"جبال نجران " حكايا أسطورية ودلالات أثرية في التاريخ البشري
جبال نجران دلالات أثرية عميقة في التاريخ البشري والتدوين الإنساني حيث تبرز نقوشها الحيوانية والتجريبية ممثلة حروف وكلمات كملامح تزيد من رونق هذه الجبال وجمالها حيث تتشابه فيما بينها مع اختلافها عن غيرها في أماكن أخرى, بأحجارها النارية في لون يميل إلى الغامق .
وتروى عن تلك الجبال حكاياً أسطورية في المسامرات القديمة, كما يرد وصفها في قصائد الشعر النجراني القديم, وليس غريباً أن يلمس الزائر للمنطقة انتشار أسماء الجبال بين الناس فيجده متداولا في أسماء الأحياء والمحلات وربما حتى أسماء الأطفال .
هذه الخاصية الجغرافية في نجران باحتضانها مجموعة من الجبال المتفاوتة في الحجم على ضفاف واديها العريق, أو في محافظاتها في تشكيلات تجذب السائح وتجعله في حيرة ودهشة من جماليات أشكال الجبال ومواقعها داخل المدينة وفي سلسلة متصلة تحاذي نجران من جهة الجنوب حتى تنغمس في كثبان الربع الخالي شرقاً و تتصل بالسروات غرباً .
ويمكن القول أن كل الطرق التي تؤدي إلى داخل نجران لابد وأن يرى العابر خلالها جبال نجران التي تتواصل معه حتى يصبح داخل المدينة.
وأبرز الجبال في نجران هو " جبل رعوم " الذي يقع جنوب وادي نجران بمحاذاته تماماً وبارتفاع ألف متر عن سطح الوادي, ويعد رعوم أحد المواقع الأثرية المهمة في المنطقة حيث يحوي في قمته قلعة تاريخية بنيت في منتصف القرن الماضي, حيث بنيت القلعة من الحجر والطين ولها طرق صخرية متدرجة مشيدة بطريقة هندسية رائعة تكفل الوصول إليها بسهولة ويسر وتحتوي القلعة على عددا من الغرف وخزان مياه منحوت في الصخر ومسقوفة بخشب النخيل والسدر والأثل, ويستطيع الناظر من قمتها أن يرى قرى نجران المنتشرة على ضفاف الوادي بشكل جميل .
#2#
وكذلك جبل " أبو همدان" الذي يقع بجانب " جبل رعوم " جنوباً , و يتميز بالشكل الطبيعي المميز الذي يحاذي قاعدته, حيث تنبسط الخضرة من تحته برحابة, ويغدو كأن كل حجر فيه يتدفق منه الماء إذا ما سقط المطر عليه.
ومن جبال نجران أيضاً المشهورة "جبل تصلال " الذي يقع في شرق نجران ويتميز بشكله الغريب ولونه الذي يجعل منه قطعة تضاريسية عجيبة, حيث ينتصب وحيداً بين الكثبان الرملية الصفراء بلونه الأسود القاتم ليشكل مع هذه الكثبان الذهبية لوحة جمالية رائعة.
وبشكل عام فإن نجران تضم جبال كثيرة تحيط بها من جهات الشمال والجنوب والغرب منها في الجنوب جبل القدر بين الحضن والجربة, وجبال اللجم, و جبال رير في الجربة, وجبال قهر سمر والسويدا والمرحا في القابل, وجبال فواز وتكتمه في رجلا . ومن الناحية الشمالية, جبل مغرّة في المراطة, وجبل شعب بران, وجبال الخلقة والعجمة في دحضة, وجبال الاملاح والصريمة في الفيصلية, وجبل ابو حبال والمنسدحة في الاثايبة, وجبال لحيفة في حي الفهد الشمالي, وجبال أبا الرشاش, وجبل بلقا شمال المطار, وجبل الوعيراء شرقي العريسة.أما من الناحية الشمالية الغربية وعلى حذو الطريق المؤدي لظهران الجنوب, فتقع جبال بير عسكر, والعشة, والثعيلبة, والثويلة وعاكفة والحاجر وغيرها.
وأخير فإن تتميز به المنطقة من جبال وأودية تجسد المقولة السائدة ان منطقة نجران تجلس في أوديتها لتحتضنها جبالها التي يغطي رؤوسها الضباب هذه الأيام ويبرز جمالها رذاذ المطر الذي يهطل عليها منذ ثلاثة أيام مجدداً بهاء لونها وشكلها .