روبرت سو : نخشى أن تؤثر حجة «تمويل الإرهاب» على تدفق الأموال الخليجية إلينا

روبرت سو : نخشى أن تؤثر حجة «تمويل الإرهاب» على تدفق الأموال الخليجية إلينا
روبرت سو : نخشى أن تؤثر حجة «تمويل الإرهاب» على تدفق الأموال الخليجية إلينا
روبرت سو : نخشى أن تؤثر حجة «تمويل الإرهاب» على تدفق الأموال الخليجية إلينا
روبرت سو : نخشى أن تؤثر حجة «تمويل الإرهاب» على تدفق الأموال الخليجية إلينا
روبرت سو : نخشى أن تؤثر حجة «تمويل الإرهاب» على تدفق الأموال الخليجية إلينا

أكد مسؤول كوري أنهم يشعرون بالقلق حيال اتساع رقعة «الترويج الإعلامي» السيئ لمسألة استخدام الصكوك لتمويل العمليات غير المشروعة وأثر ذلك في توقف تدفقات رأس المال الخليجي الذي يبحث عن استثمارات متواكبة مع الشريعة.

حيث قال روبرت جونق سو، المدير التنفيذي لشركة «شريعة فاينانس»، إنهم يشعرون بالقلق حيال ذلك. وتابع: «إن التجربة الكورية للمالية الإسلامية قصيرة جدا وتمتد لسنتين فقط. ونأمل أن يتغير هذا الانطباع مع السنوات المقبلة».

يذكر أن الحكومة الكورية وعدت بتخفيف القيود التشريعية على نحو يجعل من الممكن تمهيد الطريق لإصدار الصكوك في كوريا. إلا أن التغيرات الموعودة تم تعطيلها بفعل الناشطين المسيحيين الذين يدَّعون أن الصكوك تستخدَم لتمويل الإرهاب.

وتزامن التصريح الكوري (لمطبوعة عربية) وهو الأول من نوعه منذ تزعزع الثقة بالسندات الإسلامية، مع احتمالية قيام مجلس النواب في كوريا الجنوبية بإحياء قانون تم وضعه على الرف في وقت مبكر من هذا العام وسط معارضة من زعماء الكنيسة بأنه يمكن أن يمهد الطريق لأول مبيعات للسندات الإسلامية في كوريا الجنوبية. حيث حاول الوفد الكوري خلال المنتدى المصرفي الإسلامي في كوالالمبور KLIFF عدم التطرق لقضية الصكوك خلال كلمتهم الرسمية أمام الحضور.
#2#
وستقوم مجموعة من النواب بمراجعة مشروع القانون في نوفمبر الحالي، الذي يهدف إلى تنظيم الضرائب على الصكوك، كما قال تشوي سونج سو، المدير المساعد لمكتب رئيس اللجنة كانج جيل بو. وكان لي مان سوب، كبير رجال الدين لدى رابطة الكنائس الكورية، من بين الزعماء الساعين إلى وقف الخطة، بسبب مخاوف من أن الجمعيات الخيرية الإسلامية يمكن أن توجه المساهمات المالية من الزكاة باتجاه النشاطات الإرهابية.

يمكن لمبيعات الصكوك في كوريا الجنوبية أن تصل إلى مليار دولار سنوياً، حيث إن عدداً من الشركات، من بينها GS Engineering تسعى لجمع تمويل إسلامي لإنشاء معامل توليد الكهرباء وناطحات سحاب في الشرق الأوسط. وتوجد لدى الأمم المتحدة قائمة بمئات المنظمات والأفراد التي تظن أنها تدعم الإرهاب في سعي للسيطرة على التمويل.

ونقلت “بلومبرج” مؤخراً تصريحا عن يو هو، وهو عضو في اللجنة ينتمي إلى الحزب الحاكم: يقول فيه «جاءني عدد من رجال الدين من الكنيسة ليعربوا عن قلقهم من أن الأموال من الشركات الكورية يمكن أن تذهب إلى الإرهابيين. لكنني قلت لهم إن هذه الصكوك لا علاقة لها بذلك»
#3#
المسلمون الكوريون

وقال تشو مين هانج، وهو مدير الإدارة لدى جمعية المسلمين الكوريين في سيئول، إنه يوجد نحو 35 ألف مسلم في كوريا الجنوبية، وأكثر من 100 ألف مسلم من العمال الأجانب. يذكر أن عدد السكان في كوريا الجنوبية يبلغ 49 مليون نسمة.

