مكة : إخلاء مبنيين خالفا اشتراطات إسكان الحجاج
أخلت إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة مبنيين في حي شعب عامر القريب من المنطقة المركزية للمسجد الحرام، وذلك بسبب مخالفة بناء طوابق وإسكان حجاج، حيث تم تحويل القائمين على استضافة الحجاج فيه إلى التحقيق مباشرة لمعرفة الجهات الأخرى التي من الممكن أن تكون اشتركت في تسهيل تلك المخالفات.
وقال العميد جميل أربعين، مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، إن مبنيين تم إخلاؤها أثناء تمشيط فرق المسح الوقائي التابعة لإدارة الدفاع المدني لأحياء متعددة في العاصمة المقدسة، حيث جرت على الفور إحالتهما إلى الجهات ذات العلاقة، ومصادرة الأموال التي تم جمعها كإيجارات من حجاج تم إسكانهم في المباني الخالية من شروط السلامة.
وأكد العميد أربعين أن إدارة الدفاع المدني ستلاحق كل المباني وتمشطها بالكامل، وتطبق معايير السلامة والجودة التي فرضها مدني العاصمة والتي سبق الإعلان عنها مسبقاً. وبين أن اللائحة الجديدة المعدلة لاشتراطات إسكان الحجاج، رفعت درجة السلامة إلى مستوى يفوق المتوقع، مما أسهم في انخفاض نسب الخسائر المادية إلى 40 في المائة و70 في المائة من الخسائر البشرية مقارنة بالأعوام السابقة.
وأوضح العميد جميل أربعين أن الاستثناءات مرفوضة فيما يتعلق بالاشتراطات الواجب توافرها في مساكن الحجاج، وما يجري العمل عليه حاليا من باب المرحلية في تنفيذ المشروع الذي سيستكمل مراحله النهائية لهذا العام، وزاد "لن تغفل عين الرقابة عن أي تجاوز بعد أن تم تجهيز أكثر من 300 دورية مسح وقائي تقوم بمهمة العمل الميداني الرقابي".
من جهتها، أكدت الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة المقدسة، أن أسراً كثيرة أعدت العدة مسبقاً للمغادرة، وقامت بتحركات مسبقة منذ الصيف لشراء عقارات داخل السعودية وخارجها. وأضاف محمد الفضل، عضو اللجنة السياحية في الغرفة، أن عدداً كبيراً من تلك الأسر قد غادر مع آخر يوم للأسبوع المنصرم، وبعض منهم لم ينتظر آخر يوم، للخروج عن المدينة المقدسة بغية الاستمتاع بأكثر من 15 يوماً بعيداً عن الصخب والأعداد البشرية المهولة التي تسعها اعتيادياً مكة المكرمة بالدرجة الأولى، والمدينة المنورة بالدرجة الثانية.
وأشار محمد الفضل، إلى أن من الأشياء الأخرى التي تدفع سكان المدينتين المقدسين إلى الخروج هذه الأيام، هو أن معظم هؤلاء الأهالي، خرجوا بسبب العائدات المالية الكبيرة التي يلاقونها نظير تأجيرهم لمنازلهم، من الـ 15 لشهر ذي القعدة حتى الـ 15 من شهر ذي الحجة، بمبالغ لا تقل عن نصف مليون ريال سعودي، وهو ما يحفز تلك الأسر إلى الاستثمار الأمثل في تأجير منازلهم، وتأكيد حجوزاتهم المسبقة نحو مدينتي الطائف وجدة داخلياً، والقاهرة وبيروت وعمان خارجياً.
وقال عضو اللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية في مكة، إن هذا الأسلوب اتخذته الأسر البريطانية، في فصل الصيف منذ أمدٍ بعيد، راغبةً في الاستثمار الأمثل لموسم الصيف، حيث تقوم معظم هذه الأسر بتأجير منازلها واستضافة الطلبة والمبتعثين، بعد أن رأت جدوى تلك الإيجارات والعوائد الاقتصادية الضخمة المربحة في فصل الصيف.