خبراء يؤكدون تصاعد داء الزهايمر في المملكة
أجمع عدد من الأطباء والخبراء في لقاء طبي تعريفي على أن مرض الزهايمر تتصاعد مؤشراته في المجتمع السعودي نسبة لما يحصل في المجتمعات المتقدمة التي تكثر فيها أعداد المسنين وترتفع فيها معدلات العمر كما هو الحاصل في العقود الأخيرة في السعودية وارتفاع نسبة المسنين ما يعني ارتفاع أعداد المعرضين أكثر للمرض الذي يصيب خلايا في الدماغ مسببا ما يعرف بـ "العته".
وأكد الأمير سعود بن خالد بن عبد الله آل سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر أن دور الجمعية يأتي في ظل تصاعد قضية مرض الزهايمر ومعاناة آلاف الأسر وحاجتهم إلى المساندة والدعم والمواجهة السابقة للمرض والارتفاع بمستوى مكافحته وتأخير تأثيره في المريض.
وتحدث الأمير سعود خلال اللقاء التوعوي الرابع للجمعية الذي عقد البارحة الأولى في جامعة طيبة في المدينة المنورة بحضور جمع من المهتمين والمهتمات بينهم الأميرة مضاوي بنت محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية والأميرة نهى بنت سعود بن عبد المحسن حرم أمير منطقة المدينة المنورة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية للزهايمر أن الجمعية حريصة على الزيادة في التعريف بالمرض وطرق تشخيصه وعلاجه وتنمية التطوع في المجتمع، والقيام ببرامج بحثية بالتعاون مع الجامعات والمستشفيات والتشخيص المبكر لمرض الزهايمر، مشيراً إلى أنه لا توجد سوى جمعية واحدة للزهايمر في العالم العربي في لبنان، وأنه جار حالياً إعداد دراسة لمركز متخصص لمرضى الزهايمر لافتا إلى أهمية نشر ثقافة التطوع ومساعدة المتضررين وتحويل العمل الخيري إلى عمل مؤسسي له صفة الديمومة بشكل منهجي.
وامتدح الدكتور منصور النزهة مدير جامعة طيبة طبيعة العمل التطوعي في المملكة , وقال: "إن التآزر في العمل التطوعي يدفع المجتمع نحو التشارك في حل المعوقات التي تواجه أفراده ويدخل عمل الجمعيات الخيرية ضمن أعمال الخير التي نوه الإسلام بفضلها ودعا لفعلها وعدها من الأمور التي تضاعف الحسنات".
#2#
وفي فيلم وثائقي عن مرض الزهايمر تم استعرض كيفية نشوء المرض وانتشاره في المخ وأعراضه ونتائجه وأعداد المصابين بهذا المرض ومؤشراته التي تتلخص في فقدان الذاكرة وصعوبة أداء المهام الروتينية، والتشويش وفقد الاهتمام وأثره الحقيقي في الأشخاص المحيطين بالمريض، وتم عرض مقابلات مع عدد من مقدمي الرعاية الصحية والأطباء العاملين في مجال تشخيص مرض الزهايمر.
وقدم الدكتور عبد الرحمن الشبيلي عضو مجلس إدارة الجمعية نبذة موجزة بعنوان ( وحش اسمه الزهايمر ) وهو قراءة لرواية الأديب الراحل الوزير غازي القصيبي التي هي بعنوان ( الزهايمر) حيث تحدث فيها عن تحول القصيبي من الكتابة الرومانسية إلى الرواية المتعمقة وكتب عن قصة زوج مريض بالزهايمر نسي اسم عطر زوجته فتوجه للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعرج الأديب الراحل على تاريخ المرض ويصفه بأنه تلف يصيب مخ المصاب, ويقدم الرواية عبر (12) فصلاً وهي رسائل إلى زوجة الرجل الذي اختلطت عليه الأمور وفقد تمييز الأشياء حوله، كما تصف الرواية حال المصابين بالمرض وتأثيره فيمن حولهم، وتشكيك القصيبي في مقدرة الحب على إمداد المريض بالعزيمة والصبر.
وانطلقت فعاليات الندوة المصاحبة للقاء حيث استعرض الدكتور فهد خليفة الوهابي استشاري طب نفس المسنين في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض حقائق عن مكافحة مرض الزهايمر وذكر بعض الإحصائيات والأرقام إذ أشار إلى زيادة أعمار المسنين خلال القرن العشرين من سن 50 إلى سن 70 وذلك لتحسن الرعاية في جميع دول العالم وكذلك الغذاء، وأن نسبة المسنين السعوديين زادت بنسبة 6 في المائة إلى 5.2 مليون من المجموع العام.
وقدم الدكتور الوهابي تعريفاً عن الخرف وأسبابه من خلال التقدم في العمر والعوامل المسببة وضعف التشخيص العلمي والضمور التدريجي لأنسجة المخ وعلامات المرض والذي يمر عبر مراحل بطيئة ومؤلمة، وأهمية مساندة مقدمي الرعاية الصحية لمريض الزهايمر الذين يفتقرون إلى الدعم والمساندة وتأثير نشاطهم على نفسياتهم بشكل واضح حيث يتعرضون للاكتئاب، مؤكداً على أهمية التعرف المبكر على المرض لاتخاذ الخطوات اللازمة.
من جانبه واصل الدكتور نجيب القاضي استشاري العلوم العصبية والإرادة والسلوك في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض الحديث عن خطوات تشخيص المرض من خلال معرفة تاريخه الزمني والفحص العصبي، وفحص القدرات الذهنية، والفحوص الأخرى لاستبعاد الأسباب المحتملة مثل الاضطرابات الهرمونية والمشاكل النفسية ، كذلك التطور العلمي في اكتشاف المرض.
وتطرق الدكتور القاضي إلى طرق العلاج الحالية موضحا أنه منذ اكتشاف المرض ولمدة 80 عاما لم يكن هناك تطور في مكافحته، وفي عام 1980م اكتشفت مادة لتطوير عمليات الدماغ، وفي عام 1996م اكتشف أول علاج للزهايمر يساعد على تأخير أعراض المرض، كما اكتشف عام 2004 م علاجات أخرى تساعد على تأخير المرض من سنتين إلى أربع سنوات، مبيناً أنه تم تقديم (526) دراسة لمعالجة مرض الزهايمر وتصنيع اللقاح المضاد له.
وأوضح الدكتور القاضي أن الوقاية من المرض تتمثل في المشي يومياً لمدة نصف ساعة أو أربع مرات في الأسبوع وكذلك ممارسة الرياضة والغذاء الصحي الذي يسهم في تأخير المرض.
وخلص اللقاء إلى أن المرض يسهم في زيادة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية وأن العلاج الموجود محدودة فاعليته، وأن هناك طرقا لتقليل الإصابة بهذا المرض وتأخير تأثيراته منها القدرة على التشخيص المبكر، وأن هناك علاجا متوقعا ظهوره خلال السنوات القادمة.