كيف تعرف ما هو حقيقي في عصر الإفراط المعلوماتي؟
بدلا من الاعتماد على صحيفة أو قناة تلفزيونية في تلقي الأخبار، يتجه الكثير من الناس إلى الاعتماد على مجموعات إخبارية على الإنترنت. يثير هذا الاتجاه القلق حول مدى مصداقية المعلومات التي تنشر في العديد من المصادر، فمع كثرة المصادر يكون التحدى هو تمييز ما يتمتع منها بالمصداقية.إن وسائط الإعلام التقليدية التي تقدم كلا من الأخبار والإعلانات تحاول الحفاظ على تراثها الإعلامي تحت الضغوط التنافسية القوية من مواقع الإنترنت التي تعمل فقط كوسائل إعلانية، والتي عن طريقها فصل الإنترنت بين المحتوى التحريري والإعلانات.
يستطيع الكثير من القراء شحذ قدرتهم على التمييز بين الأخبار ذات المصداقية وتلك التي تتمتع بالمصداقية الكافية، وكذلك يستطيعون التفرقة بين المواقع الإخبارية الممتازة والفاشلة وعن طريق رفض الاستسلام لافتراضات وسائل الإعلام والرسائل المتضمنة فيها. عندما نقرأ تقريرا إخباريا ما، يكون علينا تقييم نوعية الأدلة التي يقدمها عن طريق اتخاذ أربع خطوات:
1. تحديد طبيعة الأدلة ومصدرها: من أين نشأت؟ هل هي من مصادرها الأصلية أم منقولة عن المصادر الأصلية؟ هل تم تحديد هذه المصادر أم لا؟
2. تقييم سلامة الأدلة: هل أخضعها أحد للتقييم أو للتحقق؟ هل سعى أحد للبحث عن أدلة مضادة؟
3. النظر إلى أي حد يمكن وصف الأدلة بأنها قاطعة: هل هي كافية لدعم أي استنتاج؟ هل هي ناقصة أم أنه لا علاقة لها بالموضوع؟
4. تقييم الاستنتاج والأدلة التي يفترض أنها تؤدي إليه: هل تشير الأدلة إلى استنتاج واحد واضح أم لعدة تفسيرات محتملة؟
مع انتشار أشكال غير تقليدية من الخدمات الصحافية توقع بعض المحللين اختفاء الصحافة التقليدية، إلا أن مؤلف الكتاب يرى أن الطلب على الصحافيين الذين يقومون بمهام أخرى سيكون أكثر كثافة.
من الأدوار التي سيقوم بها الصحافيون في المستقبل:
• التوثيق: ستقوم الصحافة بتوثيق الكثير من الوقائع وجمع الأدلة بطرق أكثر شفافية. في عصر المعلومات، يريد مستهلكو المعلومات أن يعرفوا الأدلة على الحقائق والوقائع المنشورة وإنما أيضا كيف تمت عملية الكشف عن هذه الوقائع.
• إيجاد المعنى: مع إتاحة المعلومات المحدثة طيلة الوقت، فإن أصغر تغير في المواقف يمكن أن يكون عنوانا. وهذا يجزئ فهم الموضوعات والقضايا وهنا يأتي دور الصحافيين في ربط الأحداث والوقائع في تقارير صحافية تعط معنى للأحداث.