جراحات الأذن الميكروسكوبية
يستخدم المجهر (الميكروسكوب) في الجراحات الدقيقة جداً بالأذن الوسطى والداخلية لاستعادة أو تحسين السمع، مثال ذلك ترقيع طبلة الأذن واستبدال عظيمات الأذن الوسطى بعظيمات أخرى صناعية أو استخراج السائل الصمغي من خلف طبلة الأذن، وفي كل هذه الحالات يحدث تحسن في سمع أصحابها مما يكون له تأثير إيجابي على نوعية حياتهم. وفائدة الميكروسكوب تكمن في إعطاء صورة مكبرة لأجزاء الأذن الدقيقة بوضوح شديد مع وجود رؤية موحدة بالعينين مع إدراك عمق الصورة وإمكانية استخدام اليدين بحرية أثناء الجراحة.
حالات أكثر شيوعاً في الأطفال
من جهته، قال الدكتور فيصل المسلط استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في المجمع الطبي في العليا والحاصل على الزمالة البريطانية: إن الميكروسكوب يستخدم في جراحات الأذن مثل جراحة شق طبلة الأذن وشفط السائل الصمغي من خلف طبلة الأذن مع تركيب أنبوبة تهوية للأذن الوسطى. وتكثر هذه الحالات بين الأطفال لوجود لحمية خلف الأنف تسد فتحات قناة تهوية الأذن الوسطى (قناة استاكيوس)، ويجب إجراء الجراحة بعد فشل العلاج الطبي حتى لا تتحول السوائل الصمغية خلف الطبلة إلى التصاقات دائمة بالأذن الوسطى التي يصعب علاجها.
ترقيع طبلة الأذن
أما عن جراحة ترقيع طبلة الأذن فأشار الدكتور المسلط إلى أن هناك بعض الناس لديهم ثقب في طبلة الأذن وعلى اختلاف أعمارهم وقد يكون الثقب في كلتا الأذنين. وحدوثه في طبلة الأذن يكون سببه في معظم الأحيان الالتهابات المزمنة في الأذن الوسطى أو بسبب إصابات مباشرة في طبلة الأذن ويتفاوت ضعف السمع نتيجة الالتهابات المتكررة بالأذن الوسطى أو تسوس العظم الصدغي حسب مساحة الثقب وموقعه من الطبلة وما إذا كان مصحوباً بتلف في عظيمات الأذن الوسطى.
خروج صديد متكرر
وأضاف استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة قائلاً: تكون أعراض ثقب الطبلة في صورة خروج صديد متكرر من الأذن وضعف في السمع، وعند التشخيص يتم عمل جراحة ترقيع طبلة الأذن في حالة عدم وجود التهابات في الأذن الوسطى واستبعاد وجود خلل في قناة تهوية الأذن الوسطى (قناة استاكيوس) وفي حالة الأطفال عند تجاوزهم مرحلة الالتهابات المتكررة.
عملية بسيطة وآمنة
وأوضح أن عملية ترقيع طبلة الأذن تجري عن طريق فتح الجلد خلف الأذن والوصول إلى الأذن الوسطى عن هذا الطريق لوضع الرقعة بالأذن الوسطى وهي عملية بسيطة وآمنة. مشيراً إلى ضرورة خلو الأذن الوسطى من الالتهابات، وأيضا وضع الرقعة في الموضع الصحيح وعدم حدوث التهابات في الفترة الأولى بعد العملية.
تنظيف عظم الخشاء
أكد الدكتور فيصل المسلط أن جراحات تنظيف عظم الخشاء تتم لعلاج تسوس عظام الأذن، وذلك عند وجود التهابات مزمنة في عظام الأذن تؤدي إلى تآكلها فتتحول المادة الصلبة للعظام إلى مادة رخوية نخرة، والسبب هو أن الجلد في قناة الأذن الخارجية ينمو إلى الداخل بدلاً من الخارج، فيؤدي ذلك إلى تكون كيس جداره من الجلد، ويكبر هذا الكيس بفعل تقشير الجلد داخلياً، ويؤدي هذا إلى تآكل عظام الماستويد التي هي خلف الأذن ويحدث هذا ببطء وتدريجياً. خطورة هذه الحالة هو المكان الدقيق الذي يحدث التآكل التدريجي للأنسجة التي حوله ففي هذه المنطقة توجد الأذن الوسطى والأذن الداخلية المسؤولتان عن السمع والتوازن، كما يوجد عصب الوجه السابع المسؤول عن حركة عضلات الوجه.
المبادرة بإجرائها أفضل
نصح الدكتور فيصل المسلط استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة بضرورة إجراء الجراحة في أسرع وقت حتى في سن الطفولة لمنع تآكل عظام الأذن وعدم حدوث مضاعفات. واختتم تصريحه بقوله: يجب أن نعرف أن هذه الجراحات تحتاج إلى مهارة خاصة في إجرائها مع خبرة متميزة لتحقيق النتائج المرجوة منها ونتمنى الشفاء للجميع.