استطعنا شق قنوات تمويل تتسم بالاستمرارية والثبات لمواجهة تكاليف التشغيل

استطعنا شق قنوات تمويل تتسم بالاستمرارية والثبات لمواجهة تكاليف التشغيل
استطعنا شق قنوات تمويل تتسم بالاستمرارية والثبات لمواجهة تكاليف التشغيل
استطعنا شق قنوات تمويل تتسم بالاستمرارية والثبات لمواجهة تكاليف التشغيل

أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، أن مجلس الإدارة استطاع في الفترة الأخيرة شق عدد من قنوات التمويل التي تتسم بالاستمرارية والثبات لمواجهة التزايد المطرد في تكاليف تشغيل مراكز الجمعية وتغطية تكاليف المشاريع الخدمية والوقفية الجديدة للجمعية.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن مؤشرات الموازنة المالية للجمعية كانت تشير إلى أنها بحاجة إلى مبلغ يزيد على 100 مليون ريال سنوياً خلال السنوات المقبلة، وهو ما يعني أن الجمعية باتت تواجه تحدياً يتمثل في كيفية ضمان استمرارية خدماتها المجانية، لكن وبتوفيق من الله ثم بجهد العاملين في الجمعية وتفاعل المؤسسات والشركات تمكنا من شق قنوات تمويل جديدة تتصف بالاستمرارية والثبات للسيطرة على الموقف.

#2#

#3#

وأفاد الأمير سلطان بن سلمان في لقاء له مع "الاقتصادية" والذي يأتي بالتزامن مع اجتماع الجمعية العمومية لجمعية الأطفال المعوقين الذي سيعقد غدا (الثلاثاء) في مقر الجمعية في الرياض ، بأنه تم ابتكار الكثير من البرامج والأنشطة الخيرية التي تستهدف الوصول إلى فئات مختلفة من المجتمع واستقطاب الدعم.
وتوقع الأمير سلطان بن سلمان أن تصل إيرادات برنامج "دع الباقي لهم" الذي تنفذه أسواق العزيزية ـ بنده من خلالها دعوة متسوقيها للتبرع بما تبقى من هللات أو ريالات من قيمة مشترياتهم في الأسواق، إلى 20 مليون ريال خلال السنوات الثلاث المقبلة وسيتم إنفاقها في تشغيل مراكز جمعية الأطفال المعوقين وما تقدمه من خدمات مجانية لهم.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين إن الدورة التاسعة من عمر مجلس إدارة الجمعية شهدت نقلة في أداء الجمعية عززتها مجموعة من الإنجازات، كما أنها لم تخلُ من الصعوبات أيضا. إلى التفاصيل:

أنتم تستعدون حاليا لانتخابات دورة جديدة لمجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين. ماذا يحمل كشف حساب الدورة السابقة من نجاحات وصعوبات؟
لقد تبنى مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين خلال الدورة السابقة ثلاثة أهداف رئيسة شملت: استكمال مظلة خدمات الجمعية في المناطق التي تحتاج إليها، بناء شراكات استراتيجية لتعزيز دور الجمعية في مواجهة قضية الإعاقة، وتوفير مصادر تمويل دائمة تضمن استمرارية خدمات الجمعية.
وأستطيع القول إن الدورة التاسعة من عمر المجلس شهدت نقلة في أداء الجمعية عززتها مجموعة من الإنجازات، وإن لم تخلُ من الصعوبات، ويمكن تلخيص ما تم إنجازه خلال العام الأخير من الدورة على صعيد استكمال مظلة خدمات الجمعية.

محافظة الرس

قطعت الأعمال الإنشائية في مركز الأمير خالد بن سلطان لرعاية الأطفال المعوقين في محافظة الرس شوطاً كبيرا، عطفاً على ما واجه المشروع من صعوبات فيما يتعلق بتخصيص مساحة الأرض اللازمة، حيث تسلم المقاول الموقع، وبدأت الأعمال الإنشائية اعتباراً من بداية شهرتموز (يوليو) الماضي، ومن المقرر الانتهاء من الإنجاز في شهر حزيران (يونيو)2011م.

