«الشرقية»: عمالة أجنبية تحتكر سوق المواشي وتتحكم في الأسعار

«الشرقية»: عمالة أجنبية تحتكر سوق المواشي وتتحكم في الأسعار

يندر أن ترى شابا سعوديا يعمل في سوق المواشي في الشرقية إما لنظرة كثير منهم إلى هذا المجال أنه أقل من المستوى الذي يطمح للعمل فيه أو لاحتكار العمالة الأجنبية هذا المجال ومضايقاتهم لمن يرغب في الدخول إلى السوق ويحاول مجاراتهم في هذا النشاط.
وعبّر كثير من المواطنين العاملين في أسواق الأغنام في الدمام والخبر عن استيائهم مما وصلت إليه حالة السوق من سيطرة العمالة الأجنبية عليها وتحكمهم في الأسعار على مدار العام خاصة في المواسم، حيث أكد بعض أصحاب المحال في هذه الأسواق "الأحواش" التقتهم "الاقتصادية" أن غالبية العمال الأجانب العاملين ليسوا أصحاب مهن تخولهم للعمل في هذا المجال.
وأبدى مبارك عبد الله العرجي صاحب مؤسسة تجارية متخصصة في قطاع المواشي عدم رضاه عما وصلت إليه حال سوق المواشي في الشرقية والخبر بشكل خاص من سيطرة العمالة الأجنبية على السوق وتحكمها فيها واستغلال وجود كثير منهم في هذه السوق منذ فترة طويلة في التحكم في الأسعار وإجبار من أراد الدخول في هذا المجال على مجاراتهم والبيع بالأسعار نفسها التي يحددها المورد الرئيسي لسوق الأغنام، حيث إن "الأحواش" المخصصة الموجودة في سوق المواشي في الخبر البالغ عددها 400 محل لا تمثل نسبة السعوديين فيها 10 في المائة.
وأوضح العرجي أنه كمواطن عند رغبته في الدخول إلى هذا المجال بفتح مؤسسة تجارية تهتم بهذا القطاع "المواشي" وجد كثيرا من المضايقات والعوائق التي من أبرزها المكان المناسب في السوق، حيث تسيطر العمالة على جميع المواقع الحيوية فيه، مؤكدا أن السوق تحتاج إلى إعادة تنظيم وعمل لجان خاصة تهتم بشؤون السوق، كما أكد مطالبته باستمرار الجولات التفتيشية للجوازات والبلدية على هذه الأسواق للحد من انتشار هذه العمالة.
وتحدث العرجي عن العمالة ومنافستها في الدخول في مناقصات أو إبرام عقود مع عديد من الجهات الحكومية أو محال البيع بالتجزئة، حيث يتضح له أن المنافس الوحيد في ذلك هو العمالة الأجنبية. كذلك تطرق العرجي إلى أسعار المواشي وأنها تأتي من المصدر الرئيسي له بأسعار أقل بكثير مما تعرض به في السوق، مؤكدا أن قطاع اللحوم في المملكة قطاع استراتيجي يحتاج إلى عملية تنظيمية وتدخل من قبل جهات الاختصاص وتطبيق نظام السعودة على هذا القطاع أسوة بغيره من القطاعات التي ستجد من الشباب السعودي الإقبال الكبير إذا ما أتيحت له الفرصة، مؤكداً أن المردود المالي من العمل في هذا المجال يقدر بأرقام خيالية لا يمكن تخيلها، مؤكدا استغلال العمالة الأجنبية المواسم في رفع الأسعار. ولم يخف العرجي تذمره من ارتفاع أسعار الشعير والأعلاف.
في المقابل، أكد مخلد المطيري صاحب أحد "الأحواش" في قطاع المواشي في سوق الدمام أن أسعار المواشي تبدأ في الارتفاع مع بداية أي موسم لتصل إلى أسعار مبالغ فيها نهاية هذا الموسم، مؤكداً أن السبب الرئيسي في تلك الارتفاعات هو العمالة الأجنبية وما تقوم به من عمليات بيع عشوائية في السوق، كما أن الرقابة من قبل الجوازات والبلدية في متابعة ومراقبة أصحاب المحال والتأكد من هوياتهم ومعرفة المهنة والكفيل الفعلي والحقيقي لمن يعمل في هذا المجال ستحد من انتشار هذه العمالة التي أخذت تزاحم المواطن في دخول هذا المجال، مؤكدا أن سوق الدمام التي تحتوي على 500 محل "حوش" لبيع المواشي غالبية هذه المحال يديرها أو تملكها عمالة، والسعوديون العاملون فيها يعدون على الأصابع.

الأكثر قراءة