الشيخ الفوزان: الصلاة تجوز على جنازة كل مسلم ولو كان قاتلاً لنفسه وللدعاء للنفس خصوصية
أكد الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء أن الصلاة تجوز على جنازة كل مسلم، ولو كان قاتلاً لنفسه؛ لأنَّ قتله لنفسه كبيرة لا تخرجه عن الإسلام؛ فالقاتل لنفسه عاص، له ما للمسلمين من الصلاة عليه والاستغفار له وتغسيله وتكفينه ودفنه في مقابر المسلمين.
وأوضح فضيلته أن للدعاء خصوصية لا بد للمسلم السير عليها، فالمشروع في الدعاء، كما هو معلوم أن يبدأ الإنسان بنفسه في الدعاء، ثم يدعو لوالديه، ولمن شاء من المسلمين، والله- جل وعلا- ذكر من أدعية الأنبياء في القرآن أنهم يبدأون بأنفسهم، فهذا نوح- عليه السلام- يقول: ''رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ'' (سورة نوح: آية 28)، فبدأ بنفسه ثم دعا للمؤمنين والمؤمنات. وهذا إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- يقول: ''رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ'' (سورة إبراهيم: آية 41)، فبدأ بنفسه أولاً، ويقول: ''وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ'' (سورة إبراهيم: آية 35)؛ دعا الله أن يجنبه عبادة الأصنام قبل أن يدعو لبنيه.
وقد أمر الله نبيه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ بقوله: ''فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ'' (سورة محمد: آية 19)؛ فأمره أن يستغفر لذنبه أولاً، ثم بأن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات.
فهذا يدل على أن الداعي يبدأ بنفسه أولاً، أما إذا قدم والديه أو غيرهما على نفسه؛ فهذا دليل على فتور رغبته في طلب المغفرة له، أو على أنه يزكي نفسه، وأن غيره أولى منه، وانتقل فضيلته للحديث عن السحر وخطره على المسلمين فقال: بالنسبة لهذا الأمر فلا يجوز للمسلمين أن يتركوا السحرة يزاولون سحرهم بين المسلمين، بل يجب الإنكار عليهم، ويجب على ولاة أمور المسلمين قتلهم وإراحة المسلمين من شرهم. وبالنسبة للذهاب إلى الساحرات فهو حرام شديد التحريم، لأن السحر كفر وإضرار بعباد الله ـــ عز وجل ـــ فالذهاب إليهم جريمة كبيرة، ولا يجوز للمسلمين أن يتركوهم يزاولون سحرهم بين المسلمين، بل يجب الإنكار عليهم، ويجب على ولاة أمور المسلمين قتلهم وإراحة المسلمين من شرهم.