عالميا .. 5 ملايين إجراء جراحي للتجميل بزيادة 500 %
حذر الدكتور سلطان الخنيزان، استشاري الأمراض الجلدية والليزر والحاصل على الزمالة الكندية والبورد الأمريكي، من الإعلانات التجارية غير الصادقة التي تروج لادعاءات طبية أو علاجية وتدعو لاستخدام مستحضرات محددة، موضحا أن الأثر السلبي على صحة المتلقي يتجاوز إلى الأضرار النفسية، فضلا عن الأضرار المادية، مبينا أن لها أيضا أثرا في زعزعة الثقة بنظام حماية المستهلك والنظام الصحي والدوائي بشكل عام.
وقال في حوار لـ "الاقتصادية"، هناك مرض نفسي معروف عند الأطباء يكثر في سن الشباب وخاصة عند السيدات، حيث إن الشخص دائما ما يرى السلبيات في شكله ومظهره ويضخمها ولا يرى الإيجابيات، كما أنه لا يمكن إرضاؤه بأية إجراء تجميلي أو جراحي.
وأضاف أنه من الصعب تسمية الأمر بالإدمان، حيث إن حسن الشكل والمظهر نعمة من الله وحبهما جبل الإنسان عليه سواء كان ذكرا أو أنثى.. فإلى تفاصيل الحوار:
ما الفرق بين عملية التجميل والإجراء التجميلي؟
بدأ الفرق يظهر في السنوات الـ 20 الأخيرة، حيث إنه مع زحمة المشاغل وكثرة الارتباطات والأعباء الحياتية استصعب الكثير من الأشخاص إجراء العمليات الجراحية التي تتطلب وقتا لا يستهان به من الانقطاع عن العمل قبل العملية تحضيرا لها ثم بعدها تعافيا من الآثار المصاحبة لها من التئام الجروح والكدمات المصاحبة التي كثيرا ما تكون ظاهرة للعيان، فبدأ الطب مدفوعا برغبة المستفيدين بالبحث عن تبسيط العمليات إلى إجراءات بسيطة نسبيا لا تأخذ حيزا كبيرا من وقت المريض، حيث تجرى إما في عيادة الطبيب ويغادر المريض العيادة فور الفراغ من الإجراء مثل حقن البوتكس وحقن الوجه بالكولاجين والدهون الذاتية ويعود إلى عمله في اليوم نفسه، أو في عمليات اليوم حيث تجرى ويكتمل التعافي منها على أكثر تقدير خلال يوم أو يومين في عطلة نهاية الأسبوع بكل سهولة ويسر، كما أن التكاليف أصبحت ميسرة وفي متناول فئة أكبر من الناس ولا تعتبر هذه الإجراءات عمليات جراحية.
هل يوجد إدمان على الإجراءات التجميلية، وما الأعمار الأكثر إقبالا عليها، وهل لتكرار عمليات التجميل مضاعفات جانبية؟
من الصعب تسمية الأمر بالإدمان، حيث إن حسن الشكل والمظهر نعمة من الله وحبهما جبلة جبل الإنسان عليه سواء كان ذكرا أو أنثى، إلا أن الأنثى فطرت عليها وغرس الله فيها حب الزينة والحلية في المظهر واللباس، ولا شك أن ذلك يظهر أكثر ما يكون في سن الشباب التي تمتد إلى مشارف الـ 50، حيث يظهر بعد ذلك حب إخفاء وتخفيف معالم السن والشيخوخة
ولا شك أن الوسطية مطلوبة وهذا يصعب تحديده بخط فاصل واضح، ولكن يقدر لكل مريض قدره وبما أنك ذكرت كلمة الإدمان فهناك مرض نفسي معروف عند الأطباء باسم dysmorphophobia، حيث يكثر في سن الشباب وخاصة السيدات، حيث إن الشخص دائما ما يرى السلبيات في شكله ومظهره ويضخمها ولا يرى الإيجابيات، كما أنه لا يمكن إرضاؤه بأية إجراء تجميلي أو جراحي وعادة يحرص العاملون في هذا المجال على التعرف على هؤلاء المرضى وتجنب إجراء الإجراءات والعمليات الجراحية لهم.
كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة بيع الأعشاب لأغراض التكبير أو التصغير لأعضاء معينة في الجسم.. هل مثل هذه الإعلانات صحيح، وما نصيحتكم؟
للأسف أن هناك تفشيا لهذه الإعلانات الكثيرة التي نشاهدها في وسائل الدعاية والإعلان والإعلام، وهي في معظمها دعاية زائفة وموهمة للمتلقين لها، حيث إنه من المطلوب في العرف الطبي والشرعي إقامة البينة على أي ادعاء طبي أو علاجي ولا يقتصر ضرر تلك الدعايات على الأضرار الطبية لتلك المستحضرات، بل يتعداه إلى الأضرار النفسية للمتلقين نتيجة عدم تحقق تلك الادعاءات، وكذلك الأضرار المالية على الاقتصاد الوطني، إضافة إلى زعزعة الثقة بنظام حماية المستهلك والنظام الصحي والدوائي بشكل عام، وعندي نصيحة للمتلقين بعدم شراء أي عقار عشبي غير مسجل في وزارة الصحة، كما أدعو هيئة الغذاء والدواء السعودية إلى الإسراع في تنفيذ المهام المنوطة بها لحماية المواطن السعودي من تلك الادعاءات.
