التحالفات الجوية وإدارة الأزمات

''الخطوط السعودية'' وطيران الإمارات ومصر للطيران، أكثر الخطوط الجوية في المنطقة العربية امتلاكا لأسواق سفر جوي مستدامة. ''الخطوط السعودية'' تمتلك نصف سوق السفر الخاص بالحج والعمرة، طيران الإمارات يمتلك نصفا ــ إن لم يكن أكثر ــ من الحركة الجوية الضخمة لمطار دبي الدولي. ومصر للطيران تمتلك الحصة الأكبر من سوق السفر الخاص بصناعة السياحة المصرية ذات الـ 15 مليون زائر كل سنة. قديما عانت مصر للطيران سوء الإدارة كبقية الخطوط العربية المملوكة للحكومات، فترهلت القوى البشرية وتدنت إنتاجيتها، ولم تستطع مواكبة الزيادة المطردة في أعداد زبائنها، حيث تقادمت طائراتها ولم تقدر على تجديد الطائرات أو زيادة أعدادها. السنوات الخمس الماضية شهدت إعادة هيكلة شاملة لقطاع الطيران المدني في مصر، حيث تم تأسيس شركات قابضة مستقلة تتخصص في كل قطاع، فركزت مصر للطيران على لب نموذجها التجاري كناقل جوي. أعطى التخلص من الأثقال مصر للطيران حرية في التحرك مكنتها من نيل ثقة شركات تمويل الطائرات العالمية، لتنجح في شراء مجموعة من الطائرات الجديدة، وإحكام قبضتها على سوقها من التسرب لعديد من الشركات المتربصة التي تسعى إلى الحصول على منافذ لها في مطار القاهرة. الثورة الشبابية الإصلاحية المباركة في مصر ـ وما صاحب أيامها من تأثير في الأمن والاستقرار ـ أدت إلى عزوف السياح، وتقلص الحجوزات المستقبلية كثيرا. شركات الخطوط الجوية تتميز بأنها عالية الحساسية من عوامل كثيرة منها، عدم الاستقرار السياسي فتتكبد فورا خسائر فادحة، وقد تتعرض للإفلاس جراء هبوط أعداد المسافرين. مصر للطيران أدارت الأزمة بنجاح من خلال سرعة عرض جزء كبير من أسطولها للتأجير الشامل بدلا إيقافه كونها تدفع ملايين الدولارات شهريا لدفعات التمويل الشهرية. عضوية مصر للطيران في تحالف (ستار) العالمي مكنتها من إدارة الأزمة بنجاح، حيث يضم التحالف خطوطا جوية عاملة في أسواق تغطي جميع قارات العالم. التحالفات الجوية أثبتت أن لها مزايا عملياتية إلى جانب المزايا التجارية التي تتمثل في ربط المسارات الجوية الخاصة بكل حليف مع الحلفاء الآخرين. فالعلاقة المباشرة بين المتحالفين تسهل كثيرا تبادل طائرات الأساطيل وتشغيلها دون عوائق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي