مقدار وتوقيت الدفعات
<a href="mailto:[email protected]">madkar999@hotmail.com</a>
هذه النقطة بالذات مهمة وتحتاج إلى بعض التفصيل. هناك طريقتان للدفع للمقاولين:
طريقة المستخلصات وطريقة الدفعات.
طريقة المستخلصات: تتلخص في قيام المهندس المشرف من طرف المالك بتقدير ما يقوم به المقاول شهرياً (أو حسب الاتفاق بين الطرفين) عن طريق حساب الكميات للأعمال المنفذة على الطبيعة ثم ضربها في سعر الوحدة ثم طرح نسبة الدفعة المقدمة أو أي ضمانات لحسن التنفيذ حسب العقد. فمثلاً خلال الشهر الأول قام المقاول بتلييس 1000 متر مربع كاملة. وسعر المتر في العقد خمسة (5) ريالات مثلاً. فإن مستخلص المقاول في بند اللياسة لهذا الشهر والذي يلزم دفعه له هو 1000 (×) 5 = 5000 ريال (-) 10 في المائة مقابل الدفعة المقدمة التي أعطيت للمقاول (-) 5 في المائة مقابل ضمان حسن التنفيذ. وهكذا في الشهر الثاني والثالث إلى نهاية العقد حيث يعمل مستخلص ختامي بجميع الأعمال المنفذة، وتعمل مقاصة للمقاول لمعرفة ما له وما عليه. وهذه طريقة الشركات والمؤسسات الحكومية وهي أدق وأعدل للطرفين. ولكنها تحتاج إلى طاقم هندسي يكون موجودا دائماً في الموقع يقوم بحساب الأعمال بشكل دوري.
طريقة الدفعات: هي السائدة في عقود الأفراد والمؤسسات الخاصة وتعتبر أسهل في التعامل وأوضح. ولكنها قد لا تتوافق مع الواقع. فقد يحصل المقاول على دفعات تمثل أكثر مما يستحق فعلاً. وهنا تكمن المشكلة. وهذا ما يعرف بالعقود غير المتوازنة. ولكون هذه النقطة بالذات مهمة جداً إضافة إلى أنها غير واضحة لغير المختصين فيلزم استشارة المهندس المختص لمعرفة الدفعات الحقيقية المقابلة لكل عمل ينتهي منه المقاول. وفيما يلي بعض الإرشادات والملاحظات الخاصة بالدفعات وبالعقود غير المتوازنة:
يفضل تعدد الدفعات وبالتالي انخفاض قيمتها. حتى يمكن إعطاء المقاول سيولة لتنفيذ العمل. وفي الوقت نفسه فرصة للمالك للمخالصة السهلة بين الطرفين في حالة عدم جودة التنفيذ.
احذر من التورط في العقد غير المتوازن وهو العقد الذي يحصل فيه المقاول في فترة بداية التنفيذ على مبالغ أكثر من القيمة الحقيقية للأعمال المنفذة خلال تلك الفترة. وبذلك قد يحصل المقاول على أرباحه كاملة خلال نصف المدة أو خلال ثلثي مدة العقد وتبقى أعمال التشطيبات الأخيرة مع التجهيزات بسعر التكلفة مما قد يجعل المقاول لا ينفذها أو على أقل تقدير يماطل في تنفيذها لعدم أهميتها بالنسبة إليه. وانتباهك لما بقي من إرشادات يجنبك العقد غير المتوازن.
يلزم ربط جميع أعمال المقاول بالدفعات حسب ترتيبها المنطقي في التنفيذ فمثلاً حفر وصب الخزان الأرضي يلزم الانتهاء منه مع صب القواعد وهكذا. مع ملاحظة أن عقود المصنعية لا تحتاج إلى دفعة مقدمة. فالمقاول لا يتكلف إلا نفسه ومعداته الخاصة به. إلا أن يكون ذلك من باب بناء الثقة بين الطرفين ووجود مؤسسة رسمية قائمة للمقاول.
بعض المقاولين لا يذكر عمل السور أو الخزانات من ضمن الدفعات حتى يكون له العذر في تأخير عملها وتسلم أكبر قدر ممكن من المبالغ وبذلك يكون العقد غير متوازن. فلاحظ ذلك وضع جميع الأعمال ضمن جميع الدفعات لإجبار المقاول على التنفيذ المتوازن مع الدفعات.
في عقود السباكة أو الكهرباء يلزم أن تكون الدفعات بعد الانتهاء من عمل مجدٍ وواضح المعالم. فمثلاً دفعة بعد تمديد واختبار مواسير الصرف الأفقية في كل دور، وهكذا.
احذر من طلب العمالة مبالغ مالية على هيئة سلف من حساب الدفعات، فإن ذلك معناه إعطاؤهم مبالغ مقدمة عن أعمال لم تنجز حتى الآن وهذا يجعلك تلاحق العامل لإنهاء عمله بدلاً من العكس.
الدفعة المقدمة مهمة للمقاولين الذين يحترمون أعمالهم ولهم أعمال وخبرة ومقر أعمال. أما العمالة السائبة التي تجوب الشوارع للبحث عن عمل فهؤلاء يلزم أن تحذر منهم ومن إعطائهم مبالغ مقدمة وإذا اضطررت إليهم فيلزم أن تكون محاسبتهم بعد أن يقوموا بالتنفيذ.