مبادرة الحميدي تمنيناها من قديم ووقوف كبار المشايخ معه مطلب ملح
يختتم "نادي الاقتصادية الصحفي" سلسلة حلقاته عن ندوة "الغلو في التكفير وأثره في المجتمع" بعد أن ناقش واستضاف عددا من المختصين الشرعيين في الأجزاء الثلاثة الماضية مفهوم التكفير وأقسامه وضوابطه الشرعية، وأسباب الوقوع فيه وطرق العلاج وسبل الوقاية من التكفير، واليوم تتناول الندوة ثلاثة محاور مهمة، أولها وجود فئات تكفيرية تهاجم بعض المتخصصين الذين كشفوا زيغ الفكر التكفيري، والمحور الثاني اتهام حلقات تحفيظ القرآن بتفريخ شباب تكفيريين، أما المحور الأخير فيناقش دور الأئمة والخطباء في مواجهة الفكر المنحرف الضال. وحفلت الندوة بمحاور أخرى مهمة تجدونها في التفاصيل:
"الاقتصادية": هناك فئات تكفيرية تهاجم بعض المتخصصين الذين كشفوا زيغ الفكر التكفيري؟
د. مسعود الغامدي: دون شك أن هؤلاء الإخوة الذين تخصصوا في كشف زيغ الفكر التكفيري، وأتعبوا أنفسهم في معرفة أبعاد وثقافة هؤلاء، يحتاجون إلى الدعم والوقوف معهم، وهذا مفقود، حيث نجد مع الأسف الشديد أن هناك من خذلهم، وأكون صريحا في هذا الشأن، أنه يوجد مع الأسف الشديد فئة من المسلمين يسيرون في الطريق الخطأ، ويروجون للأمور الخاطئة في المجتمعات الإسلامية، منهم بعض الكتاب في الصحف وغيرهم ممن خذلوا هؤلاء العاملين لمصلحة الوطن. وقد تابعنا أنه عندما يخرج شخص من المتخصصين في كشف الفكر التكفيري، ويهاجم أصحاب هذا الفكر ويفضحهم، يستطيع أصحاب الفكر التكفيري بكل بساطة أن يهاجموه، بسبب الواقع الذي تعيشه المجتمعات الإسلامية من انتشار الفساد، وكان ينبغي للمجتمعات الإسلامية أن تعمل على تطهيرها وتنقيتها من تلك والفساد، حتى يكون موقف هؤلاء موقفا قويا في طرحهم المتخصص، الذي أدى إلى كشف زيغ هذا الفكر التكفيري المنحرف، ولكن المؤلم أننا نخذلهم عندما يكون واقعنا سيئاً.
د. صالح العصيمي: لا شك أن العلماء والدعاة الذين يملكون القوة والشجاعة في مواجهة أفكار هذه التيارات يواجهون هجوما عنيفا بل ربما افتري عليهم، وأسيء إليهم عبر الإنترنت، و قد لا يكون المقصود هؤلاء المردود عليهم، وإنما المقصود زرع الخوف عند بقية العلماء والدعاة حتى لا ينكروا مثلما أنكر هؤلاء، لذلك على هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة إذا رأت هجوما على شخص هي مقتنعة بسلامة موقفه، و صحة معتقده، و قوة وجهة نظره أن تصدر بيانا داعما له، لأنها محل ثقة عند الناس، وعلماؤنا ولله الحمد والمنة هم أكثر الناس مبادرة في الإنكار، و لكن خروج الرأي الجماعي في تحريم شيء أو تحليله وفي ذم شيء أو تحسينه أقوى من الرأي الفردي ولذا لا يمكن أن يقبل الناس أن يشكك أحد في اللجنة الدائمة أو هيئة كبار العلماء إلا من جاهل أو مغموس على قلبه أو من عالم مجتهد، و العالم المجتهد سيخرج باسمه فإن كان فعلا عالما موثوقا له رأي مخالف فهذا قد يقبل أما الأخفياء عبر الإنترنت فلا يمكن قبول قولهم مقابل علماء ربانيين نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا.
