الطوارئ من فروع الطب النادرة في المملكة!

الإصابات والمشكلات الصحية الطارئة متنوعة وتنغص حياة الكثيرين في أوقات مختلفة. وفي كثير من الأحيان تصيب المريض وذويه بحيرة شديدة عند اختيار المنشأة الصحية التي يمكن أن تقدم الاستشارة والتدخل الطبي أو الجراحي بشكل دقيق وسريع، وكثير من التساؤلات تدور في ذهن المراجع وهو في طريقه لقسم الطوارئ، منها هل هناك كل التخصصات التي من الممكن الحاجة إليها، وماذا عن التجهيزات والاستعدادات؟ وما المعايير التي تدل على نجاح قسم الطوارئ في أداء الخدمة أو فشله؟ والحيرة أكثر عندما يكون المصاب طفلا.
أسئلة كثيرة نحاول الإجابة عنها من خلال هذا الموضوع عن الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي عاجل والمعايير والمواصفات التي لا بد من توافرها في قسم الطوارئ وغيرها من الأسئلة التي تثير علامات استفهام لدى الكثيرين.

#2#

الطوارئ من الفروع الطبية النادرة

يعد طب الطوارئ فرعا من فروع الطب النادرة في السعودية، كما هو الحال في معظم دول العالم حيث يتعامل الطبيب مع الحالات الطارئة كالإصابات والحوادث المرورية والحالات الباطنية الحادة وتشخيص السكتات الدماغية والنوبات القلبية والجروح الخطيرة، إضافة إلى الكثير من الحالات التي تتطلب تدخلا طبيا سريعا للغاية.

كثرة الحوادث المرورية

إن لطب الطوارئ أهمية نكاد نعجز عن وصفها في السعودية ولأسباب عديدة، منها كثرة الحوادث لدينا، فحوادث السيارات بشكل خاص كثيرة جداً نفقد فيها الشباب في سن صغيرة، وكذلك الحوادث الناتجة عن إهمال الأطفال وأيضا هناك الحالات الباطنية الطارئة التي تحتاج إلى المتابعة مع الأطباء ويأتي اهتمام كثير من المستشفيات بهذا القسم إيمانا منها بالدور الفاعل الذي تقوم به في تقديم خدمة طبية متميزة ترقى لتطلعات المراجعين.

إنقاذ حياة المريض المهمة الأولى
إن المهام التي يقوم بها الطبيب في ''طب الطوارئ'' كثيرة وباختصار هي تتمحور حول التشخيص السريع والعمل على استقرار الحالة الحرجة في أقل وقت ممكن. والساعة الذهبية للحالة هي الساعة الأولى بعد الإصابة سواء كانت حادثا أو غيرها وواجب الطبيب العمل على إنقاذ المريض في الساعة الأولى واستقرار حالته بشكل عام.

الخبرة والمهنية لهما دور كبير

لذا فإن طبيب الطوارئ يتعامل مع حالات الكسور، الجروح، الحالات الباطنية الحادة والجراحية والأزمات القلبية وتشخيصها تشخيصا سريعا وهو أمر مهم جداً لإنقاذ المريض لأنه إذا لم يتم إنقاذه بالعلاج المحدد سيؤدي إلى كوارث ومضاعفات له، فطبيب الطوارئ لا بد أن تكون لديه المهارة التي تمكنه من التعامل مع الحالة الحرجة ولا ننسى ما للخبرة من دور عظيم في قدرة الطبيب على التعامل بشكل مهني ومحترف مع مختلف الحالات.

إصابات تستدعي التدخل الفوري

أقسام الطوارئ في كثير من المستشفيات تكون هي أول قسم يزوره المريض خاصة أن هناك العديد من الحالات المرضية الطارئة التي تستدعي تدخلاً طبياً في أسرع وقت، وهناك الكثير من الإصابات التي تحتاج إلى التوجه الفوري لقسم الطوارئ منها على سبيل المثال الإصابات المرورية والحوادث والكسور وحالات ضيق أو صعوبة التنفس، حالات آلام الصدر وإصابات الجروح العميقة والعادية وكذلك حدوث فقدان مؤقت للوعي أو انخفاض في مستوى الوعي أوتشنجات، مشاكل القلب، آلام شديدة في البطن، كما يستقبل أيضاً حالات القيء أو الإسهال، حالات الحروق أو التعرض لمواد كيماوية، النزيف للحوامل، حدوث صداع شديد ومفاجئ.