وقال لي، الذي تمثل منظمته الجماعات المسيحية، “إن الموافقة على القانون الضريبي ستكون بمثابة صب البنزين على النار. يمكن لهذه الأموال أن تذهب إلى الجماعات الإرهابية، أو تستخدَم لغسيل الأموال في البنوك الكورية. ومن الظلم أن نعطيهم ميزة ضريبية. لأنه حين نرى مقدار الأموال التي تصب في هذا الباب فإن بإمكانهم الاستيلاء على اقتصاد البلاد.» وتدعي هذه الجماعات أن نحو 5 في المائة من الأموال التي يتم التعامل بها في مبيعات الصكوك تستخدَم لتمويل نشاطات على صلة بالإرهاب.

وأعرب، في مقابلته مع “بلومبرج”، عن قلقه من أن العوائد من هذه الأوراق المالية يمكن أن تستغل في تمويل المدارس الإسلامية والبنية التحتية الإسلامية في كوريا، وهذا من شأنه أن يجعل عدد المسلمين في كوريا في ازدياد.»

في فبراير الماضي قالت شركة الوساطة المالية Korea Investment إنها استعانت بالفقيه محمد داود بكر للمساعدة في هيكلة عدد من المنتجات المالية الإسلامية. وقد أجلت الشركة هذا المشروع لأن القانون الضريبي لم تتم الموافقة عليه بعد.
#4#
الخوف المرضي

ويرى بعض الكوريين أن هذه المزاعم “مضحكة تماماً” وأنه “لا يوجد أي دليل على صحتها”.
أسهم الجدل حول هذا الموضوع في جعل خبراء المصرفية الإسلامية يشعرون بذهول كبير. حيث قال هونج سيونج مين، رئيس معهد كوريا لاقتصادات الشرق الأوسط: “لم يسبق لي قط أن سمعت بمثل هذه المزاعم المثيرة للسخرية في أي بلد آخر”. وأضاف: “الصكوك لا تزيد على كونها أحد أشكال الأوراق المالية المستخدمة في العالم. إنني أخشى مما يمكن أن يقوله عنا المستثمرون في الدول الإسلامية إذا علموا أن بعض صناع القانون في كوريا يفترضون أن هذه الأداة الاستثمارية القياسية لها علاقة على نحو ما بالإرهاب”.

وقال لي يول هي، رئيس فريق المصرفية الإسلامية لدى Korea Investment في سيئول، إن التخوف من أن التمويل الإسلامي سيستغل لصالح النشاطات الإرهابية هو “نوع من الخوف المرضي” ومن الصعب إثباته.

وقال إن الروابط الوثيقة مع الشرق الأوسط من شأنها المساعدة في تضييق الفجوة المتمثلة في العجز التجاري الوحيد لكوريا. ففي السنة الماضية ضخت البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة ما مقداره 68 في المئة من النفط و53 في المئة من الغاز الطبيعي إلى كوريا، ما أدى إلى وجود عجز تجاري مقداره 38 مليار دولار مع بلدان المنطقة.
#5#
يذكر أن شركة Korea Electric Power Corp، وهي أكبر شركة كورية لتزويد الطاقة الكهربائية، قد فازت في ديسمبر الماضي بعقد قيمته 20 مليار دولار لإنشاء محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في الإمارات العربية المتحدة. كما أن شركة سامسونج الهندسية، وهي أكبر شركة هندسية في كوريا، فازت في أبريل بعقد قيمته 1.5 مليار دولار لإنشاء مرافق للمنافع لمشروع للغاز في أبو ظبي. وقامت شركة Samsung C&T Corp، وهي ثاني شركة للمقاولات في كوريا، ببناء أكبر برج في العالم في دبي. وجميع هذه الشركات موجودة في سيئول.

وفي مارس الماضي وقعت Woori Investment & Securities Co، التابعة لثالث شركة مالية كورية، اتفاقية مع بنك قطر الإسلامي، وهو أكبر بنك إسلامي في قطر، للتعاون في تقديم خدمات مصرفية استثمارية. وقال محمد أزهري كامل، رئيس بنك التمويل الإسلامي في ماليزيا، وهو القسم الماليزي التابع لبنك قطر الإسلامي، وأضاف لي يول إن موضوع الإرهاب لم يكن موضع نقاش على الإطلاق. وقال “إنه لا يوجد دليل كاف يثبت أن الجمعيات الخيرية تستخدَم لتمويل الإرهاب. هذا الاتهام باطل ولا أساس له من الصحة».

من جانب آخر تسعى وزارة الاستراتيجية والتمويل في كوريا الجنوبية للضغط في سبيل خطط تهدف إلى بيع سندات إسلامية لتنويع التمويل، كما قال سوهن بيونج دو، مدير قسم سياسة التمويل الدولي في سيئول. وقال إن الأزمة الائتمانية لعام 2008 أدت إلى أن تغادر الصناديق الدولية كوريا الجنوبية.

وأضاف لي يول: «ستساعد الصكوك كوريا الجنوبية على تنويع مصادر التمويل، خصوصاً أن هروب رأس المال خلال الأزمة من شأنه تجفيف مصادر الأموال».

الأكثر قراءة