تابعت الهجوم على د. الحميدي
الدكتور ناصر الحنيني: الحقيقة تابعت الهجوم على الدكتور الحميدي، والذي أريد أن أوضحه عن الدكتور عبد العزيز الحميدي الذي تكلم عن هذا الفكر واستعرض شبهاتهم ورد عليها بلغة علمية عميقة ومؤصلة ومتضلع شرعياً في علمي الحديث والعقيدة، وكان رئيساً لقسم العقيدة سابقاً في أم القرى، وأنا أعرفه منذ أكثر من عشرين عاماً، وهو طالب علم متمكن، وشيخ فاضل وهذه الآراء التي طرحها، والمبادرة الجميلة من ظهوره في هذه الحلقات كنا نتمناها من قديم. وأتمنى من مشايخنا الكبار أن تؤتى لهم هذه الشبهات ويكتبونها ويحررونها ثم يبدأون في تقديم حلقات أو دورات علمية مؤصلة وتنتشر، أيضاً الميزة الأخرى أنها أصبحت لها تغطية في الصحف في قناة المجد وفي القناة السعودية الأولى و"الإخبارية" فأصبح الجميع يقرأ، و من الخطورة أن يأتي أي إنسان ويتكلم عن المنهج الصحيح ويرد على الغلو بضعف أو بكلام صحفي أو بشتم هذا فمثل ذلك لن يعالج الغلو التكفيري عند الشباب، بل نخشى أن يزيده رسوخا، ويقال لأصحاب هذا الفكر أنتم يا إخوان تعظمون الكتاب والسنة، فتعالوا هذا هو الكتاب والسنة، وهذه أقوال العلماء، وهذا هو الذي اتخذه الدكتور عبد العزيز الحميدي الذي كان يتكلم بلغة علمية ورزينة وقوية ومقنعة. نعم تعرض للهجوم في ساحات الإنترنت، لكنهم كلهم لم يستطيعوا أن يردوا عليه بلغة علمية مؤصلة.
مثل هذا الشيخ الذي انبرى وظلم يعد نموذجا للذين يقاومون الظلم، لعل مثل هذا الرجل يدعمه ويعضده وجود كبار علماء البلد معه في هذا البرنامج وفتح أبواب الحوار المباشر كما قلنا في حوار سابق.
الدكتور خالد الدبيان: هل هناك شخصية أخرى مثل الشيخ عبد العزيز ناقش هذه المناقشة من ناحية علمية، لأنه الآن قد يكون من الأسباب بل هي من الأسباب أن يكون الردود فيها شيء من اللغة الاستفزازية وأيضاً لم تكن مؤصلة تأصيلا شرعيا، ولهذا ينهزمون أمام الرد العلمي للشيخ الحميدي.
"الاقتصادية": هناك من يتهم حلقات تحفيظ القرآن الكريم بالإسهام في تأجيج فكر الشباب نحو التكفير والسير في طريق الانحراف؟
د. صالح العصيمي: لا شك أن اتهام حلقات تحفيظ القرآن الكريم في الإسهام في تأجيج فكر قلة من الشباب نحو التكفير يعد خطأ فاحشا وظلما بينا وإفكا مبينا، بل إني أعدها مكيدة من الذين يريدون فعلاً أن يذهب الشباب إلى التكفير أو سوء فهم ممن يقول بقولهم عن غير إدراك لعمل حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وهي التي تحارب الفكر التكفيري وغيرها من الأفكار المنحرفة، وإذا كانت هناك أي ملاحظة على حلقة تحفيظ قرآن كريم أو حلقة علمية أو مكتبة أو غيرها فتكون بمعالجة فردية، ولا يعمم الحكم، والذي يقول بهذا الجور كأني به يريد أن يلغي هذه الحلقات المباركة، ويسعى لإضاعة الشباب ما بين شاب عنده حب للدين و لا يدري أين يتعلم فتتلقاه أيد مفسدة إما بشبهة أو بشهوة، ولكن ولله الحمد هذا الفكر المحارب لحلقات التحفيظ غير مقبول عند ولاة أمرنا، فدعمهم لحلقات التحفيظ ظاهر وجلي، بل يكفي أن ولي الأمر جعل من يسجن في حق عام تلغى عنه نصف المدة إذا حفظ القرآن.
التفكير السليم
الدكتور ناصر الحنيني: اتهام حلقات تحفيظ القرآن الكريم بتغذية الفكر التكفيري والمطالبة بإغلاقها طرح غير عقلاني وليس منطقيا وغير موضوعي، افترض أن شخصاً ينتسب إلى جامعة من الجامعات: جامعة الملك سعود مثلا ووقع في هذا الفكر الضال يكون الحل أن نغلق الجامعة كلها، هذا لا يقول به عاقل، وهذا يردده بعض الجهلة مع الأسف يقول الحل أن نغلق حلقات التحفيظ، بسبب فرد أو فردين في حلقة أو حلقات من آلاف الحلقات، هذا أمر طبيعي ولا يشكل ولله الحمد ظاهرة، هل نغلق آلاف حلقات القرآن، بسبب فعل فئة؟ لم يكن في هذا الرأي عقل، وهذه الدعوة أعتبرها ضعيفة جداً لكن ما دام قد ذكرت فنحن نبين زيفها.
