تصحيح عيوب الإبصار يكمن في طبقات القرنية

تصحيح عيوب الإبصار يكمن في طبقات القرنية
تصحيح عيوب الإبصار يكمن في طبقات القرنية
تصحيح عيوب الإبصار يكمن في طبقات القرنية

عمليات تصحيح عيوب الإبصار مثل طول وقصر النظر والاستجماتيزم (انحراف محور القرنية) حققت تطلعات الكثير من الناس، الذين لا يرغبون في ارتداء النظارات والعدسات ويطمحون إلى التمتع بقدرة بصرية جيدة، وقد وفرت التقنيات الطبية عديدا من الحلول التي ساعدت في القضاء على الألم أثناء العملية إذ يستخدم الأطباء دواء موضعيا عبارة عن قطرات فقط توضع قبل العملية وتعطي ارتياحا للمريض.

وفي هذا الموضوع سنلقي الضوء على عمليات الليزك وحدود الأمان ونسب النجاح، إضافة إلى التطور التقني في هذا المجال مع عدد من أطباء جراحة العيون في مستشفيات ومراكز مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية في العليا والريان والقصيم وهم الدكتور حاتم كلنتن، والدكتور رمضان التركي، والدكتور زكريا الفيصل، والدكتور سيد أرشد، والدكتور عرفان شفيق، والدكتور علي الكاف، والدكتور منصور المحيميد، والدكتورة نورين افتخار، والدكتور وليد الجلاد، والدكتور إمبارش توشينوال.

#2#

عمليات الليزك والليزر

سمعنا عن مصطلحات وتقنيات متنوعة في عمليات تصحيح الإبصار.. نريد أن نتعرف على طبيعتها؟

هناك تقنيات متعددة لتصحيح العيوب الانكسارية تعدت معرفة معظم العامة بأنهما الليزر والليزك فقط. ولتبسيط هذه التقنيات للقارئ نقول إن هذه التقنيات المختلفة يقوم بها جهاز واحد فقط, ويمكن تقسيمه إلى نوعين هما تقنيات الليزر السطحي, وتقنية الليزك LASIK, أو (الليزر العميق).

الليزر السطحي

أما تقنيات الليزر السطحي فيشمل تقنية الـ "بي آر كيه" (PRK), وتقنية اللاسك LASEK, وتقنية الإيبيليزك EPILASIK. وتشمل تقنيات الليزك: الليزك التقليدي أوالليزك باستخدام الفيمتوليزر.

الفرق في طبقات القرنية التي يتم التصحيح فيها والفرق بين تقنيات الليزر السطحي والليزك في تصحيح عيوب الإبصار يكمن في طبقات القرنية التي يتم التصحيح فيها, فالمبدأ هو ذاته وهو تسطيح القرنية في حالات قصر النظر وزيادة درجة تقوسها في حالات طول النظر, وفي كل الطرق يتم استخدام التقنية نفسها، وتستخدم أشعة الليزر نفسها وبطول الموجة نفسه, ولكن في حالة الليزر PRK واللاسك LASEK والإيبيليزك EPILASIK يجرى التصحيح تحت القشرة الخارجية للقرنية, أما في حالات الليزك المعتاد أو الليزك باستخدام تقنية الفيمتوليزر يتم رفع شريحة من طبقات القرنية يراوح سمكها بين 90-130 ميكرون, ويتم التصحيح في الطبقات التي تليها, ثم تعاد هذه الطبقات لمكانها.

#3#

تفاوت بسيط

ما نسب نجاح تلك العمليات؟

ونسب نجاح تلك العملية عالية جداً تتفاوت تفاوتا بسيطا حسب درجات الضعف وهل هو قصر أم طول نظر ووجود الاستجماتزم من عدمه عند المريض, ولا تستغرق العملية سوى دقائق محدودة ولا يشعر خلالها المريض بأي ألم.

تعود قوة الإبصار إلى مستواها الطبيعي خلال ثماني ساعات بعد عمليات الليزك والفيمتوليزر, وخلال أربع إلى خمس أيام بعد عمليات الليزر السطحي.