الباحة

تسلم المقاول الموقع في شهرتشرين الأول (أكتوبر) الماضي فقط بعد الانتهاء من أعمال تسوية الأرض؛ نظراً إلى الطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة، ومن المقرر -بمشيئة الله- تسلم المشروع خلال شهر آب (أغسطس) 2012م، علماً بأن المشروع حظي بمبادرة دعم متميزة من الشيخ على بن إبراهيم المجدوعي وأبنائه الذين تحملوا كافة تكاليف الإنشاء، والتي تصل إلى أكثر من 12 مليون ريال.

عسير

تجري الأعمال الإنشائية بخطى مرضية، حيث تسلم المقاول الموقع خلال شهر تموز (يوليو) العام الماضي، ومن المقرر استكمال الإنجاز خلال شهر آذار (مارس) العام المقبل.

جنوب الرياض

تتواصل الأعمال التنفيذية في مشروع المركز الواقع جنوب الرياض المقرر الانتهاء منه نهاية العام الميلادي الجاري.
أما على صعيد تطوير الأداء الخدمي فقد طبقت مراكز الجمعية خطط التوسع الرأسي في الخدمات لاستقبال الأعداد المتزايدة من الأطفال المتطلعين إلى برامج الرعاية، والذين وصل عددهم خلال العام المنصرم إلى 3018 طفلاً وطفلة. فقد شرعنا في تفعيل استراتيجية تطوير الأداء وإعادة الهيكلة الإدارية والفنية بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة المتخصصة، كما أنجزت الجمعية خطة لتطوير برامج الرعاية والتأهيل في مراكز الجمعية وفقاً للمستجدات العلمية والطبية تحت إشراف لجنة الرعاية.
وتواصل الجمعية تنفيذ برنامج العلاج بالبدلة الفضائية بنجاح ملموس وترحيب من أولياء الأمور عطفاً على نتائجه المتميزة، وقد تضاعفت أعداد الأطفال المستفيدين من هذا البرنامج، كما حقق برنامج دمج الأطفال الخريجين من مراكز الجمعية في مدارس التعليم العام والخاص، وللعام الـ 15 على التوالي نقلة غير مسبوقة، حيث وصل عدد الأطفال الذين استفادوا من البرنامج العام المنصرم إلى 242 طفلاً وطفلة، كما استكملنا تلبية احتياجات المراكز من الوظائف المتخصصة بما أهلها لتوفير برامج الرعاية باكتفاء ذاتي.

بناء شراكات استراتيجية

كان لجمعية الأطفال المعوقين السبق في ترسيخ ثقافة الشراكة بين الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المختلفة، ماذا تحقق في هذا الصدد خلال الفترة الأخيرة؟
على صعيد بناء شراكات استراتيجية مع عدد من الجهات المعنية وفي إطار السعي لحشد المساندة المجتمعية لرسالة الجمعية بما يعزز دورها في التصدي للإعاقة كقضية إنسانية اقتصادية واجتماعية، أكملنا حزمة من الشراكات مع عدد من القطاعات، منها:

القطاع الصحي

حيث تم توثيق علاقات التعاون مع عدد من المستشفيات المتخصصة، وفي مقدمتها: مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، ومدينة الملك فهد الطبية في الرياض، ومستشفى الملك فهد في المدينة المنورة، والمستشفى التخصصي ومستشفى النور في مكة المكرمة، وكلية طب الأسنان في جامعة الملك عبد العزيز، وأكاديمية التمريض في القوات المسلحة.

القطاع البحثي والعلمي

أولت الجمعية منذ تأسيسها الجانب البحثي أولوية خاصة، ويتصدر ذلك التعاون الدائم والتكامل مع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، إلى جانب مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض.