الدكتور صالح العصيمي يتداخل مرة أخرى فيقول: الحقيقة أن حلقات تحفيظ القرآن تعد خطا وقائيا للشباب، لأن الشاب عنده فراغ، والشاب الذي عنده حب الاستقامة يريد محضنا يحتضنه فإذا ما احتضنته محاضن موثوقة مثل حلقات تحفيظ القرآن، وهي المكشوفة أمام الجميع، وهي تمكن من يريد أن يتأكد من برامجها وأنشطتها أن يأتي إليها، وهي تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية، وتحت مراقبة الآباء وأئمة المساجد، وهي تعلم أيضا العلم الشرعي، والذي يقرأ القرآن ويحفظه يتورع عن مثل هذه الأمور المنحرفة فلا يقع فيها. وغلاة التكفير يكفرون القائمين على حلقات تحفيظ القرآن فيرون أن كل من ينتمي للمؤسسة الحكومية فإنه يحكم عليه بما يحكم عليها بالكفر.
السيف: الحقيقة أن اتهام حلقات تحفيظ القرآن الكريم بتغذية التكفير أمر مؤلم، والدولة ـ وفقها الله ـ هي التي أمرت بفتح هذه الحلق، وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية، ولا شك أن من يتهمها بهذا الاتهام قد جانب الصواب.
الدكتور خالد الدبيان: سأتحدث عن واقع ملموس على سبيل المثال جمعية الأمير سلطان الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، التي أنشئت عام 1415هـ، فيها أكثر من 16 ألف طالب وطالبة، وكأمين عام للجمعية لم يأتنا أي تساؤل عن أي طالب أو طالبة بتاتا، منذ نشأة الجمعية عام 1415هـ فما بالك بالجمعيات الأكبر والأضخم والأطول عمرا والأكثر عمقاً وتعاملاً على مستوى المملكة كجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، التي لها أكثر من 60 سنة، وهو تاريخ طويل. أين فكرة الغلو في التكفير؟ أين التهمة التي توجه لها قرابة الـ 60 سنة، الأمر الآخر الدراسات العلمية التي قدمت أكدت أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم هي من أصدق المناشط التعليمية في المملكة فيما يسمى بالمشافهة فهي التي أقامت الملتقيات وتقام مثل ما تفضل أحد المشايخ علناً، حيث أقيم بحث عن دور حفظ القرآن الكريم في الحد من الجريمة، وصدر مرسوم ملكي بأن تخفف عقوبة السجين بمقدار حفظه، وهذا البحث ميداني بعنوان (ما مدى عودة السجين للجريمة بعد حفظه للقرآن الكريم بعد أن يخرج) ناقش البحث الشيخ الدكتورعبد الرحمن السديس، فكانت نتيجة العودة إلى الجريمة صفر للذين عاشوا مع القرآن. المستفيدون من الحلق منهم الدكاترة في الجامعات والضباط العسكريون والقضاة والأطباء فلا يوجد من هؤلاء من يتبنى هذا الفكر وغير ذلك، والمستفيد من حلق التحفيظ كثيرون، ومنهم أئمة الحرم، فكلهم قد تخرجوا من حلق التحفيظ، وأختم بكلمة جميلة جدا قالها الأمير سلمان بن عبد العزيز في إحدى حفلات تحفيظ القرآن في منطقة الرياض، لما جاء الحديث عن بعض هؤلاء الذين يقولون إن حلق التحفيظ تعزز هذا الفكر "قال الأمير سلمان بهذا اللفظ: من قال هذه الكلمة فهو واحد من اثنين إما أن يكون جاهلا فيعلم أو يتجاهل فيؤدب.
صلاح الأمة بالتمسك بكتاب الله
الدكتور عبد الرحمن العبد الكريم: ما زلت أذكر كلمة جميلة قالها الإمام الشافعي رحمه الله يقول: لا يجتمع في قلب امرئ القرآن والنفاق، فبالفعل من كان في قلبه القرآن لا يجتمع فيه النفاق.