رفع شريحة القرنية

ماذا عن تقينات الفيمتوليزر؟

يعد تصحيح عيوب الإبصار بتقنية الفيمتوليزر آخر التطورات الطبية في هذا المجال إذ إنه عبارة عن عملية تصحيح للنظر باستخدام الليزر الضوئي لرفع شريحة القرنية وهذا النوع من العمليات ساعد في حل الكثير من المشكلات لأصحاب قصر النظر الشديد أو الذين لديهم سمك القرنية أقل من الطبيعي حيث تتيح هذه التقنية التحكم في سماكة الشريحة المفتوحة, كما أن المرضى لا يشعرون بألم أثناء العملية بسبب استخدام مخدر سطحي عبارة عن قطرة توضع بالعين لتخدير سطح القرنية.

هل تلك التقنية معتمدة عالميا؟

مع هذا التطور التقني ونجاح عمليات الليزك اعتمدت وكالة ناسا لأبحاث الفضاء تقنية الفيمتوليزر بعد أن كانت ترفض خضوع رواد الفضاء لعمليات الليزر الأخرى، إذ إن نسبة نجاح العملية ودقتها أعطى الثقة للوكالة الفضائية لإجراء العملية لمنسوبيها، كما أنها شجعت أطباء العيون أنفسهم على إجرائها.

فحوص لقياس حدة البصر

هل هناك معايير طبية لاختيار المريض الذي يمكن إجراء الليزك له؟

بالتأكيد .. إذ يتم اختيار المرضى المناسبين لعملية الليزك بحيث يكون عمر المريض أكثر من 18 سنة, وأن يكون قصر أو طول النظر لديه قد وصل لمرحلة استقرار, وكذلك لا بد أن يتأكد الطبيب من الفحوص الدقيقة للعين وأهمها دراسة تضاريس القرنية وسماكتها, وتحديد قوة الإبصار إضافة إلى عدم وجود التهابات على الجفون أو الملتحمة, كما ينبغي التأكد من خلو العين من الأمراض التي قد تكون مصاحبة ولا سيما تحدب القرنية, وهذه الفحوص تساعد طبيب العيون في اختيار طريقة العلاج المناسبة لكل حالة.

تجنب أي مضاعفات ممكنة

هناك نسبة من المراجعين يتطلعون لإجراء عمليات الليزك، ولكن بعد فحص تضاريس القرنية لم يتم إجراء العملية لهم وذلك لتجنب أي مضاعفات ممكنة, وهو ما يعكس دقة أجهزة فحص القرنية التي تساعد الطبيب في الكشف على القرنية من جميع الجهات مع صور شديدة الوضوح وذلك يؤدي إلى توخي الحذر في اختيار المريض الذي ينصح بإجراء العملية له.

تحديد سماكة القرنية

تتمثل مميزات التقنيات الحديثة المستخدمة لتصحيح الإبصار في القدرة على تحديد سماكة القرنية بدقة متناهية والحفاظ على قشرة القرنية مستوية باستخدام الليزر طوال مراحل العملية، وتفيد المرضى ذوي القرنية ضعيفة السماكة وقصر النظر الحاد وهذا يؤهل المرضى لعمليات الليزك والتي قد لا يمكن إجراؤها باستخدام المشرط الجراحي.

التخدير بقطرات سائلة فقط

هل هناك آثار جانبية؟

تتم المعالجة تحت تخدير موضعي بقطرات فقط ولا تتعدى مدة العملية دقائق معدودة دون مشرط أو شفرة جراحية، إضافة إلى ذلك لا يشعر المريض بأي ألم عند فتح القرنية ولا تستدعي عملية الليزك إقامة سريرية في المستشفى ويمكن للمريض الذهاب بعدها مباشرة إلى المنزل، كما مكنت التقنيات الحديثة من معالجة الحالات الصعبة مثل تعكر القرنية أو تعرجها.