القطاع التعليمي

ترسخت على مدى سنوات علاقة تكاملية بين الجمعية وعدد من الجامعات الحكومية والأهلية، منها: جامعة الملك سعود، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، جامعة حائل، جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الأمير سلطان، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، هذا إلى جانب الشراكة مع وزارة التربية والتعليم في برنامج الدمج.

القطاع الإعلامي

كان للجمعية دور رائد في استنهاض دور الإعلام الحكومي والخاص في بناء رأي عام واع بقضية الإعاقة وقايةً وعلاجاً وتعاملاً، وتعد المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق في مقدمة الشركاء الذين كان لهم السبق في هذا الإطار، وتتواصل على مدى نحو عشرين عاماً تلك الشراكة المتفردة، هذا إلى جانب مساندة الصحف والقنوات التلفزيونية.

القطاع الاقتصادي

نستطيع القول إن الجمعية لديها الآن ظهير قوي من الشركاء الذين تربطهم بها اتفاقات طويلة المدى توثق لآليات التعاون بما يحقق مصلحة الجميع، ومن تلك الاتفاقات: البنك العربي الوطني، البنك السعودي البريطاني، مجموعة سامبا المالية، بنك الرياض، البنك السعودي الفرنسي، شركة العزيزية بنده المتحدة، أرامكو السعودية، شركة المجدوعي، الشركة السعودية للاتصالات، شركة اتحاد اتصالات (موبايلي)، شركة زين للاتصالات، شركة برافو، شركة المنتجات الحديثة، ومايكروسوفت.

القطاع الخيري

تفعيلاً لرؤية الجمعية كجمعية وطنية تسهم في تسخير إمكاناتها وخبراتها لمساندة العمل الخيري بوجه عام، وقضية الإعاقة بوجه خاص، قامت الجمعية بدور فاعل في المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية، وشرفت شخصياً بالاختيار رئيساً للمجلس التنسيقي لجمعيات المعوقين، وتتبنى الجمعية الكثير من البرامج المشتركة مع الجمعيات الخيرية في عدد من مناطق المملكة.

تكاليف تشغيل المراكز

يتردد دائماً أن الجمعيات الخيرية تواجه تحدياً يتمثل في الاعتماد على التبرعات كمصدر رئيس لتمويل خدماتها المجانية، الأمر الذي يهدد استمرارية تلك الخدمات، كيف واجهتم ذلك التحدي؟
تقول مؤشرات الموازنة المالية للجمعية إن هناك تزايداً مطرداً في تكاليف تشغيل المراكز، هذا إلى جانب تكاليف المشروعات الخدمية والوقفية الجديدة، الأمر الذي يصل بالموازنة إلى مبلغ يزيد على 100 مليون ريال سنوياً خلال السنوات المقبلة، وهو ما يعني أن الجمعية باتت تواجه تحدياً يتمثل في كيفية ضمان استمرارية خدماتها المجانية، وهو ما دعا مجلس الإدارة إلى إعطاء هذا الجانب أولوية خاصة خلال الفترة الأخيرة، وبتوفيق من الله ثم بجهد العاملين في الجمعية وتفاعل المؤسسات والشركات تمكنا من شق قنوات تمويل تتسم بالاستمرارية والثبات، منها:
إنجاز التصميمات المعمارية لمشروع وقف الأمير سلطان بن عبد العزيز في مكة المكرمة بتكلفة تقديرية تصل إلى نحو 50 مليون ريال، وتشكيل لجنة إشرافية عليا لحشد الدعم للمشروع تضم نخبة من العلماء ورجال الأعمال وأعضاء مجلس الإدارة.
تبني إنشاء وقف الأمير سلمان بن عبد العزيز الخيري، بتكلفة تصل إلى 45 مليون ريال، على أرض تمتلكها الجمعية في مكة المكرمة، الأمر الذي حظي بتفاعل مميز من أهل الخير، وتم - بحمد الله- الانتهاء من إعداد التصميمات المعمارية للمشروع.
توثيق التعاون مع شركة العزيزية بنده عبر اتفاقية لمدة ثلاث سنوات لدعم برنامج "دع الباقي لهم" وتخصيص عوائده لبناء مشروع خيري استثماري في مكة المكرمة، وتم -بحمد الله- إنجاز التصميمات المعمارية للمشروع، واختيار الأرض التي سيقام عليها.
أقر مجلس إدارة الجمعية، وبمباركة لجنة أوقاف الجمعية، تبني إنشاء وقف مكة المكرمة، ويضم مجموعة من قطع الأراضي المتجاورة التي تمتلكها الجمعية في مكة المكرمة، وسيتاح لأهل الخير والشركات والمؤسسات تبني إنشاء وحدات الوقف بحيث تطلق أسماء الداعمين على الوحدات.
توسيع دائرة برنامج "أجر كل شهر"، ليشمل الكثير من الشركات الوطنية والجامعات والجهات الحكومية بشكل ضاعف من إيراداته، وكذلك تم توقيع اتفاقية تعاون مع شركتي "الاتصالات السعودية"، و"موبايلي" لطرح برنامج الرسائل الإلكترونية وبرنامجي "قطاف" و"نقاطي" لحشد الدعم للجمعية.
ابتكار الكثير من البرامج والأنشطة الخيرية التي تستهدف الوصول إلى فئات مختلفة من المجتمع واستقطاب الدعم، كما شهد برنامج العضوية في الجمعية العمومية تفاعلاً كريماً خلال العام الماضي، كما تواصل برنامج العضوية الشرفية الذي يوثق عطاء الأعضاء كقدوة تحتذى. ولا ننسى أيضا الاستفادة من آليات التبرع عبر الصدقة الإلكترونية، بالتعاون مع كل من: بنك الرياض، مصرف الراجحي، بنك الإنماء، والبنك السعودي الفرنسي.

