عمرة بلس!
في رأيي المتواضع, فإن اختيار هذا الاسم غير مناسب أن يقرن بشعيرة العمرة نظرا للطبيعة الخاصة بهذه الشعيرة. أتذكر عندما كنت طالبا في البعثة في التسعينيات الميلادية، وكنت أشرف على الجمعية الإسلامية في جامعتي التي تضم طلابا من مختلف الجنسيات، أنني دخلت في نقاشات حادة مع أولئك الطلاب عندما اقترب موسمي العمرة والحج. كان الانطباع السائد لدى كثير من الطلاب الأجانب أن الحج والعمرة من مصادر الدخل القومي للمملكة، وأننا نفرض رسوما على التأشيرات. وأتذكر أنني في محاضرة اجتماعية بينت لهم حجم الإنفاق الحكومي على التطوير والبناء المستمر للمشاعر من موازنة الدولة. أما عوائد إنفاق الملايين من الحجاج والمعتمرين فهي لا تساوي شيئا، نظرا لأن الغالبية العظمى يأتون من بلاد فقيرة حيث الإنفاق الضئيل، وبذلك يصنفون بـ Low Yield سياحيا. بل إن قوت الكثير من الزوار والحجاج من صدقات وخيرات هذه الدولة وأهلها الأخيار. أتمنى من القائمين على الهيئة العامة للسياحة والآثار تسريع الأولويات الرئيسة, حيث تشكر لهم نجاحات كتطوير خدمة الإيواء في المملكة, حيث أسهمت سياسة الهيئة الصارمة في تغيير جذري لجودة وتنظيم الشقق المفروشة بعد أن كنا نرى لوحات سبع وخمس نجوم توضع على مداخل عمائر وضيعة. في محاضرة للأمير سلطان بن سلمان في (منتدى الاقتصادية)، أعجبتني رؤيته عندما تعرض لأهداف رئيسة في الاستراتيجية السياحية، وأنه يستهدف تدوير ما يمكن تدويره من السائح السعودي أولا قبل السياحة الخارجية، لأنه يدرك حجم سوق السياحة السعودية ونسبة التسرب منها للدول القريبة والبعيدة. موارد المملكة السياحية لا تزال غير مستغلة, خاصة البطء الشديد في مشاريع القرى السياحية المتكاملة. إن وطنا بحجم المملكة بموروثها ومواردها يجب أن يكون المؤسس لسياحة تتسم بالبهجة والفضيلة. لا أخفيكم أنني كثيرا ما أحلق في برنامج (قوقل الأرض) بدءا من مرسى علم في مصر الشقيقة وأتجه شمالا حتى شرم الشيخ، حيث ترى أعدادا لا منتهية من القرى السياحية رائعة التصميم. بينما لا ترى شيئا يذكر على الساحل الشمالي الغربي الساحر من أملج حتى حقل. أتمنى من الهيئة العليا للسياحة إقامة ورشة بمشاركة الجهات ذات العلاقة لبحث آليات تطوير تلك المنطقة سياحيا، ومناقشة مشاريع متعثرة كقرية فجر السياحية في عسير.