دروس للحياة والاستثمار من أب

عندما صار شابا يافعا، عمل روجرز في متجر عمه يبيع الشطائر والتبغ للعمال الذين يعملون في أحد المصانع القريبة. وكان يعمل بجد حتى إن عمه أعطاه زيادة في الأجر غير متوقعة دون أن يطلبها. وحصل فيما بعد على وظيفة مع مقاول بناء واستمر في التقدم واكتساب الخبرات.
ومع كل الظروف التي مر بها، إلا أنه لم يهمل التعليم حتى ذهب إلى جامعة أكسفورد، وقرر دراسة إدارة المال. وفي سن الـ 30 أسس مع زميله في العمل جورج سوروس شركة كبيرة وتقاعد عندما بلغ عامه 37 ليسافر حول العالم في رحلة قطع فيها 100 ألف ميل على دراجة بخارية، و152 ألف ميل في سيارة. وكتب هذا الكتاب مهديا إياه إلى ابنتيه.
عندما أدرك روجرز أنه فعلا يستمتع بالاستثمار، قرر أن يتخذ منه مهنة. وهو يؤمن أنه ما كان ليحقق ما حققه من نجاح في هذا المجال لو أنه امتهن أي مهنة أخرى. كان يشعر أن أسوأ جريمة قد يرتكبها المرء في حق نفسه هي أن يتخذ مهنة لا يحبها. ويرى أنه على المرء أن يدرس جيدا ميوله وهواياته ليعرف المسار الذي يمكنه أن ينجح فيه. فإذا ما أحب المرء ما يفعل فسوف يكون مبتكرا وناجحا فيه. كما يقدم روجرز النصائح التالية لابنتيه:
ــ كن واثقا في نفسك وملتزما بالأخلاق: احترم القانون دائما، فهذا هو الصحيح، والملتزمون بالأخلاق لا يتورطون في مشكلات قانونية.
ــ تأكد من الحقائق: لا تجعل الآمال الجامحة تحركك، وإنما اجعل عقلك حكما.
ــ وفر من أموالك: حتى لو كان أصدقاؤك ينفقون على العيش في مستوى عالٍ من الحياة، ويشترون الملابس الغالية، ونزهات مكلفة، وباقي المتع. قبل أن تنفق المال تأكد من أن الأمر يستحق.
ــــــ اعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك: يرتكب كل منا أخطاء، إلا أن علينا الاعتراف بها والتعلم منها.
ــ لا تخاف من التغيير: رحب به. إن المستثمرين الذين يولون اهتماما كبيرا للتغيير يمكنهم تحقيق الكثير من النجاح.
ـــ اصنع حظك بنفسك: إن أكثر الناس حظا هم أكثرهم اجتهادا، وهذا هو المعنى الحقيقي للحظ. لهذا يجب على المرء أن يؤدي ما عليه باستمرار.