إنجازات ملموسة

ماذا عما التزمت به الجمعية تجاه قضية الإعاقة كقضية إنسانية اقتصادية اجتماعية وطنية؟ ما تقييمكم لما تحقق؟
ما أشرت إليه في سؤالك هو تشريف للجمعية باعتبارها جمعية وطنية تصدت لقضية الإعاقة بشمولية، وفي هذا الإطار شهد العام المنصرم وحده جملة من الإنجازات الملموسة منها:
- اختيرت الجمعية ضمن أفضل ثلاث مؤسسات طبية عربية متميزة في مجال العناية بالمريض، وذلك على هامش فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي الذي أقيم في دبي في الإمارات العربية المتحدة أخيراً، وحصلت الجمعية على هذا التقدير لتميزها ضمن مهرجان جائزة الصحة العربية للإنجاز والابتكار لعام 2010م، والذي شاركت فيه نحو 2700 جهة و600 متخصص يمثلون أكثر من 70 دولة حول العالم.
- حصل المتطوعون في الجمعية، ممثلين في شخصي، على جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز لخدمة أعمال البر في فرع التطوع للدورة التاسعة، وهو الأمر الذي يجسد ريادة هذه الجمعية ودور المتطوعين في مسيرتها.
- مع تنامي ثقة المجتمع بالجمعية تمت مضاعفة البرامج التدريبية التي تحتضنها مراكز الجمعية للمتخصصين والدارسين والعاملين في مجالات الرعاية والتأهيل والإعلام والتعليم بالتعاون مع أكاديميات وجامعات وخبراء.
- ظلت الجمعية شريكاً فاعلاً في الكثير من المؤتمرات المتخصصة والمهرجانات الثقافية والأنشطة الاجتماعية بهدف توطيد العلاقة مع فئات المجتمع المختلفة وحشد الدعم المجتمعي للقضية.
- حقق برنامج توظيف المعوقين والمعوقات الذي تتبناه الجمعية، بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص، تطوراً متميزاً خلال العام الماضي.
- تطوير برنامج جائزة الجمعية للخدمات الإنسانية لتمنح للأفراد والمؤسسات والمشاريع، وتوسيع دائرة المشاركة في الترشيح لجائزة التميز للمعوقين لفرد أو أكثر ممن تغلبوا على إعاقتهم وتميزوا في مجال من المجالات بصرف النظر عن التأهيل العلمي.

