الفارسي: ندوة «الحج» ثقافة عامة تجمع مفكري الأمة الإسلامية

تنطلق جلسات الندوة الإسلامية السنوية الكبرى التي تنظمها وزارة الحج هذا العام تحت شعار "التوعية في الحج"، وذلك في قاعة ماربيا في مكة المكرمة. وأكد الدكتور فؤاد الفارسي وزير الحج أن الوزارة دأبت منذ أكثر من عشرين عاما على عقد ندوة الحج الكبرى سنويا، تحت عناوين مختلفة لمجموعة من المحاور تشكل في مجموعها ما يمكن أن يطلق عليه مسمى ثقافة عامة فيما يتعلق بأداء النسك من جهة، وتوعية مسلكية للحاج ليؤدي نسكه بكل يسر، وليستفيد من الإمكانات والخدمات المتاحة التي وفرتها وتوفرها حكومة المملكة ضمن منظومة الأمن الشامل لمصلحة ضيوف الرحمن، تلك الإمكانات والخدمات التي تكبر وتتطور باستمرار لمواجهة الزيادة المطردة في تعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين، حيث ينفق ولاة الأمر الملايين بل البلايين من الريالات من أجل إقامة المشروعات العملاقة لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام. وأفاد بأنه يشارك في ندوة هذا العام نخبة من العلماء والمفكرين والاختصاصيين من المملكة ومن أبناء الأمة الإسلامية من مختلف أنحاء العالم، بهدف التكامل وتلاقح الآراء لتوسيع دائرة التواصل المعرفي بثقافة الحج، ولإتاحة الفرصة لجميع المهتمين والمتخصصين في العالم الإسلامي لتدارس ومناقشة القضايا المختلفة ذات الصلة بالحج والحجاج، التي تهم المجتمع الإسلامي في كل أرجاء العالم.. كما تهيئ لهم تبادل الخبرات والتجارب لمواجهة التحديات التي تهدد العقيدة والأمة والثقافة. وتهدف ندوة التوعية في الحج إلى بيان أهمية تنمية الوعي لدى المسلمين بأمور دينهم وعباداتهم وكيفية أدائها على الوجه المرضي، وإبراز الأهمية البالغة للتوعية عموما وفي مجال الحج خاصة، وتوضيح المجالات العديدة المختلفة بركن الحج التي لا بد من توافرها ليتم أداؤه على أكمل وجه، والتوعية بمنافع الحج العديدة وأهميتها، وبيان أهمية الوسائل المعاصرة في الاتصال والحث على الاستفادة منها في موضوع التوعية في الحج، مع ابتكار أساليب تتلاءم وظروف المجتمعات المختلفة، وإبراز دور الدعاة في توجيه من يريد الحج قبل مجيئه وبعده إلى أهمية هذا الركن ووجوب أدائه على الوجه الصحيح، وأهمية تدريبهم للقيام بهذا الدور، وبيان أهمية تدريب حملات الحج وتوجيهها للوصول بالقائمين عليها إلى درجة الاحتراف في مجالات العمل في خدمة الحجيج، وبيان أهمية دور المملكة فيما تقوم به نحو حجاج بيت الله الحرام وعظم مسؤوليتها وما شرفها الله به في هذا المجال، وإبراز ما تقدمه لخدمة هذا الركن الإسلامي العظيم، والتأكيد على أهمية تضافر الجهود الواعية من الحجاج ودولهم ومن يقوم على خدمتهم مع جهود المملكة لتحقيق الهدف المشترك، وإبراز معوقات التوعية وبيان أساليب علاجها. وتتناول الندوة خمسة محاور الأول "التوعية.. تعريفات ومفاهيم"، ويتضمن مفهوم الوعي والتوعية في ضوء الدلالات اللغوية والنصوص الشرعية، وموقع الوعي والتوعية من الإنسان في النظرة الإسلامية، وعلاقة التوعية بالدعوة الإسلامية، وعلاقة التوعية بتحقيق مقاصد التشريع، والمحور الثاني "أهمية التوعية في الحج وأهدافها"، ويشتمل على أهمية التوعية في الحج بالنسبة للحاج "صحة ونسك وراحة وأمن"، أهمية التوعية في الحج بالنسبة للقائمين على شؤون الحجاج وخدمتهم، وأهمية التوعية في الحج بالنسبة لسلامة الحاج، وأهمية التوعية في الحج بالنسبة للدعوة الإسلامية بعامة والتوعية في الحج، وتحقيق مقاصد الحج الروحية والتشريعية.
ومن أبرز أهداف الندوة الإسلامية السنوية الكبرى التي تنظمها وزارة الحج في كل عام الدعوة إلى إبراز الدور الثقافي والحضاري الذي تضطلع به المملكة لخدمة الحج والحجيج، والتأكيد على الدور الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة وأبنائها عبر العصور المختلفة، وإبراز أهم الإنجازات والمشروعات الرائدة والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين خصوصا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادف لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج، عبر وجود هذه الأعداد الغفيرة من الحجيج، وكذلك التواصل العلمي البناء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم، وتحقيق مزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية، وإرساء قواعد العمل الجماعي الموحد لأبناء العالم الإسلامي في الرد على الشبهات التي تحوم حول العقيدة والأمة والثقافة، إضافة إلى التعريف بإنجازات الوزارة لخدمة الحج والحجاج، وذلك إسهاما منها في تنفيذ سياسة الدولة الهادفة إلى تقديم أفضل الخدمات للحجاج والعمار والزوار.