الإرهاب «يلغم» أوروبا بـ 6 طرود .. وحملة يمنية لاعتقال صانع القنابل
انتقلت مؤامرات الطرود المفخخة من الطائرات إلى السفارات، حيث أعلن مصدر في الشرطة اليونانية أمس، أن الشرطة اكتشفت خمسة طرود مفخخة مرسلة إلى السفارات السويسرية والبلغارية والروسية والتشيلية والألمانية، مؤكدا أن الطرد المرسل إلى السفارة السويسرية انفجر دون أن يسفر عن ضحايا، كما وصل طرد سادس إلى مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وذكرت وسائل الإعلام والوكالات أنه بحسب التحقيقات الأولى للشرطة فإن طاقم السفارة السويسرية رمى الطرد المشبوه في فناء المبنى فانفجر من دون أن يوقع إصابات، بينما أبطلت فرق تفكيك المتفجرات في الشرطة اليونانية أربعة طرود مفخخة أخرى بعد أن أخطر موظفو السفارات المعنية الشرطة بوجودها. وأوضح المصدر الأمني أن أحد الطرود الخمسة انفجر في وكالة للبريد السريع، ما أدى إلى إصابة موظفة بجروح طفيفة، فيما قام خبراء الشرطة بتفجير طرد شك المسؤولون الأمنيون عن البرلمان في أمره. وكانت الشرطة اليونانية قد اعتقلت أمس شابين يونانيين أحدهما متهم بمحاولة إرسال طرود مفخخة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وإلى سفارات كل من المكسيك وهولندا وبلجيكا.
ورفض ساركوزي أمس في لندن الإدلاء بأي تعليق على الطرد المفخخ الذي عثر عليه في اليونان وكان موجها إليه. إلى ذلك، بدأ اليمن أمس حملة واسعة النطاق لاعتقال صانع قنابل يعد المشتبه به الرئيس في محاولة لإرسال طردين ملغومين على طائرتي شحن للولايات المتحدة في الوقت الذي يتعرض فيه اليمن لضغوط مكثفة للقبض على المتورطين في المؤامرة.
وقال مسؤول أمني لرويترز إن قوات أمن ومخابرات يمنية انتشرت في محافظتي مأرب وشبوة للقبض على إبراهيم عسيري، وهو عضو نشط في تنظيم القاعدة تعتقد واشنطن أن له صلة بمؤامرة الطردين الملغومين.
وأضاف المسؤول "يُعتقد أن عسيري يختبئ ويتنقل مع أعضاء كبار في القاعدة مثل ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في اليمن. وما زال رجال الأمن والمخابرات يتعقبونهم لتحديد أماكنهم بالضبط".
وتابع "الحملة تتضمن عملية عسكرية ومخابراتية مكثفة". وانتشرت وحدات ضخمة من قوات الأمن في أجزاء من المحافظتين وتعمل على إغلاق بعض المناطق. وتشتهر محافظتا مأرب وشبوة المتجاورتان بتضاريسهما الجبلية صعبة الاختراق.
على صعيد آخر، أعلنت واشنطن أن تنظيم القاعدة أجرى في أيلول (سبتمبر) تجربة لإرسال طرود إلى شيكاغو ضبطتها السلطات الأمريكية، بينما عززت الحكومات الغربية الإجراءات الأمنية في قطاع الشحن.
وشملت الإجراءات الأمنية الجديدة منع طائرات الشحن القادمة من اليمن من الهبوط في مطارات عدة، في خطوة رأى فيها اليمن "عقابا جماعيا".
وصرح مسؤول أمريكي بأن السلطات الأمريكية اعترضت طرودا مرسلة من اليمن إلى شيكاغو منتصف أيلول (سبتمبر). وقال هذا المسؤول إن الطرود التي ضبطت في أيلول (سبتمبر) وأرسلها تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية كانت تحوي خصوصا كتبا دينية وقرص صلب لجهاز كمبيوتر، لكن لم تكن فيها متفجرات.
وأوضح أن "الطرود ضبطت عند مرورها بالترانزيت وتم تفتيشها"., وتابع "عندما سمعنا بالتهديد الخطير الأسبوع الماضي تذكرنا الحادث"، مؤكدا أن "رد فعل حكوماتنا كان سريعا جدا".
وكان ديك كلارك المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض قد قال للشبكة الأمريكية "إن القيام بتجارب أمر مهم لتنظيم القاعدة".
وأضاف "في هذه الحالة المحددة، كانوا يريدون اختبار الطرود باستخدام نظام متابعة لمعرفة وقت وصولها إلى مكان ما بدقة، وكيف يمكن ضبط جهاز التوقيت لتنفجر القنبلة في المكان المناسب، ربما فوق شيكاغو".
وأوضح أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تتابع منذ اكتشاف الطرود في أيلول (سبتمبر)، الاهتمام الذي يوليه تنظيم القاعدة لمدينة شيكاغو بالتحديد.
وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد اجتماع لمجلس الطوارئ الوزاري (كوبرا)، إن التهديد الكبير الوافد من اليمن "تضاعف".
وصرح كاميرون أمام مجلس العموم بأن "انتقال الجهاز (الذي يشكل قنبلة) من اليمن باتجاه الإمارات العربية المتحدة ثم ألمانيا فبريطانيا والولايات المتحدة يظهر المصلحة في تآزر العالم أجمع لمواجهة هذه المشكلة".
وقال متحدث رسمي في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) "كان من المفروض أن يقف شركاء اليمن وأصدقاؤه إلى جانبه، وتعزيز جهوده من أجل إلحاق الهزيمة بالإرهاب بدلا من اللجوء إلى اتخاذ مثل هذه القرارات التي لا يمكن تفسيرها إلا بكونها عقابا جماعيا وغير منطقي لليمن وشعبه". وقد أعلنت السلطات الأمريكية أن الطردين المفخخين صنعهما على الأرجح خبير المتفجرات الذي صنع القنبلة التي استخدمت في محاولة تفجير طائرة في رحلة بين أمستردام وديترويت يوم عيد الميلاد الماضي.
وقال مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب لوكالة الأنباء الفرنسية، إن شابا معروفا بأنه صانع قنابل لدى تنظيم القاعدة هو "مشتبه به رئيس" في التحقيق حول الطردين المفخخين.
وأعلنت هولندا أمس حظرها لدخول جميع الطرود البريدية وحركة الشحن القادمة إليها من اليمن في أعقاب اكتشاف الطرود المفخخة.. كما علقت كندا دخول جميع طائرات الشحن الآتية من اليمن بعد العثور الجمعة على طردين مفخخين في دبي وبريطانيا مرسلين من صنعاء، حسبما أعلن وزير النقل الكندي شوك ستراهل. وقال الوزير أمام مجلس العموم إن الحكومة وفور علمها بهذه الحوادث، أمرت بإجراء فحص دقيق لحمولة أي طائرة شحن قادمة من اليمن ثم أمرت بتعليق دخول طائرات الشحن الآتية من هذا البلد "بانتظار نتيجة تحليل الوضع".