صعوبات واجهت الجمعية

ولكن هناك بالطبع العديد من الصعوبات التي تواجه العمل الخيري بوجه عام والجمعية بوجه خاص، نود أن نلقي الضوء على أهمها؟
ليس هناك عمل من دون تحديات أو صعوبات، ولكن الأهم هو الرؤية والرغبة والقدرة على تجاوز تلك التحديات، ونحن في الجمعية واجهنا خلال المرحلة الأخيرة بعض الصعوبات التي تم تخطيها بتوفيق من الله ثم بمساندة قطاعات عديدة من المجتمع، ومن تلك الصعوبات:
- ارتفاع موازنة تشغيل المراكز بشكل مطرد نتيجة تزايد أعداد الأطفال، وارتفاع تكلفة الخدمة، احتياج الأعمال الإنشائية في مشروعات المراكز الجديدة والأوقاف إلى مخصصات مالية تمثل عبئاً إضافياً على قدرات الجمعية‘ إضافة إلى تسرب الكفاءات المتخصصة العاملة في الجمعية نتيجة إغراءات سوق العمل وندرة أصحاب المهارات والخبرات في مجالات الرعاية والتأهيل.
ومن الصعوبات التي واجهت الجمعية أيضا انخفاض حصة الجمعية من التبرعات نتيجة تعدد المنافذ الخيرية، وتنامي ظاهرة المؤسسات الخيرية الخاصة (التي يتبناها الأفراد والشركات)، كما أن متطلبات المسؤولية الوطنية التي تتحملها الجمعية، سواء على صعيد استيعاب الأطفال المحتاجين للرعاية، أو على صعيد التدريب للكفاءات البشرية، أو على صعيد جهود التوعية والتثقيف، أو احتضان الجمعيات الناشئة في مجال الإعاقة والعمل الخيري بوجه عام، أو تنسيق الجهود مع الجهات الحكومية والأهلية، فتلك المسؤولية باتت تستلزم عبئاً مالياً وإدارياً وفنياً إضافياً على الجمعية.

