ثقافة مالية
المضاربة والاستثمار
تختلف المضاربة عن الاستثمار في كون المضارب يدخل السوق ويخرج بسرعة (بيعا وشراء)، معتمدا على خبرة متراكمة بالسوق وقدرة أكبر على تحليل تأثير المعلومات في الأسعار. ويتركز اهتمام المضاربين على تحقيق أكبر قدر من الأرباح الآنية التي عادة ما تكون مصحوبة بمخاطر عالية قد تعرضهم لخسائر كبيرة. ولذلك من الأجدى لأغلب المتداولين، ولا سيما صغارهم، توخي الحيطة والحذر تجاه هذه المخاطر العالية التي تصاحب عمليات المضاربة في السوق، مقارنة بالأخطار التي تكون أقلّ عند تبني سلوك استثماري طويل الأجل.
وخلاف المضارب، ينظر المستثمر عند اتخاذ قرار الشراء أو البيع إلى قوة الشركة وحسن أدائها وتطور سعرها خلال فترة معقولة، ويستشفّ من الأداء الماضي للشركة توقعات الأداء المستقبلية ويقرنها بمحيط الصناعة والاقتصاد إجمالا للخروج بصورة مستقبلية عن أداء الشركة وقدرتها التنافسية على تحقيق مداخيل رأسمالية ومعدلات نمو معينة، في حين يعتمد المضارب في الغالب عند اتخاذ قرار الشراء أو البيع على التحليل الفني وتوقعاته الخاصة، مستفيدا من عامل الوقت وسرعة تكرار عمليات الدخول والخروج من السوق.
تصنيف الاستثمار
تختلف تصنيفات الاستثمار بحسب الهدف منه، ويعدّ التصنيف وفق معيار الزمن (الأجل الزمني للاستثمار) التصنيف الأهم؛ ولذلك تسمى السوق الذي تُتَداول فيها الأدوات الاستثمارية قصيرة الأجل التي تنتهي آجالها خلال سنة فما دون: "سوق النقد" Money Market.
أما السوق التي تمتد آجال الأدوات الاستثمارية فيها أكثرَ من سنة فتسمى "سوق رأس المال" Capital Market. فأدوات الدين والودائع وغيرها من الأوراق النقدية التي تكون آجالها سنة فما دون تُعدّ من الأدوات الاستثمارية في سوق النقد، أما الأسهم فهي من أدوات سوق رأس المال؛ نظرا إلى عدم وجود أجل محدد لها.