ما يحتاج الجميع إلى معرفته
يستخدم أفراد هذه الفرق الأفكار القوية والأدوات الجديدة من أجل مجابهة أكثر المشكلات صعوبة في العالم. إنهم يسعون إلى إطلاق العنان للطاقات البشرية من خلال مساعدة الناس الذين يمرون بأزمات على مساعدة أنفسهم من أجل أن يعيشوا بكرامة. في الماضي كانت تطلق على مثل هؤلاء الناس صفات مثل: أصحاب الرؤى، والإنسانيين، وأهل الخير، والمصلحين، أو ببساطة القادة العظام. أما اليوم فيقال عنهم إنهم أصحاب المشروعات الاجتماعية وهم يوجدون في شتى مناحي الحياة. إنهم يؤسسون ويديرون ''المؤسسات الاجتماعية''، أي المؤسسات التي تستخدم التقنيات التجارية لمعالجة القضايا العامة الملحة.
على مر التاريخ، كان الناس يعانون مشكلات متعددة. ففي وقت ما كان أكثر من 75 في المائة من سكان الأرض عبيدا حتى نهاية القرن الـ 18، بينما كان معظم النسبة الباقية يعيشون في ظل الملوك أو الحكام المستبدين.
كان الفقر المدقع والمرض والتعرض للعنف تسود حياتهم الصعبة. حتى وقت قريب كانت التفرقة والتمييز والحرمان تثقل كواهل كثير من الجماعات المهمشة في مختلف المجتمعات. وإلى اليوم هناك كثير من الفئات في المجتمع لم تحصل على حقوقها الاجتماعية أو القانونية الكاملة.
ومع ذلك فقد بدأت الأمور تتحسن قليلا منذ السبعينيات بالنسبة لمجموعات الأقليات. فقد اختفى كثير من الأنظمة الديكتاتورية، وتوسعت الطبقة الوسطى على مستوى العالم، وتحسنت ظروف التعليم والرعاية الصحية والاتصالات لمئات الملايين من البشر حول العالم.
بالتزامن مع هذه التغييرات ظهرت الملايين من المؤسسات والمنظمات الجديدة التي تهدف إلى معالجة المشكلات من كل زاوية ممكنة. تعمل هذه المنظمات من أجل القضاء على الفقر وحماية حقوق الإنسان والحد من التدهور البيئي وغيرها من القضايا المهمة. لم يعد أولئك النشطاء يكتفون بانتظار الحكومات والشركات والجامعات لتولي القيادة. إن إجابات كثير من الأسئلة حول القضايا العامة اليوم يدخل في نطاق المعرفة العامة. إلا أن التحدي يكمن في أخذ أجزاء هذه المعرفة وتجميعها وصنع نموذج قابل للتطبيق منها. إن العمل الاجتماعي المنظم يتضمن مكافحة اللامبالاة وعدم الفهم، والصراع مع الأطراف ''ذات المصالح الخاصة''.
يتميز أصحاب المشروعات الاجتماعية: فهم يميلون إلى الاستقلال والانحياز إلى العمل. وتكون التحديات هي التي تحركهم. وغالبا ما لا تكون لديهم توجهات أيديولوجية معينة على الرغم من شده حماسهم لتحويل أفكارهم وأحلامهم إلى واقع.