قنوات لتجاوز التحديات

إذن كيف تم تجاوز كل تلك الصعوبات؟
نعم، لقد تم تجاوز تلك الصعوبات عبر عدة قنوات منها:
- الاستعانة بأحد بيوت الخبرة الاستشارية لإعادة هيكلة الجمعية، ووضع استراتيجية لتحسين السلم الوظيفي بما يتيح إعادة تقييم القدرات البشرية في الجمعية، والحفاظ عليها أمام إغراءات سوق العمل.
- التغلب على المشاكل الرئيسة، مالية كانت أو فنية أو إدارية، أمام بدء الأعمال الإنشائية في مشروعات المراكز الجديدة في كل من: عسير، والباحة، ومركز الأمير خالد بن سلطان في الرس، ومركز جنوب الرياض؛ الأمر الذي أتاح قطع شوط ملموس في الإنجاز، فيما تعثرت فكرة إقامة مركز جديد في جازان.
- حققت الجمعية نجاحاً غير مسبوق على صعيد توقيع اتفاقيات وشراكات طويلة المدى مع الكثير من الشركات والمؤسسات الوطنية والبنوك لطرح برامج تستقطب الدعم لميزانية التشغيل للمراكز.
- تحت إشراف مباشر من لجنة الاستثمار ومتابعة الأمانة العامة تواصلت بنجاح خطة استثمارات أوقاف مراكز الجمعية (واحة طيبة، واحة النظيم، واحة العزيزية، واحة المصيف، وقف الأمير عبد المجيد، وقف أم القرى، وقف الصيرفي)، وشرعنا في تبني حملة لحشد الدعم لمشروعات الأوقاف الجديدة (وقف الأمير سلطان بن عبد العزيز، وقف الأمير سلمان بن عبد العزيز، وقف مكة المكرمة).
- كثفت مراكز الجمعية من برامج التدريب للدارسين والمتخصصين في مجالات الرعاية والتأهيل، إلى جانب تبني تنظيم حزمة من الأنشطة الثقافية والتوعوية، منها ورش عمل وندوات ومحاضرات ولقاءات في عدة مجالات استفاد منها 3059 دارساً ومتخصصاً ومهتماً.
- التوسع في تنفيذ خطة تطوير برامج الرعاية والتأهيل، وتطبيق برامج تعليمية وعلاجية مبتكرة؛ الأمر الذي كان وراء اختيار الجمعية ضمن أفضل ثلاث مؤسسات طبية عربية متميزة في مجال العناية بالمريض، وذلك على هامش فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي الذي أقيم في دبي في الإمارات العربية المتحدة خلال العام الماضي.
- شهد برنامج توظيف المعوقين والمعوقات، بدعم من بنك ساب توسعاً ملحوظاً، سواء في أعداد المستفيدين منه الذين بلغوا (557 ) شخصاً، أو فيما يتعلق بجذب العشرات من منشآت القطاع الخاص للمشاركة فيه بعد تعميم التجربة، وتم خلال العام المنصرم فقط إقامة اثنين وثلاثين ملتقى للتوظيف في كل مراكز الجمعية.
- تفعيلاً لدور القطاع النسائي في مساندة رسالة الجمعية تم تبني الكثير من الأنشطة النسوية الخيرية والثقافية والتوعوية، سواء في مراكز الجمعية أو بالتعاون مع جهات خارجية (القرية التراثية ، مهرجان لون حياتهم، ملتقى العضوات، اليوم العالمي للإعاقة، الأسواق الخيرية، مهرجان براءة الألوان، والمناسبات الوطنية والاجتماعية).
- واصلت الجمعية خطتها لتوطين الوظائف وتطوير قدرات العاملين وتدريبهم لتأهيلهم لمراكز وظيفية أعلى، ورغم ندرة الكفاءات المتخصصة والمؤهلة في مجالات الرعاية إلا أن الجمعية نجحت في الوصول بنسبة السعودة في مختلف قطاعات ومجالات العمل في المراكز إلى 65 في المائة، الأمر الذي كان وراء حصول الجمعية على جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسعودة.

موقف خيري استثماري

أعلنتم أخيرا عن شروع الجمعية في إنشاء مشروع وقف خيري عملاق في مكة المكرمة، نود أن نلقي الضوء على هذا المشروع؟
بموافقة مجلس إدارة الجمعية ولجنة الأوقاف في الجمعية، تم الشروع في الإعداد لتنفيذ مشروع وقف خيري استثماري على مساحة من الأراضي تمتلكها الجمعية في مكة المكرمة تبلغ 44.690م2، وستخصص مداخيل ذلك الوقف لدعم ميزانية تشغيل مراكز الجمعية ومشروعاتها المستقبلية، ويبلغ عدد قطع الأراضي المخصصة لمشروع الوقف 68 قطعة.
وتحت إشراف اللجنتين الهندسية والاستثمارية في الجمعية تم إعداد تصميم أولي للمشروع يتضمن إقامة ثلاث عمارات وقفية يبلغ ارتفاع كل منها تسعة طوابق وهي عبارة عن شقق فندقية بإجمالي 90 شقة لكل عمارة، وسيطلق على تلك الأوقاف الثلاثة أسماء خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والأمير سلمان بن عبد العزيز، وقد حظيت المشروعات الثلاثة بكريم الموافقة على تسميتها، وتبلغ التكلفة التقديرية لتلك العمارات الثلاث نحو 150 مليون ريال.
وشرعت الجمعية في تبني حملة لحشد الدعم المادي والعيني لتلك الأوقاف، كما يتضمن المشروع إقامة 74عمارة سكنية، مساحة كل منها 600 م2 وبارتفاع أربعة طوابق لكل منها، وستتم دعوة الشركات والمؤسسات وأهل الخير لتبني إنشاء وحدات تلك الأوقاف، على أن يطلق عليها أسماء المساهمين. ومن المتوقع أن تبلع تكلفة إنشاء العمارة نحو (4،5) مليون ريال.
وجاء إعلان الجمعية عن إنشاء مشروع وقف خيري في العاصمة المقدسة يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز، كوفاء وعرفان من هذه المؤسسة الخيرية الوطنية الرائدة لأدوارهم حفظهم الله في رعاية مسيرتها وبرامجها منذ تأسيسها قبل نحو 26 عاما وحتى الآن، وكتجسيد للعلاقة المتميزة والتكامل الدائم بين الدولة ومؤسسات العمل الخيري ممثلة في الجمعية.