التقليل من الالتهابات

دائما ما يعاني الأطباء تخوف المرضى خاصة من أساليب التعقيم وحدود الأمان في التدخلات الجراحية داخل غرف العمليات فما المتبع هنا لتجنب هذا الأمر؟

يتم التعامل مع المريض داخل غرفة العمليات بحيث تكون العينان معزولتين تماما عن بقية أو سائر الجسم ويكون بمواد معقمة للعينين وهذا بمشيئة الله يقلل من نسبة الالتهاب، كما أن استخدام الأدوات الجراحية لمرة واحدة يجعل الأمر أكثر سهولة في السيطرة على منع انتشار العدوى أو حدوث مضاعفات خطيرة مثل الالتهابات التي تنتقل من مريض لآخر.

ولا بد هنا من التأكيد على ضرورة توفير الجو الذي لا يساعد على انتشار العدوى أو الالتهابات للمريض إذ إنه من الضروري أن تخضع غرف العمليات لأنظمة وتجهيزات خاصة تساعد على عدم نقل العدوى مزودة بأنظمة لفلترة الهواء ونظم للعزل لمنع دخول أدق ذرات الغبار.

النظارة الطبية والعدسات اللاصقة

هل هناك حاجة إلى ارتداء النظارات بعد العملية؟

إن الواقع الذي نراه يوميا من خلال عديد من جراحات تصحيح النظر يظهر أن أكثر من 98 في المائة من المرضى لم يعودوا بحاجة إلى ارتداء نظارات طبية أو عدسات لاصقة كما يمكنهم القيادة وممارسة الرياضة ومشاهدة التلفاز بشكل طبيعي.

استقرار النظر ودرجة الإبصار

حدثنا عن النتائج؟

يستقر النظر في معظم الحالات بعد اليوم الأول ويستطيع الشخص العودة لعمله بعد يومين وسيشعر بالتحسن الواضح بعد أسبوع وتكتمل درجة الإبصار الطبيعية بعد أسبوعين.

متابعة حركة العين

دعنا ننتقل للحديث عن دور التقنيات الطبية في هذا المجال؟

هناك عديد من التقنيات المتوافرة لهذا النوع من العمليات منها تقنية الـ Visu max، التي تتميز بدقتها وذلك وفقا لتصنيف منظمة الغذاء والدواء FDA الأمريكية وهي أسرع فيمتوليزر في العالم، إضافة إلى أن هناك تقنيات متطورة يمكن من خلالها إجراء بصمة العين وبه خاصية متابعة حركة العين وبذلك يقوم بتثبيت الصورة على الشبكية أثناء العملية.

التتبع البصري

كذلك فإن تقنية Blue Line من أهم التقنيات المستخدمة في عملية تصحيح النظر وذلك بعد تخدير سطح القرنية وإجراء فتح نحو 1/5 سماكة القرنية بواسطة جهاز دقيق يتحكم فيه الطبيب يتبعه تسليط أشعة الليزر من أجل تغيير شكل القرنية وتصحيح النظر، وخلال العملية لا يشعر المريض بأي ألم أثناء العملية وبعدها، كما أن خاصية التتبع البصري Nuero Tracking لتفادي حركة العين أثناء العملية تعطي نتائج جيدة لجراحة الليزك وتوفير درجة مرتفعة من الأمان.

زراعة حلقات القرنية

هل هناك تقنيات أخرى؟

إضافة إلى ما سبق فإن الفيمتوليزر لا يقتصر استخدامه على عمليات الليزك فقط, بل يستخدم هذا الليزر الحلزوني في إجراء قنوات حلقية دقيقة في القرنية لزراعة حلقات القرنية وذلك لعلاج مرضى القرنية المخروطية, كما تستطيع هذه التقنية إجراء القطع الجراحي بدقة في عمليات زراعة القرنية.

خطورة ضئيلة

ما نسبة الخطورة في هذا النوع من العمليات؟

يمكن القول إن نسبة الخطورة في عمليات تصحيح البصر ضئيلة جدا, حيث يتوقف نجاح هذه العمليات على عديد من المعايير الطبية.

الأكثر قراءة