ليس بعد حبه لشعبه إلا الدعاء له

بالأمس كانت كلمات خادم الحرمين الشريفين الضافية صادرة من قائد لم يعرف عنه إلا الشفافية. أما الأوامر الملكية التي تلت هذه الكلمات فكانت وصْلاَ لسابق بلاحق، ففيها تأسيس لقواعد مستقبلية عمت فيها تقديم مصلحة الفرد السعودي، وحماية لمستقبل بالعمل المؤسسي والتنظيم المتدرج للتأقلم مع تغيرات العالم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
لقد عم الخير أرض المملكة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. فبين دعم العلماء، وتكريم أهل الحسبة، وتحديد الحد الأدنى للأجور، مرورا بمنح العاطلين معونات شهرية لحين إيجاد عمل، نجد أن المستقبل بات زاهيا لأنه لم يترك فردا على تراب هذه الأرض إلا وقد شمله قرار أو استفادت أسرة من تنظيم إداري أو مالي يصون العيش ويحفظ الكرامة. لا يمكن تكرار سرد الأوامر فقد وجّه بها خادم الحرمين الشريفين، وسجّلها، وطبعها، ووزعها، ونشرها. ولم ينس ـ أيده الله ـ أن يؤكد على أهم عنصر في تنفيذ المشاريع والأوامر، فحدد مدد الدراسات والتخطيط وإصدار اللوائح والتنظيمات، لتعم الفائدة أكبر عدد ممكن من أبناء هذا الوطن، وبكل المزايا دون تأخير، وليكون الشعب مطمئنا لتوجه الدولة وحرصها الشديد على تسديد الخطى.
لقد كرر مرارا، وفي خطاب الأمس أكد أن شعبه هو همه الأول. ولقد وضح أن العقد لا يكتمل إلا إذا جمعت قلوب ولاة الأمر والشعب الوفي تؤازر بعضها بعضا، لتثبت لجميع الأمم أنها على كلمة واحدة وهدف واحد ما تعاقب الليل والنهار، وسيجد المتربص نفسه منبوذا لا مكان له بيننا بإذن الله. هذا الكرم سيظل وساما على الصدور، ومعاهدة ببذل كل الجهود لنهضة الوطن وحماية مستقبل الأبناء بكل الإيمان والعلم والخبرة التي اكتسبت فيما مضى من سنين.
الآن ليس بعد ما قاله وأكد عليه خادم الحرمين ـ يحفظه الله ـ إلا الدعاء له بأن يدفع الله عنه كل سوء، وأن يتم عليه نعمة الصحة والعافية، وأن يحفظه لنا ذخرا. كما ندعو الله أن يحمي هذا البلد الأمين الكريم من الحاسدين والحاقدين، وكل من يتربص به، أو تسول له نفسه المساس بسيادته وأمنه، أو التشكيك في وحدة ولحمة الشعب بقيادته. والحمد لله في كل زمان وكل مكان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي