إنشاء مدينة جامعية بتكلفة 2.1 مليار ريال لاستيعاب 35 ألف طالب وطالبة
أكد الدكتور أحمد الشعيبي وكيل جامعة الملك فيصل للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع، أن الجامعة تعكف حاليا على رسم خريطة طريقها المستقبلية عبر الخطة الاستراتيجية الرامية لتحقيق الريادة في الشراكة المجتمعية من خلال التميّز في التعليم والبحث والقيادة.
وقال الدكتور الشعيبي لـ ''الاقتصادية'' إن الخطة الاستراتيجية ستسهم في نقل الجامعة إلى مصاف الجامعات العالمية التي تتبنى اقتصاديات المعرفة والاستثمار في العقل البشري.
ولفت في هذا الصدد إلى توقيع الجامعة والغرفة التجارية الصناعية في الأحساء اتفاقية إطارية للتعاون لرسم الخريطة الاستثمارية للمنطقة، معتبرا الشراكة بين الطرفين التطبيق المثالي لجوهر الخطة الاستراتيجية، القائم على ''الشراكة المجتمعية''، وفيما يلي نص الحوار:
''شراكة مجتمعية''
حدثنا عن مراحل إعداد الخطة الاستراتيجية التي أطلقتها الجامعة أخيرا؟
مشروع الخطة الاستراتيجية للجامعة هي بمثابة خريطة طريق لرسم مستقبل الجامعة في ظل المنافسة الشرسة التي يشهدها تطور التعليم الجامعي على المستويين الإقليمي والدولي، وقد استغرق إعداد الخطة عاما ونصف العام بعد أن شُكل فريق من داخل الجامعة لهذا الغرض، ونُفذت ورش عملٍ ولقاءاتٍ مع خبراء في مجال التخطيط الاستراتيجي، من داخل المملكة وخارجها، وقد تم وضع الخطة حتى تتماشى مع خطة الدولة الخمسية أي من عام 2011 إلى عام 2015.
كيف يمكن تحقيق ذلك؟
هدفت جامعة الملك فيصل لكي تكون إحدى الجامعات الرائدة في الشراكة المجتمعية، من خلال التميز في التعليم والبحث العلمي والقياد، وتوفير فرص التعلم المستمر، والإدارة الفعالة والكفؤة، وتطوير القيادة والشراكة المجتمعية لتحقيق الإثراء المتبادل، وتقديم التعلم والتعليم المتميزين، وتفعيل الشراكة بين الجامعة والمجتمع، لتحقيق الإثراء المتبادل. وقد عملت الجامعة على تشكيل فريق من خارج الجامعة يضم قيادات نسائية ورجالية لتحقيق الخطة الاستراتيجية، إضافة إلى التعاون الوثيق بين عدد من الجهات المؤسسية والحكومية منها شركة أرامكو السعودية في تبادل الخبرات وخاصة فيما يخدم خطط الجامعة المستقبلية.
خريجون مؤهلون
على ذكركم التميز في التعليم.. ما أهدافكم في هذا الشأن مع نهاية الخطة؟
أهداف الجامعة الخاصة بالتميز في التعليم بحلول عام 2015م تتمثل في تخريج دفعات مؤهلة في جميع التخصصات وزيادة جودة أعضاء هيئة التدريس وتحقيق الاعتماد الأكاديمي من قبل الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي في مجال الريادة في التعليم وزيادة عدد البرامج المحققة للاعتماد الوطني والدولي، وإيجاد أنظمة تشجع على المشاركة المتنوعة للطلاب للحصول على الدرجات العملية المختلفة، وإعداد برنامج تطوير مهني مستمر، وتوفير فرص للتعلم عن بعد بشكل متطور لتستوعب أكثر من 50 ألف متعلم بالتعليم النظامي وغير النظامي.
#2#
المدينة الجامعية
50 ألف متعلم!.. ولكن كيف ستستقبلون هذا العدد في الوقت الذي توجد فيه شكاوى من أن قدرة جامعة الملك فيصل في استيعاب أعداد المتقدمين أقل من الطموحات؟
بالفعل، فقد بدأت الجامعة في بناء مدينة جديدة، بتكلفة بلغت 2.1 مليار ريال، وستُنجز خلال ثلاث سنوات، وتحوي 15 كلية، وأتوقع أن يتم القضاء على مشكلة القبول في الجامعة بعد افتتاح المدينة الجامعية، التي تستوعب 35 ألف طالب وطالبة. فيما يصل عدد الدارسين في الجامعة حالياً إلى 26 ألف طالب انتظام، وسترتفع نسبة قبول المستجدين بنحو 25 في المائة، كما أن المدينة ستسهم أيضا في تضاعف عدد الدارسين في نظام التعليم عن بعد، الذين يقدر عددهم الآن، بعشرة آلاف طالب وطالبة.
عودة إلى الخطة الاستراتيجية، ما المشاريع والبرامج التي تعتمدون عليها لتنفيذ الخطة؟
هناك عدد من المشاريع تساعدنا على تحقيق أهدافنا، مثل مشروع 11/ 11 للاعتماد المؤسسي، ومشروع الأرشفة الإلكترونية ونظم إدارة المحتوى ومشروع القناة الفضائية - الأولى من نوعها على مستوى مؤسسات التعليم العالي في المملكة - وكذلك إنشاء إدارة تطوير الشراكة المجتمعية، وهناك أيضا برنامج التعليم المطور للانتساب والذي جاء بعد أن تم إلغاء نظام الانتساب التقليدي.
حدثنا عن برنامج التعليم المطور للانتساب؟
قامت الجامعة بإعداد دراسة شاملة تم من خلالها إعادة هيكلة وبناء نظام الانتساب التقليدي وتطويره لنموذج جديد يتماشى مع عصر التقنية والمستجدات الحديثة في التعليم. ويستفيد النظام من التقنيات الحديثة في معالجة صعوبات النظام القديم للانتساب وذلك من خلال توظيف الأنظمة العالمية المتخصصة في مجال التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، والاعتماد بشكل أساسي على تقنية المعلومات والاتصالات. كما يعتمد هذا النظام التعليمي المتطور على أنظمة التعليم التفاعلية الافتراضية التي توفر التفاعل المباشر بين الطلبة وأساتذتهم، والبرمجيات اللازمة لإعداد وتطوير المواد التعليمية الإلكترونية، والأنظمة المتطورة لتسجيل المحاضرات بكافة فعالياتها وتوفيرها للطلبة، حيث يمكن تصفحها وإعادة عرضها باستخدام الإنترنت في أي زمان ومكان. ويتم عقد الاختبارات النهائية في مراكز الاختبارات التي تحددها الجامعة في نهاية كل فصل دراسي. وتتم الدراسة بالكامل في التعليم المطور من خلال الدخول على النظام الإلكتروني لإدارة التعلم ''بلاك بورد'' Blackboard المتوافر على موقع الجامعة الإلكتروني، الذي يتيح للطلبة كافة الخدمات التي يحتاجون إليها.
ماذا عن برنامج 11/11؟
بداية يجب أن أوضح أن التحدي الرئيس للنظم التعليمية المعاصرة لا يتمثل فقط في تقديم التعليم، ولكن التأكد من أن التعليم المقدم يتسم بجودة عالية، وهناك نظام يسمى ''الاعتماد المؤسسي'' للاعتراف بالمؤسسة التعليمية والبرامج التي تقدمها بعد تحقيقها مستوى محدد من الأداء والتكامل والجودة وفقا لمعايير محددة، تؤهلها لنيل ثقة الوسط الأكاديمي والجمهور المستهدف، ونظرا لكون الاعتماد المؤسسي متطلبا للاعتماد البرامجي فقد أولته الجامعة الأهمية القصوى، وجندت لذلك جميع الإمكانات، ومشروع 11/11 هو أحد المشاريع الملحة والاستراتيجية التي تبنتها الجامعة من أجل تحقيق هذا الهدف، بل وجعلته أحد المشاريع الاستراتيجية للجامعة في خطتها الاستراتيجية 2011- 2015، ويهدف المشروع إلى تقييم مستوى الجودة في وحدات الجامعة المختلفة والارتقاء بمستوى الجودة في كليات الجامعة وعماداتها وإداراتها، وذلك لاستيفاء متطلبات الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي واستكمال جاهزية الجامعة لاستقبال المراجعين الخارجيين بحلول 11/11/2011 م وذلك للحصول على الاعتماد المؤسسي للجامعة وهذا سر تسميته بمشروع 11/11.
غرفة الأحساء
وقعت جامعة الملك فيصل وغرفة الأحساء أخيرا اتفاقية إطارية للتعاون.. ما موقع تلك الاتفاقية من الخطة الاستراتيجية للجامعة؟
الجامعة والغرفة تعيشان في مجتمع الأحساء والشراكة والتعاون بينهما تصب في مصلحة المجتمع، والاتفاقية تتضمن تفعيل التعاون بين المختصين في الطرفين في مجال رسم الخريطة الاستثمارية للمنطقة، البحوث والاستشارات، حاضنات الأعمال، سيدات الأعمال، المحاور الفرعية وتشمل التدريب والتدريس، التوظيف، تحديد مشكلات وحاجات مجتمع الأعمال في الأحساء ووضع الخطط والبرامج الزمنية للتعامل مع هذه المشكلات. وهناك لجان سوف تعمل على تفعيل هذه الاتفاقية لتحقيق الأهداف المرجوة منها.
المساجين والمعوقون
ما الشرائح المستفيدة من تطبيق مفهوم ''الشراكة الاجتماعية''؟
لم يغب عن الجامعة حق إتاحة فرص التكافؤ لأبنائها من الأشخاص ذوي الإعاقة في استكمال مسيرتهم التعليمية الجامعية، فقد قامت بالتعاون مع إدارة جمعية المعوقين في الأحساء بتخصيص عشرة مقاعد قابلة للزيادة مستقبلاً للأشخاص ذوي الإعاقة في برامج التعليم المطور للانتساب مع عمادة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، كما تم قبول 22 طالباً وطالبة من الأشخاص ذوي الإعاقة للدراسة النظامية بالجامعة في تخصصات مختلفة.
ماذا عن اتفاقية الجامعة مع نزلاء سجن الأحساء؟
بالفعل.. وقعت الجامعة والإدارة العامة للسجون في المنطقة الشرقية أخيرا اتفاقية لتطبيق برامج التعليم المطور للانتساب لنزلاء ونزيلات سجن الأحساء، بذلك تكون جامعة الملك فيصل هي أول جامعة تطلق هذا المشروع تواصلاً مع نزلاء السجون لإكمال التعليم الجامعي. والنزيل لديه الحق في إكمال دراسته في الجامعة مع الطلاب إذا أطلق سراحه، ولم ينهِ الدرجة العلمية، وقد دعمت الجامعة المشروع بمعملين للحاسب الآلي.
ماذا عن أبحاث سوسة النخيل الحمراء؟
هذا نموذج مثالي أيضا لتطبيق مفهوم الشراكة المجتمعية، فقد تم توقيع اتفاقية مع شركة أرامكو في أكتوبر الماضي لدعم أبحاث مركز التميز البحثي في النخيل والتمور بالجامعة، في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء، للمساهمة في حماية المحصول الزراعي من النخيل في المملكة من تلك الآفة عبر تطوير تكنولوجيا مناسبة للقضاء على هذه الآفة التي تهدد زراعة النخيل في الأحساء خصوصا والمملكة عموما.