وكالات السفر تعاني موسم مبيعات سيئا بسبب الاضطرابات العربية
فضل مواطنون ومقيمون البقاء داخل الرياض لقضاء إجازتهم الصيفية، رغم اعتياد بعضهم قضاءها خارجياً في الأعوام الماضية، ما ساهم في انخفاض حجوزات لدى وكالات السفر والسياحة إلى نحو 35 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وجعل هذا الموسم اعتيادياً على العاصمة، التي كانت تشهد خلوا نسبياً من سكانها في صيف كل عام.
وشبه عدد من العاملين في وكالات السفر والسياحة صيف 2011 بـ 2009، الذي شهد انخفاضا في الحجوزات من جراء تفشي مرض إنفلونزا الخنازير، وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، بينما الصيف الحالي شهد اضطرابات أمنية في بعض البلدان العربية التي كانت وجهة أساسية لسياحة البعض.
وبحسب ما أوضحه عدد من العاملين ومديري مكاتب السياحة والسفر في الرياض، أن مكاتبهم سجلت انخفاضاً واضحاً في حجوزات السفر للخارج هذا العام بنسب متفاوتة بين الدول تقدر بنحو 20 إلى 35 في المائة عن العام الماضي وخاصة في هذا الوقت الذي اعتادوا أن تكون فيه نسبة الحجوزات عالية وهي من 5 شعبان إلى 20 شعبان أكبر نسبة حجوزات في العام الماضي، مشيرين إلى أن الوضع يشابه نوعا ما انخفاض الحجوزات عام 2009. في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن نسبة الانخفاض تتعدى 35 في المائة.
وعزا العاملون في مكاتب السفر والسياحة ذلك الانخفاض إلى التداعيات السياسية التي تشهدها بعض الدول العربية، ولكنهم لاحظوا ارتفاعا طفيفا في معدل الحجوزات إلى الدول الأوروبية وارتفاعا نسبيا في حجوزات لدول شرق آسيا وخاصة من قبل المتزوجين الجدد، موضحين أن الحجز لبعض الدول العربية تفاوت بشكل مختلف حيث لا يوجد أي حجوزات من العائلات السعودية للسفر إلى سورية واليمن، وهناك بعض الحجوزات إلى مصر وتونس ولكن أغلبها خاص بالجاليات العربية المنتمية لتلك البلاد فقط.
وأشار أصحاب مكاتب السفر والسياحة إلى أن المملكة أصبحت منطقة جذب وسياحة دينية وترفيهية ومتنفسا مناسبا للأسر السعودية وكذلك للأسر المقيمة في المملكة في الوقت الحاضر بعد التطور الذي شهده قطاع السياحة في المملكة، إضافة إلى ما تشهده المملكة من مهرجانات وفعاليات متنوعة تقام في فترة الصيف بحيث تلبي جزءا مهما من حاجات تلك الأسر في مختلف مناطق المملكة، لافتين إلى أن فترة الصيف هذا العام يتخللها شهر رمضان المبارك الذي تفضل فيه الأسر السعودية البقاء بالقرب من أهاليهم وذويهم لقضاء الأيام المباركة من هذا الشهر الكريم.
وشجع هذا البقاء، اختيار الأسر حضور الفعاليات الصيفية التي تشهدها المدينة، وكذلك زيارة المجمعات التجارية التي بدورها نوعت في عروضها وفعالياتها الصيفية.
وهذا ما أكده لـ"الاقتصادية" وليد الحبيب المدير التنفيذي لـ"الرياض جاليري"، أن هناك تزايدا لزيارات الأسر للمجمع مقارنة بالأعوام السابقة، موضحا أن المجمع استطاع جذب 50 ألف زائر يوميا منذ بدء الصيف، وقال: "نتوقع أن يزداد العدد في الأيام المقبلة".
وسعت عدة جهات إلى يكون تنظيم مهرجان هذا العام مغايرا للأعوام السابقة، والذي تضمن فعاليات ترفيهية وثقافية وتوعوية من خلال مشاركة 14 مركزاً تجارياً وترفيهياً، إضافة إلى عروض التخفيضات التجارية ومشاركة أكثر من ألف شركة ومؤسسة لتلبية متطلبات سكان مدينة الرياض من مواطنين ومقيمين وزائرين.