7 دروس للقيادة في الكوارث
بعد هذه اللحظة نبدأ في فهم الواقع والتخلي عن الأوهام المريحة. وهذا هو الدرس الأول في إدارة الكوارث الذي يقدمه الكتاب: مواجهة الواقع مهما كان كريها. فكثيرا ما يؤدي إنكار الواقع إلى تفاقم المشكلات. وفي إدارة الأعمال، يلعب التفاؤل دورا فهو يتيح لنا الفرصة للسعي وراء الأهداف التي قد يظنها الكثير بعيدة المنال.
والخلاصة هي أنه ليس بمقدور أحد أن يستمر في إنكار الواقع إلى ما لا نهاية. فإذا ما كانت هناك مشكلة ـ مهما كانت صعوبتها ـ لا بد من الاعتراف بها ومعالجتها. فتجاوز أزمات الشركات يبدأ دائما بالشفافية.
بعد الإنكار، تأتي مشكلة الانسحاب بالتركيز على جوانب المشكلة الواقعة تحت السيطرة الشخصية. فالدرس الثاني في التعامل مع الكوارث هو طلب المساعدة المتخصصة. فأي مأزق تواجهه الشركة ويستحق إطلاق مصطلح كارثة عليه، لا بد أن يحتاج إلى جهود فريق عمل لمعالجته. إذ إن جهود الفريق كفيلة بمواجهة أي تسويف في الاستجابة للمشكلة.
يدعو الدرس الثالث إلى العثور على السبب الجذري للأزمة وهو ما لا يتأتى من الانطباعات الأولى وإنما يحتاج إلى دراسة جميع جوانب المشكلة جيدا، والإلمام الجيد بسياقها. كما أن تجنب التغير الأساسي بحثا عن الحل غالبا ما يتيح الفرصة لظهور كارثة أخرى في وقت لاحق.
إن دور القائد هو أن يجمع شمل المؤسسة، ومن ثم فإن معرفة أسباب المشكلة سيساعده على التعامل مع التوابع المخيفة للتغيرات الأساسية. غالبا لا تصلح التعديلات البسيطة لعلاج الكارثة، بينما الحل الوحيد يكون هو فهم الصورة الكاملة.
الدرس الخامس: الاستعداد للرحلة الطويلة. من الممكن أن تضرب الكارثة فجأة وقد تستغرق وقتا في التراكم والتفاقم إلى أن تصل إلى ذروتها. إلا أن الرحلة الطويلة التي تنتظر الشركة بعد وقوع الكارثة والبدء في معالجتها هي فترة التعافي التي تستجمع فيها الشركة قوتها وتعيد بناءها.
الدرس السادس: استغلال الكارثة لتقليل الهدر. يمكن أن تكون ظروف الكارثة فرصة مناسبة لإدخال التغييرات التي تحتاج إليها الشركة. فمثلا في أوقات إفلاس الشركات، يبدي العمال والموظفون استعدادهم لتحمل تخفيض الرواتب وزيادة ساعات العمل مثلا مقابل الاحتفاظ بوظائفهم ومن ثم تتاح الفرصة للشركة للإسراع في استعادة عافيتها.
الدرس السابع: استغلال الكارثة للنمو النشط. يمكن أيضا أن يكون وقت الكارثة وقتا مناسبا لتركيز نشاط فرق العمل على تحقيق أهداف جديدة. لقد انتهت فكرة أن الكارثة هي وقت لا بد من التركيز فيه على الاستمرار والبقاء حتى تعود الأمور إلى طبيعتها وصار القائد المتميز هو الذي يركز ـ حتى في أوقات الكوارث ـ على النجاح والازدهار وليس على مجرد البقاء والاستمرار.