حول وفاة الكابتن/ خالد مطر
حمّلني الكثير من القراء والزملاء في صناعة النقل الجوي في المملكة، هم الكتابة عن وفاة الكابتن طيار خالد مطر ـ رحمه الله. الكتابة عن هذه القضايا شائكة لغياب المعلومات الصلبة، ولكنه واجب وطني لا ينتظر التأخير كونه يتعلق بمؤسسة وطنية كبرى تعتبر من الحلقات الأساسية في الاقتصاد السعودي، وسفير طائر للملكة عبر دول وقارات العالم. العديد من الصحف السعودية تناولت ماحدث للطيار ـ رحمه الله ـ. وقدّمت الزميلة (المدينة) لقاء موسعا مع والده ذكر فيه أمرا خطيرا لا يمكن تصديقه في ظل التوجيهات السامية والصريحة من القيادة العليا، حيث ذكر الأب المكلوم أن المستشفى رفض استقبال الشاب الطيار بحجة خلافات مالية مع مرجعه، رغم الأعراض الخطيرة التي بدت عليه! ماذا لو أن الطيار ـ رحمه الله ـ كان يقوم برحلة دولية إلى أوروبا وتوفي في مقصورة القيادة، وتم فتح تحقيق عن حالته الصحية؟ فهناك الكثير من الخطوط الجوية ـ خاصة في دول العالم الثالث ـ منعتها سلطات الطيران في الاتحاد الأوروبي من التحليق في أجوائها بسبب مستواها في السلامة والخوف من حوادث كارثية قد تسببها تلك الخطوط في الأراضي أو الأجواء الأوروبية. النصف الآخر من الحادثة يتعلق بالحالة الصحية والنفسية للطيارين، وهذا يتعلق بقسم مهم في أي خطوط جوية عالمية ويطلق عليه قسم سلامة الطيران. فحتى الولايات المتحدة ودول أوروبا المتقدمة، تعرضت خطوطها لكثير من الحوادث المشابهةن وتعرض عديد من الطيارين لأزمات أثناء الطيران، ومنهم من مات في المقصورة. وتشدد شركات الخطوط المتقدمة على نواحي السلامة والراحة النفسية للطيارين كي تتلاشى أسباب الحوادث. معالي الأخ خالد الملحم عظم الله أجركم في وفاة هذا الشاب فكما يحز ويصعب عليكم وفاته، فإنه تحز في قلوب كل السعوديين وفاته حزينا مهموما يركض نحو طبيب لكي ينقذه فيرد في وطن أصبح مرجعا للعالم في الطب المتقدم فـ (لله ما أخذ وله ما أعطى). هناك روايات (غير مؤكدة) تتحدث عما جرى بين الطيار ومسؤول كبير في الخطوط قبيل توجهه نحو طائرته وأن لغة الحوار تسببت في صدمة نفسية نتج عنها ارتفاع ضغط الدم المفاجئ فهل ما ذكر صحيح، أيضاً هل يوجد في مطاراتنا الدولية عيادة بها قسم للطوارئ؟ إننا نريد أن نعرف ونفسر ما حدث؟