الأمر الآخر: ألا يكفي أولئك قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)، فكيف يلقى على هؤلاء بأنهم أهل التكفير، وأنا في نظري أن من قال عن أهل القرآن بأنهم يغذون التكفير فهو حقيقة من الغلاة في التفكير، وهو الذي في الحقيقة يجب أن يؤدب، كما قال الأمير سلمان وفقه الله، وفي الحقيقة هذا الكلام لا يخرج إلا من حاقد على هذه الأمة، لأنه يعلم أن صلاح هذه الأمة لا يكون إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه)، هذا دليل على أن من تمسك بهذا الكتاب، وبهدي رسول الله لن يضل أبداً، فكيف يلقى على أولئك الذين بذلوا وقتهم وجهدهم ومالهم، ليعلموا الناس يقال إنهم مغذون لأهل التكفير، نسأل الله العافية.
"الاقتصادية": دور الأئمة والخطباء في التحذير من فتنة التكفير ووقوع الشباب فيها.
أحمد السيف: الحديث في هذا الموضوع حديث جداً مهم، ويحتاج من الجميع إلى التكاتف في ردع وصد هذا الفكر الضال الزاحف على بلاد المسلمين حتى على بلاد الكفار، لأن هناك في بلاد الكفار من هم من الجاليات الإسلامية الذين يتأثرون أيضاً بهذا الفكر، فبالنسبة للخطباء والأئمة، خاصة في هذه البلاد الطيبة المباركة فهم يحملون مسؤولية عظمى، لأنهم ينتهجون المنهج الصحيح منهج أهل السنة والجماعة، ويتقيدون بالكتاب والسنة دفاعاً عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الأولى والأحرى بهم أن يكونوا دفاعاً، وأن يردوا هذا الفكر الخطير الذي انتشر بين كثير من شباب الإسلام. والحمد لله والمنة، الأئمة والخطباء لهم دور عظيم، وقد تحدث الكثير منهم عبر المنابر لصد هذا الفكر الضال المنحرف، وهذا يتمثل في وزارة الشؤون الإسلامية وحرصها أيضاً على نشر الوعي بين شباب هذه الأمة، وشباب هذه البلاد، لأن هناك من الشباب من انزلق في هذا المنزلق الخطير، فكان للأئمة والخطباء دور واضح وصريح، وبينوا جزاهم خيراً هذا الخطر للفكر المنحرف، ولكن ينبغي أيضاً المزيد لصد هذا الفكر بالأدلة الصريحة من الكتاب والسنة، وبيان خطئهم خاصة أن هذه البلاد، ولله الحمد والمنة منذ أن نشأت بدعوة صالحة للتوحيد منهج سلف هذه الأمة على يد الإمام المجدد محمد بن سعود رحمه الله، والعلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأعظم الله لهما الأجر والمثوبة فقد قاما بتصحيح عقيدة المسلمين، وتعهدا بالسعي والرعاية لعلماء المسلمين وحكامهم وأمرائهم فأصبحت هذه البلاد مضرب المثل في عقيدتها وتوحيدها وخلوها من الشرك والبدع والخلافات والضلالات، يحكم فيها بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتقام فيها الحدود، ويؤمر فيها بالمعروف وينهى فيها عن المنكر، واجتمعت فيها ولله الحمد والمنة كلمة علمائها وأمرائها ومجتمعاتها على التوحيد والإخلاص لله عز وجل، ومن ثم السمع والطاعة لولاة أمرها، وتوارث ذلك الأجيال اللاحقة من أبناء وأحفاد إلى يومنا هذا.
150 ألف جامع وخطيب
الدكتور مسعود الغامدي: عندما نتأمل دور الأئمة والخطباء في العالم الإسلامي نجد أن دورهم في تقويم فكر الأمة مطلوب، ولنا أن نتصور بحسبة بسيطة لو كان في العالم الإسلامي 150 ألف جامع وخطيب جمعة، والعدد أكثر من ذلك، فنحن نتكلم عن 150 ألف محاضرة أسبوعية يمكن أن تصل إلى 600 ألف محاضرة شهرياً وقرابة ستة أو سبعة ملايين محاضرة سنوياً، تخيلوا لو عالجت هذه المحاضرات التي هي بالملايين بطريقة صحيحة سليمة علمية هذه القضية وغيرها من قضايا الأمة، وحرص الأئمة على إعدادها إعداداً علمياً صحيحا فلن تظهر هذه المشكلة بإذن الله مرة أخرى.