#3#

إصابات الأطفال

طوارئ الأطفال تستقبل الذين يعانون وجود تقيؤ أو إسهال مع نقص في النشاط، أي ارتفاع في درجة الحرارة لحديثي الولادة، أو ارتفاع درجة الحرارة دون استجابة لمخفضات الحرارة في الأطفال أكبر من سنة، صعوبة في التنفس، أو عندما تشعر الأم بأن الطفل ليس في وضعه الصحي المعتاد، إضافة إلى الكسور وخلع الكتف والمشكلات الصحية التي قد تصيب الجهاز الهضمي.

استشاري طوارئ أطفال 24 ساعة

ووفق المعايير الدولية لا بد من توافر استشاري طوارئ أطفال على مدار الساعة للتعامل مع مثل تلك الحالات الطارئة، حيث تتم معالجة جميع الحالات الباطنية والحميات وارتفاع الحرارة، والقيء، وغيرها من الحالات الطارئة التي يعانيها الأطفال وهو ما يعكس الاهتمام الخاص بهذه الفئة بالشكل المطلوب.

سيدات في حاجة ماسة إلى الاستشارة والتدخل الطبي

تحتاج النساء خاصة في مراحل الحمل والولادة كثيراً ما تواجههن مشكلات كثيرة ويكن في حاجة ماسة إلى الاستشارة والتدخل الطبي بشكل عاجل مثل النزيف ومشكلات الولادة، إضافة إلى الإصابات الأخرى التي قد تحدث لأي شخص مثل صعوبة التنفس ومشكلات القلب والحوادث المرورية والكسور وغيرها.

المتابعة الفورية لمرضى القلب

تعد آلام الصدر من أكثر الأمراض التي تتطلب متابعة فورية نظرا لانتشارها وما قد تعنيه تلك الحالات من إمكانية تأثر الحياة بها، حيث يعد عامل الوقت مهما جدا لتقديم العلاج المناسب للحصول على أعلى قدر من الاستفادة وتجنب الكثير من المضاعفات، حيث إن حدوث مثل تلك الآلام يكون بسبب احتشاء في عضلة القلب وقد تحدث تلك الأعراض عند مرضى السكري، والضغط، والمدخنين، والمصابين بتصلب الشرايين وأجري لهم قسطرة وتوسيع لشرايين القلب.

المستشفيات المجهزة توفر الوقت والجهد

هذه بعض الأعراض التي من الممكن أن تكون نتيجة أمراض حادة قد تحتاج إلى تدخل طبي سريع، ولا يمكن معالجتها بغير مستشفيات مجهزة ولديها الإمكانات للتعامل مع مثل هذه الحالات حتى توفر على المريض الوقت والجهد.

فريق طبي موجود على مدار الساعة

أقسام الطوارئ تقوم بتقديم خدمة نوعية ذات جودة عالية، كماً وكيفاً من خلال استشاريين في التخصصات كافة موجودين على مدار الساعة ويتم استدعاؤهم في أي وقت إذا اقتضت الحالة الصحية للمريض، إضافة إلى ضرورة تأمين عدد من أحدث الأجهزة للإسعاف القلبي وتخطيط القلب والتنفس ومراقبة العلامات الحيوية وغيرها، إضافة إلى وجود إسعاف نسائي متخصص لاستقبال الحالات كافة الطارئة، كذلك لا بد أن تكون أقسام الطوارئ مجهزة بشكل متكامل للإنقاذ السريع للحوادث المرورية والإصابات والكسور.

تكامل الخدمة

كما أنه لا بد من تكامل الخدمة في هذا القسم الحيوي، حيث من الضروري وجود فريق متكامل من الاستشاريين في كل التخصصات كالقلب والعيون والجهاز الهضمي والباطنية والعظام والجراحة العامة والصدرية واستشاريين في طب الطوارئ، وطوارئ الأطفال بما يمنح المريض علاجا سريعا وسليما من استشاري متخصص على مدار الساعة.

سرعة التدخل تحمي المريض

ينبغي أن يكون الفريق الطبي متكاملا ليغطي الحالات كافة وفي كل الأوقات إذ تجب مراعاة وجودهم بالقرب من المستشفى وعلى أهبة الاستعداد للاستدعاء في أي وقت، مما يمنح المريض سرعة في التدخلات التشخيصية والعلاجية في أي تخصص يحتاج إليه وفي أي وقت على مدار 24 ساعة.