«دع الباقي لهم»

ماذا عن مشروع عملاء بنده، الذي تم الإعلان عنه أخيرا؟
اتفقت جمعية الأطفال المعوقين وشركة العزيزية ـ بنده على إنشاء مشروع خيري استثماري تخصص إيراداته لدعم نفقات تشغيل مراكز الجمعية وما تقدمه من خدمات مجانية للآلاف من الأطفال المعوقين، وتم الاتفاق على أن تؤمن الجمعية قطعة أرض قيمتها السوقية 20 مليون ريال، وتتبنى أسواق العزيزة بنده من جهتها برنامجاً لدعوة متسوقيها للمساهمة في إنشاء المشروع الخيري الاستثماري من خلال تبرعهم بما تبقى من هلالات أو ريالات من قيمة مشترياتهم في الأسواق، وسيطلق على المشروع، (مشروع متسوقي العزيزية وجمعية الأطفال المعوقين الخيري).
وتعد شركة العزيزية بنده نموذجاً للمؤسسات الوطنية الرائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية، من خلال تبنيها عددا من البرامج الخيرية وبرامج خدمة المجتمع في مقدمتها برنامج الوقف الخيري مع جمعية الأطفال المعوقين وبرنامج "دع الباقي لهم" الذي تم وضع استراتجية طويلة المدى لتطبيقه بما يضاعف من مردوده ويسهم في صياغة شراكة بين الجمعية وعملاء أسواق شركة العزيزية بنده. ومن المتوقع أن تصل إيرادات برنامج "دع الباقي لهم" خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى 20 مليون ريال ستسهم بها الشركة في المشروع الخيري الاستثماري للجمعية دعما لرسالة هذه المؤسسة الخيرية الرائدة.

عمق جذور الخير لدى
أبناء المملكة

أخيراً بماذا تفسرون هذا الإقبال الملموس من نخبة من رجالات وسيدات الوطن للمنافسة على عضوية مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين في دورته المقبلة؟
بداية أود أن أشير إلى إن الجمعية ستسعد في هذه الدورة بدخول المواطنات لعضوية مجلس الإدارة لأول مرة بعد موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية، وهي خطوة في اعتقادي ستضيف الكثير لمسيرة الجمعية، عطفاً على ما يمثله القطاع النسائي السعودي من حضور في مجال العمل الخيري، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن تلك المنافسة على الانضمام لعضوية مجلس الإدارة من نخبة من أبناء الوطن لهو تجسيد لما تحظى به هذه المؤسسة الخيرية الرائدة من مصداقية ومكانة لدى المجتمع، وتقدير لدورها الملموس في التنمية المجتمعية على مدى أكثر من ربع قرن، كما أن ذلك يعكس عمق جذور الخير لدى أبناء المملكة وحرصهم على أداء مسؤولياتهم تجاه وطنهم، فالإسهام في العمل التطوعي هو تتويج للانتماء والوعي والتكافل.

الأكثر قراءة