الدكتور عبد الرحمن العبد الكريم: بالنسبة لي شخصيا ما زلت أرى أن التربية مع تأهيل هؤلاء الأئمة مطلوبة، والتربية ليس المقصود بها أن نربي الإمام كما نربي الطفل الصغير، لكن يكون ذلك من خلال إقامة الدورات التدريبية التي يحتاج إليها، وترتقي بقدراته، سواء في الجانب التربوي البحت أو غيرها من الدورات التي تعود عليه بالنفع، فينبغي له أن يكون ملما بما يسهم في تطوير قدراته، وأن يحرص على أن يكون قدوة للمجتمع الذي يعيش فيه.
الدكتور صالح العصيمي: بالنسبة للأئمة والخطباء، ولله الحمد، أغلبهم من أهل العلم والدعوة، قد يوجد بعض الأئمة وعددهم أعتقد أنه محدود جدا قد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة لم يستوعبوا هذه المسألة، ولكن أغلب الخطباء ناقشوا هذه المسألة من أطر شرعية، و لذا قصرت الوزارة الخطابة على خريجي الكليات الشرعية، وهذا أمر طيب، فأعتقد أن الخطباء أدوا دورا كبيرا بمحاربة الأفكار الضالة، بل محاربة الشبهات والشهوات، لأنهم محل ثقة وأصحاب أثر على الناس، فمهما قدموا يعد قليلا بالنسبة لعظم مكانتهم و قوة تأثيرهم، لأن تأثيرهم في المجتمع قوي فعندما يقال إننا نريد من الخطباء أكثر هذا لا يعني أنهم لم يقدموا شيئا، ولكن الذي يرجى منهم أكثر لقوة تأثيرهم، لذا فإن الذين يتهجمون على الخطباء هم أحق باللوم والعتاب، لأنهم لا يعلمون عن الجهود العظيمة التي تقوم بها الوزارة و خطبائها في محاربة هذه الأفكار، وإذا أردت أن تعرف أثر الوزارة و خطبائها فانظر إلى موقف أصحاب الأفكار المنحرفة منهم، بل إن وزير الشؤون الإسلامية، وهو عالم جليل قد تم تكفيره من قبل بعض أصحاب الأفكار المنحرفة، وكُفر بعض الخطباء، وما ذلك إلا لمواقفهم القوية أمام أصحاب هذه الأفكار.
الدكتور خالد الدبيان: أرى بالنسبة للخطباء ألا نودع الخطباء في قفص الاتهام، وهم مثل ما تفضل المشايخ يقومون بدور كبير لخدمة دينهم ووطنهم وحمايته، لكن الذي يحدث أن الهجمة عليهم كانت أكبر وأوسع، ولعل مما يسهم في قيامهم بدور أكير عقد دورات تدريبية لهؤلاء الخطباء ولأئمة المساجد في الجوانب التي يحتاجون إليها وفي الأمور التي لا يتقنونها، كما أني أدعو إلى إيجاد تواصل مستمر بين الأئمة وبين رجال الأمن بحيث يتحقق شيء من التوافق في الهدف المشترك، وإن شاء الله أن مثل هذا موجود، ولكن نتطلع إلى أن يكون التوافق أكثر وأكبر ما بين مطلب الجهات الأمنية ومطلب الجهات الشرعية، والجانب الآخر أن تكون مكانة الخطيب هي التي تجعل أن يطلب منه أكثر لما لمثل هؤلاء من تأثير، وهم دون شك يقومون بجهد كبير جداً في توجيه المجتمع وأصحاب الفكر المنحرف، وكم من أشخاص تأثروا بكلمات الخطباء وراجعوا حساباتهم، وهذا كله بفضل الله عز وجل ثم بفضلهم.
#2#
المشاركون في الندوة:
1 ـ د. عبد الرحمن العبد الكريم المشرف العام على مكتبة وزير الشؤون الإسلامية
2 ـ د. ناصر الحنيني أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة والمشرف على مركز الفكر المعاصر
3 ـ د. خالد الدبيان عضو هيئة التدريس في كلية الملك فيصل الجوية والأمين العام لجمعية الأمير سلطان لتحفيظ القرآن الكريم
4 ـ د. صالح العصيمي عضو الجمعية السعودية العلمية لعلوم العقيدة والمذاهب والأديان المعاصرة وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
5 ـ د. مسعود الغامدي داعية وإعلامي
6 ـ الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع المسيليم في الرياض