مزارعو البطاطس يشكون من غياب منافذ التسويق البيعية والتصنيعية
أكد عدد من مزارعي البطاطس في حائل، أن مشكلة التسويق وعدم وجود منافذ تسويقية وتصنيعية تستوعب الكميات المنتجة سنويا لا يزال يشكل أحد أهم التحديات التي تعيق نمو وتطور هذه الزراعة محليا، فضلا عن تسببها في تدني أسعار البطاطس وتقلب أسعارها بشكل مستمر.
وتعتبر البطاطس من أهم محاصيل الخضار المنتجة سواء على المستوى العالمي أو المحلي، كما تُعد من المحاصيل التي تعطي إنتاجية جيدة تحت الظروف البيئية في عدد من مناطق المملكة ومنطقة حائل تحديدا.
وأوضح لـ "الاقتصادية" عدد من مزارعي البطاطس أن الأسعار أخذت في الانخفاض التدريجي منذ مطلع تموز (يوليو) الجاري، حيث وصل سعر كيس البطاطس زنة 6.5 إلى أربعة ريالات بعدما كان يباع في بداية الموسم بعشرة ريالات. ويأمل المزارعون أنفسهم أن يعود الطلب على البطاطس مجددا خلال شهر رمضان المبارك الذي أصبح على الأبواب، كما يطمحون أن تعود الأسعار إلى طبيعتها.
وبين المزارعون أن ارتفاع درجة الحرارة الذي تشهده المملكة حاليا ومنطقة حائل تحديدا إذ تصل درجة الحرارة إلى 47 درجة أجبرت المزارعين على الإسراع في حصاد البطاطس، وذلك تحسبا لتعرضها للتلف.
هذا وتتميز منطقة حائل بإنتاج 46 في المائة من حجم الإنتاج المحلي ـ حسب آخر إحصائيات وزارة الزراعة السعودية ـ كما تتميز بتوافر عديد من مقومات الإنتاج الزراعي، حيث اتساع الأرض الصالحة للزراعة وتوافر مياه الري المناسب لكثير من المزروعات. وقد اتجه كثير من المزارعين في المنطقة تحت ضغط الحاجة إلى التغيير واستثمار المساحات الكبيرة المتاحة للإنتاج، نظراً لملاءمة مناخ المنطقة لزراعة البطاطس، فقد توسعت زراعة هذا المحصول في المنطقة، إضافة إلى إمكانية زراعة هذا المحصول ثلاثة مواسم في العام الواحد، وبالفعل برز إنتاج البطاطس في المنطقة بدرجة لافتة تحقق معها المنتج لأسواق المملكة وبعض أسواق دول الخليج.
وبدأت زراعة البطاطس في المملكة عام 1395هـ، حيث أُدخلت في الدورة الزراعية بعد زراعة القمح التي كانت سائدة سابقا، وكان نتيجة التوجه لزراعة البطاطس توقيع اتفاقية التعاون بين وزارة الزراعة والمياه في المملكة ووزارة الزراعة والبيئة والأسماك الهولندية، وكان الهدف منها التعاون في مجال تطوير وتحسين زراعة البطاطس والتوسع في زراعتها في السعودية.
وجاء اختيار البطاطس لعدة نقاط أهمها أنها أقل استهلاكاً للمياه من محاصيل الحبوب والأعلاف، وتنتج وحدة المساحة من البطاطس مادة جافة وبروتين أكثر مما تنتجه مساحة مماثلة من محاصيل الحبوب الرئيسية، وتمكن زراعتها على مساحات شاسعة وتحت أجهزة الري المحوري ما يوفر الاستفادة القصوى من وحدة المساحة وتطبيق الدورة الزراعية السليمة، وكذلك سهولة إحلال زراعة البطاطس محل القمح بعد توجه الدولة إلى تنويع المحاصيل الزراعية وترشيد استهلاك المياه، وإمكانية استخدام البطاطس في عدد من الصناعات الغذائية، وكذلك إمكانية تخزينها وتنظيم عرضها في الأسواق لحماية المنتج من تدهور السوق.
وتتضمن البرامج الزراعية المتبعة في أغلب الشركات والمزارع الكبرى، إعداد التربة للزراعة: يتم الإعداد لإجراء الحراثة العميقة المتعامدة على تربة مستحرثة (سبق ريها) ثم تقلب التربة وتسوى جيداً وبعد ذلك ينثر السماد ويتم خلطه بالمحراث القرصي وبعد ذلك تجرى عملية تسوية وتمهيد نهائية.
أما الخطوة الثانية فهي البذار: حيث يركز على أن تكون التقاوي جيدة وسليمة من الإصابات وجاهزة ومنبتة بشكل جيد، بحيث لا يقل عدد البراعم النابتة عن أربعة براعم لضمان كثافة نباتية عالية وإنبات سريع، وتعتبر التقاوي أهم عنصر من عناصر الإنتاج. وتُزرع البطاطس عادة على أبعاد 90 سنتيمترا بين الخطوط ومسافات 26 - 28 سنتيمترا بين الدرنات داخل الخط، وعلى أعماق 7 - 10 سنتيمترات بالعروة الربيعية و10 - 12 سنتيمترا بالعروة الخريفية (لإبعادها عن شدة حرارة سطح التربة قدر الإمكان). وتتم عملية التسميد من خلال الاحتياجات السمادية لمحصول البطاطس بعد تحليل التربة والمياه قبل الزراعة وتحليل الأنسجة النباتية أثناء الموسم.