استشاري عظام لتقديم الإسعافات الأولية

من الضروري وجود استشاري متخصص في جراحات العظام والعمود الفقري وذلك لتقديم الإسعافات الأولية لحالات الكسور الناتجة عن حوادث السير والحالات الطارئة الأخرى ومتابعة الحالة وإجراء العمليات الجراحية التي قد تحتاج إليها مثل تلك الإصابات.

عناية فائقة لمرضى القلب

إضافة إلى ذلك لا بد من وجود استشاري قلب لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية لمرضى القلب الذين يحتاجون إلى متابعة فورية أو إنعاش قلبي بشكل سريع أو مرضى الذبحة الصدرية وغيرها.

أقل وقت للوصول إلى غرف العمليات

هناك معايير وتوصيات عالمية لا بد من أخذها بعين الاعتبار عند تصميم أقسام الطوارئ أهمها ضمان انسيابية الحركة والخصوصية في التعامل مع كل حالة أثناء التدخل الطبي، ويوفر أقل وقت في الوصول إلى الخدمة ومن أهمها تخصيص طرق خاصة للحالات الحرجة والطارئة تؤدي إلى مصعد خاص للانتقال لغرف العمليات وغرف الولادة للحالات النسائية بشكل فوري ومريح.

السرعة والدقة مع الملف الإلكتروني

لضمان سرعة تقديم الخدمة لا بد من الاعتماد على الملف الإلكتروني بشكل كلي، حيث إنه يمكن الطبيب المعالج من الاطلاع على تقرير مفصل عن حالة المريض والمعلومات الأولية من خلال الأشعة والتحاليل المخبرية التي تم إجراؤها له والتاريخ المرضي الأمر الذي يوفر الوقت والجهد ويساعد على التشخيص السريع ويحدث فارقا واضحا في العلاج.

سيارات إسعاف مجهزة

سيارات الإسعاف هي من أهم تجهيزات أقسام الطوارئ إذ إنها في كثير من الأحوال تمثل وحدة عناية مركزة ICU متنقلة ولا بد أن يكون فيها خط هاتف ساخن يسمح بالاتصال بفريق كامل من الاستشاريين للتجهيز والتدخل في الحالات الحرجة.
تقنيات متطورة للفحوص والتحاليل

التجهيزات الطبية في قسم الطوارئ تكون في الغالب لتوفير العناية السريعة لكثير من الحالات ومنها أجهزة فحص ومراقبة العلامات الحيوية وتخطيط القلب، إضافة إلى الأجهزة المتوافرة بأقسام الأشعة والمختبر، حيث يحتاج إلى عدد من الفحوص الإشعاعية مثل الرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي المقطعي وغيرها التي تسهم في تشخيص الحالة بشكل دقيق وسريع، والمختبر يقوم بعمل تحاليل روتينية لأي مصاب من فحص الدم وغيره.

ضرورة توافر التخصصات كافة

العنصر البشري له دور كبير ومهم في تقديم الخدمة المتميزة التي تواكب رغبات وطموحات مراجعي أقسام الطوارئ في مختلف المستشفيات، لذا فإن الكوادر الطبية والتمريضية في هذا القسم لا بد أن تكون حاصلة على أعلى الشهادات في الإسعافات الأساسية والإنعاش القلبي المتقدم، إضافة إلى إنعاش الأطفال والمواليد والتعامل مع الحالات الحرجة والحوادث المرورية والتخصصات الطبية الأخرى كالقلب والعظام والعيون وغيرها.

طاقم إسعاف نسائي

لتوفير الخصوصية والراحة التامة للمرضى لا بد من توفير قسم إسعاف نسائي متكامل لاستيعاب الحالات كافة الإسعافية النسائية ومجهز لإجراء عمليات الولادة الطبيعية والقيصرية إن تطلب الأمر، وإجراء التدخلات الطبية والجراحية لكثير من الحالات التي تصاب بها السيدات بشكل طارئ.

تدريب وتعليم مستمر

عموما لا بد من تزويد الكادر الطبي والتمريضي في القسم بكل ما هو جديد في مجال الطوارئ من خلال التدريب والتعليم الطبي المستمر والاهتمام الخاص بمعاملة المرضى بأسلوب متميز ينعكس بالراحة والطمأنينة على نفوسهم.