلالها تنمية الصداقة بين الشعبين».
وزادوا» كما نطمح إلى إنشاء مركز سعودي صيني لتطوير الأعمال المستدامة، يمكن من خلاله تشجيع الشراكات التجارية المتنوعة. نحن نشجع التعاون بين البلدين في المشاريع الصغيرة و المتوسطة و التي ستوسع الشراكات التجارية التي ستعمل على تخفيض نسبة البطالة التي يعانيها البلدان من خلال توفير فرص وظيفية جديدة».
#4#
ثم طلب الشباب من البلدين دعم القيادتين في البلدين لإطلاق مسابقة سنوية في العلوم و التكنولوجيا لتشجيع الاختراعات و المبادرات العلمية بين الشباب، ولا سيما أن كثيرا من الشباب السعودي و الصيني يهتم كثيراً بالعلوم والتقنية ولديه الرغبة العارمة في معرفة آخر الاكتشافات في هذا المجال، وستساعد هذه المسابقة أيضاً في عرض آخر إنجازات الشباب العلمية والتقنية والحصول على التقدير العالمي. إقامة ندوات و مؤتمرات علمية خاصة بالشباب تسهم بشكل كبير في تعريفهم بآخر الاختراقات العلمية وتطبيقاتها، وتحفيزهم في تسخير و دمج العلوم في خدمة البشرية.
وانتهى الشباب في البلدين إلى طرح رؤيتهم حيال المملكة والصين، موضحين أنهما تطورتا إلى دول قيادية على الصعيد الإقليمي في مجالات عديدة، وهذا ما كان ليكون دون رؤية القيادتين الثاقبة و قيادتهما الحكيمة، متطلعين أن يتمكنوا بروحهم الشابة وعقولهم المفكرة من الدفع بأوطانهم نحو الازدهار.
وفي رسالة أخرى إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، دعا الشباب السعودي الصيني منظمة الأمم المتحدة إلى منحهم فرصة لتبادل الأفكار والآراء والشؤون الخاصة بالشباب ومناقشتها على الصعيدين المحلي والدولي وإقامة مؤتمرات تتلمس قضايا الشباب ولها أثر في كوكبنا مثل شح المياه وتغيير المناخ والاحتباس الحراري.
وقال الوفد السعودي الصيني في رسالتهم للأمين العام « نحن الشباب والشابات المشاركون في منتدى الشباب السعودي الصيني ونود أن نشارككم مخرجات ونتائج نقاشاتنا التي تحوي طموحاتنا وأمنياتنا لتحقيق المزيد من الدور الفعال للأمم المتحدة. الدور الذي يسعى لإنقاذ العالم والمحافظة عليه من الدمار والفساد.
وأضافوا» بدعوة من اتحاد الشباب الصيني تم حضور 20 شابا وشابة سعوديين للانضمام إلى أصدقائهم من الشباب الصيني ومشاركتهم في أنشطة عديدة ومختلفة وكذلك للاحتفال بالذكرى العشرين للعلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والصين الشعبية وبكثير من التفاعل والتفاؤل فقد عقدنا حوارات واجتماعات مجدية ومثرية تطرّقنا فيها لعديد من القضايا التي تؤرق الشباب في كلا البلدين.
وعلى الرغم من التنوع في الأديان والحضارة والفكر الاجتماعي فقد سعينا إلى بناء جسور التفاهم وتعزيز المساهمة في تنمية العالم والتعاون في مجالات شتى كالعلوم والتقنية والاقتصاد والحضارات».
وزادوا» نحن فخورون بأن العلاقات السعودية الصينية ممتدة الجذور منذ سنين طويلة وهي في تطور يوماً بعد يوم حتى الآن نحن عاكفون على توثيق تلك العلاقات بين شعبي البلدين وتأسيس الروابط المتينة في مجالات السياسة والاقتصاد والحضارة بما يدعو إلى إحلال مزيد من السلام في العالم ونحن واثقون بأن مجتمعاتنا قادرة على اختيار الأفضل لنا بناء على قيمنا ومبادئنا ولسنا بحاجة إلأى من يحاول ممارسة الضغط علينا لكي نَحُول عن تلك القيم والأصول».
