التقدم التكنولوجي والطبيب الآلي .. نهاية الطب!

التقدم التكنولوجي والطبيب الآلي .. نهاية الطب!

تعد الأزمات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان من أكثر أوجه الإنفاق الطبي، إلا أنه لا يزال هناك قصور في الاكتشاف المبكر للأمراض قبل أن تمثل تهديدا على حياة المريض. يحدث هذا رغم وجود تكنولوجيا متقدمة اليوم يقوم بها الكمبيوتر برسم خرائط تفصيلية للقلب والقولون.

عندما يمرض الواحد منا فإنه يذهب إلى الطبيب، إلا أن الطب لا يمكن اعتباره تجارة فهو قبل أي شيء مهنة نبيلة. وعلى الرغم من النمو الهائل لشركات الأدوية العملاقة ومجموعات المستشفيات الاستثمارية، فإن الطب يظل عمل الأطباء في المقام الأول مهما تدخلت الاعتبارات الاستثمارية فيه. فما الذي يجعل آندي كيسلر مؤلف هذا الكتاب يربط بين الطب والموجة المقبلة من التكنولوجيا؟ يتوقع كيسلر تغيرا كبيرا قادما في السنوات المقبلة.
تعد الأزمات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان من أكثر أوجه الإنفاق الطبي، إلا أنه لا يزال هناك قصور في الاكتشاف المبكر للأمراض قبل أن تمثل تهديدا على حياة المريض. يحدث هذا على الرغم من وجود تكنولوجيا متقدمة اليوم يقوم بها الكمبيوتر برسم خرائط تفصيلية للقلب والقولون. لكن المشكلة تمكن في التكلفة العالية لتكنولوجيا التشخيص المبكر للأمراض.
قلب التقدم التكنولجي مجالات الحوسبة والاتصالات والمالية والإعلام رأسا على عقب عندما قام بإنتاج المنتجات التكنولوجية بأسعار رخيصة في متناول الجميع. يؤكد الكتاب أن هذه الثورة التكنولوجية ستمتد لتشمل المجال الطبي والرعاية الصحية.
فهناك بعض الفحوصات التشخيصية التي يمكن إجراؤها باستخدام الكمبيوتر للتعرف على احتمال إصابة القلب بالذبحة، وكذلك يمكن فحص الدم إلكترونيا بحثا عن خلايا سرطانية قبل ظهورها بخمس سنوات.
لا يستطيع الطبيب التأكد مما يجري داخل جسم المريض بالضبط، ولكن التكنولوجيا الحديثة يمكنها هذا. ودمج معرفة وخبرات الأطباء بالتكنولوجيا يمكن أن ينتج عنه قفزة هائلة في مجال الرعاية الصحية، وربما ينهي عما قريب صورة الطب الذي اعتدنا عليه في العصر الحديث.
أجرى مؤلف الكتاب مقابلات شخصية مع الكثير من الأطباء والتقنيين وإخصائيي الأشعة ورجال الأعمال الذين يدفعون عجلة التكنولوجيا في مجال الطب. بفضل القفزات المتلاحقة في تكنولوجيا الأشعة على اختلاف أنواعها، صارت حجرات الفحص بالمستشفيات أشبه بمشاهد من أفلام العلمي. فمثلا أصبحت أجهزة الأشعة الحديثة قادرة على تقديم صورة عالية النقاء وثلاثية الأبعاد للقلب ما يسمح للأطباء باكتشاف الانسداد. كذلك تتوافر الآن برامج تشخيصية بمساعدة الكمبيوتر لتحل محل إخصائيي الأشعة في اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي.
ولكن يظل هناك العامل الإنساني في التفاعل والتواصل بين الطبيب والمريض والذي سيفتقده المريض بالتأكيد عند التعامل مع مجموعة من الأجهزة الطبية الصماء التي تعاونها أجهزة الكمبيوتر. فهل يكون هذا العامل كافيا لوضع حد لاجتياح التكنولوجيا لمهنة الطب؟ أم ستكتسح المنتجات التكنولوجية وتقوم بالكثير من مهام الطبيب في التشخيص والتحليل والعلاج؟ سيظل هذا السؤال مطروحا إلى أن تجيب عنه أحداث الغد.

الأكثر قراءة