يقال إن إجراءات التجميل لم تعد حكرا على المرأة، بل إن الرجال أيضا يجرونها.. فما الإجراءات التي يتوجه لها الرجل عادة، وما الأسباب، وما رؤيتكم؟
أهم الإجراءات الرجالية تتم لإخفاء التجاعيد في الوجه وكذلك يميل عدد أكبر من الرجال إلى إجراء لمنع التعرق في اليدين والإبطين، كما يهتم بعض الرجال بإزالة الشعر بالليزر خاصة من كان لديه زيادة مفرطة، كما يقوم عدد ليس بالقليل بإجراء عمليات شفط الدهون ويتفوق الرجال في إجراء عمليات زراعة الشعر لحل مشكلة الصلع الذكوري المتأخر.
كم تبلغ تكلفة الإجراءات التجميلية السنوية في المملكة والعالم، وهل قطاع الصحة التجميلية واعد، وهل هناك تزايد في إجرائها بالمملكة؟
من الصعب تحديد التكلفة محليا لعدم توافر إحصاءات، إلا أنها عالميا تقدر بمئات المليارات سنويا وتزيد نسبتها كلما كانت إجراءات عيادية أو مكتبية أو ذات اليوم الواحد، وقد لوحظ في السنوات الأخير نمط تناقصي للعمليات الجراحية وتزايد ملحوظ للإجراءات الجراحية، حيث بلغت عمليات الحقن بمادة طبية معروفة أكثر من خمسة ملايين إجراء بزيادة أكثر من 500 في المائة خلال عدة سنوات، ويعتبر الإجراء الأول بلا منازع في معظم الدول الغربية.
كيف يتم إخفاء التجاعيد؟
حينما تنقبض عضلات الوجه فإنها تؤدي إلى حدوث أخاديد جلدية مختلفة العمق في المناطق بين العضلات وتختفي حال انبساطها، إلا أنه مع مرور الوقت خاصة مع التقلص المستمر لهذه العضلات، فإن هذه الأخاديد تبقى وتكون أكثر عمقاً خاصة بين العينين وحولهما وفي الجبهة، ويمكن إضعاف أو شل هذه العضلات بشكل محكوم لتختفي التجاعيد بشكل كامل وتستعمل الحقن لإخفاء هذه التجاعيد مؤقتاً ويمكن تكرار الحقن حسب الحاجة.
انتشرت عمليات نفخ الشفتين وغيرها، فهل لها مضاعفات وخطورة، ومتى يتم اللجوء إليها، وهل لها أعراض جانبية، وما أهم المواقع من الجسد التي توضع هذه المادة فيها، وكيف تتم العملية؟
يتم حقن الشفتين للنساء ــــ عادة ــــ لإعطائها حجما أكبر أو لتحديد وإبراز معالمها أو لزيادة استدارتها، وهي بشكل عام إجراء بسيط يتم في العيادة وتغادر المريضة بعده إلى المنزل مباشرة ويمكن عملها لأي سيدة تقريبا، وتزداد الحاجة لها بعد الـ 50 للضمور الحادث مع تقدم السن.
أهم المضاعفات حدوث تورم مؤقت في الشفاه يزول خلال ساعات، ويمكن استعمال المواد نفسها لحقن العديد من الأجزاء في الوجه لتخفيف الثنية الأنفية الخدية التي تبدأ من زاوية الأنف إلى زاوية الفم، وذلك لأن عمقها يزداد مع السن، وقد تظهر الشخص في عمر أكبر، كما يمكن حقنها في الأنف للتغلب على بعض العيوب الشكلية، كما يتم حقنها في العديد من الأجزاء في الوجه كالتجاعيد الخفيفة حول العيون أو الشفتين أو للأخدود الدمعي تحت العينين.
ما نصيحتكم لكل من يرغب في القيام بإجراء تجميلي خاصة النساء؟
أولا يجب اللجوء إلى المختص المعروف عنه إتقانه لذلك الإجراء، كما يجب التأكد من أن الطبيب مصرح له ومخول من قبل الجهات الرسمية، كذلك أنصح بعمل استشارة عند الطبيب قبل الإجراء يتم فيها معرفة محاذير ومضاعفات الإجراء ومعرفة الأمور الواجب تجنبها بعد الإجراء كالتعرض للشمس أو الخروج خارج المنزل وتحديد الوقت اللازم للتعافي منه بعد القيام به ومعرفة إذا كانت هناك حاجة إلى أخذ وقت إجازة، وأخيرا معرفة تكلفة الإجراء.