#5#
وجاء في الرسالة « إن التحديات التي تتعلق بالصحة والمجاعات والفقر والبطالة في تضاعف وتزايد ونحن في هذا العصر أيضاً نتحمل عبء القوى الخارجية والإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان ومساندة الدول الداعمة للإرهاب وانتشار النزاعات والحروب في عديد من دول العالم.
وقال الشباب السعودي الصيني « معالي الأمين العام .. لقد حان الوقت للأمم المتحدة أن تطبق قوانين و أنظمة أكثر حزماً ومزيداً من السياسات والبرامج الفعّالة التي تسمح لنا كأطباء للمستقبل بأن نتحكم ونسيطر على الأمراض، ونحد من انتشارها, وكمحامين أن ندافع عن حقوق الإنسان ونقف للظلم والاضطهاد في العالم بالمرصاد وكرجال أعمال وسيدات أعمال بأن نبني اقتصاديات وطنية وأن نتوخى الحذر في التعرض للأزمات المالية المدمرة وكعلماء باحثين يعملون دراسات ذات جدوى تحمي البيئة من آثار الاحتباس الحراري التي بدت تجوب العالم والاستخدام السيئ للطاقة النووية وفوق كل هذا كـفنانين ومفكرين ينشرون الحب ويرفضون التعدي والبيروقراطية ولجعل العالم أكثر أماناً وجمالاً».
وتمنى الشباب السعودي الصيني من الأمم المتحدة أن تُفَعّل موقع الأمم المتحدة للشباب وذلك لإبراز دراساتهم الفـتيّة وتوصيل أفكارهم وتطبيق مبادراتهم كما تمنوا أن يمنحوا الفرصة للإسهام في إيجاد الحلول للمشاكلات العالمية، محيين في الوقت ذاته البرامج الحالية التي تقوم بها الأمم المتحدة في مجالات دعم الشباب، طامحين أن تستكمل الجهود وتؤخذون المنظمات الشبابية ذات العلاقة بالشؤون والمصالح العالمية بعين الاعتبار.
من جهة أخرى، قال محمد الثقفي أحد الطلاب السعوديين المشاركين في أعمال المنتدى إن الزيارات التي قام بها الوفد لثلاث مدن صينية فتحت آفاق كبيرة للمشاركين وأسهمت بشكل كبير في تعزيز فهمهم للحراك الاقتصادي والثقافي الذي تعيشه الصين.
وأضاف «الصينيون شعب عملي إلا أنه عاطفي أيضا، وقد شهدنا تنوعا في طريقة تفكيرهم، وهو ما نعتقد أنه منحهم التطور السريع على مدى السنوات الماضية حتى باتت الصين واحدة من أهم وأكبر الدول اقتصاديا وثقافيا وعسكريا».
من ناحيتها، قالت سارة المعينا، طالبة سعودية، إن الرسائل التي وجهناها إلى قادة البلدين وإلى الأمين العام للأمم المتحدة كانت من نتائج ورؤى الشباب في البلدين، مشيرة إلى أن تلك الرسائل تمت صياغتها بصورة مشتركة بين شباب السعودية والصين.
وتابعت» لقد حقننا كثيرا من الأمور المهمة في هذه الزيارة، لعل أهمها هي معرفة طريقة تفكير الشباب الصيني ورؤيته حيال المملكة العربية السعودية، التي وجدناها براقة وجيدة للغاية، كما أن تبادل الأفكار حيال أهم ما يمكن أن يعزز علاقة البلدين ببعضهما كانت محورا مهما لمناقشاتنا التي امتدت أكثر من أسبوع».
من جهتهما، اتفق خالد المصري، طالب سعودي، ولميس المفتي، طالبة سعودية على أن المنتدى كان رائعا للغاية، مشيرين إلى أنه حقق كثير من الأشياء التي لم تكن ضمن الأهداف، لعل أهمها القدرة على التواصل مع الآخرين بصورة سليمة.
وأضافا» لقد اكتشفنا من خلال الحوار المفتوح الذي دار بيننا كثيرا من الاهتمامات العالمية المشتركة، سواء على صعيد التنمية أو التعاون في مجالات شتى كالعلوم والتقنية والاقتصاد والحضارات».