التسويق على العملاء في عالم الجوال
في غضون سنة من افتتاح أحد مواقع الإنترنت الأمريكية للإعلانات المبوبة الخاصة ببيع وشراء السيارات، وصل عدد مستخدمي الموقع إلى نصف مليون. يحدد مستخدم الموقع مواصفات السيارة التي يريدها وماركتها والسعر المقترح ومكان تواجده. وبعد ثوان يكون لديه قائمة كاملة بالسيارات المطابقة لمواصفاته والمعروضة للبيع. والآن يضم هذا الموقع عشرة ملايين زائر شهريا.
في الوقت الحاضر يستخدم خمسة مليارات نسمة (أو 73 في المائة من سكان العالم) الهواتف النقالة في إجراء الاتصالات الهاتفية، في الاتصال بالإنترنت، وإرسال الرسائل، والوصول إلى الحسابات المصرفية، وشراء كل شيء تقريبا، والتحقق من حالة الطقس، ورصد الحركة المرورية، وعرض لقطات من الأفلام، وغيرها الكثير من الاستخدامات المتنوعة.
في 75 بلدا بما فيها روسيا وإسبانيا وأوروجواي وأيسلندا ونيوزيلندا، يتجاوز عدد الهواتف النقالة عدد سكان البلد. في عام 2010، كان هناك 45 مليون مشترك في شبكات الهاتف النقال يستطيعون الوصول إلى الإنترنت على نحو منتظم.
إن تكنولوجيا أجهزة الاتصال النقالة في موقف منافس قوي جدا في الوقت الحالي، وربما أكثر تقدما مما كان عليه الإنترنت في منتصف التسعينيات. في ذلك الحين كانت البنى التحتية للإنترنت ما زالت في طور التطوير، أما اليوم فإن أجهزة الاتصال النقالة مكيفة تماما لاستغلال شبكات الإنترنت القوية.
إن الكثير من مطوري صناعة الهواتف النقالة أتوا من خلفيات رقمية ولديهم خبرة عملية في نماذج الأعمال على الإنترنت، بما في ذلك النموذج الرقمي التفاعلي لتكنولوجيا الموبايل. تتشارك تكنولوجيا الهاتف النقال العديد من سمات الكمبيوتر، وتتمتع أيضا بمزايا فريدة من نوعها، منها على سبيل المثال:
ــــ أنها شخصية: غالبا ما يتشارك أكثر من شخص في استخدام أجهزة الكمبيوتر والتلفاز، بينما نادرا ما يتقاسم اثنان جهاز الهاتف النقال.
ــــ قدرات الاتصالات المتعددة: تتيح الهواتف النقالة الاتصال عن طريق الصوت أو الكتابة أو تسجيل الكلام. كما يمكن إنشاء وإرسال واستقبال الصور وأشرطة الفيديو، فضلا عن الرسائل النصية المقروءة والمسح الضوئي.
ــــ الوقت والموقع والعرض والطلب: يمكن لمتخصصي التسويق اكتشاف مواقع العملاء ووضع خطط رسائلهم الإعلانية بناء على هذا.
ــــ قاعدة مثبّتة: قاعدة تكنولوجيا الهاتف المحمول للعملاء تقترب من 100 في المائة في كثير من البلدان وتبلغ 94 في المائة في الولايات المتحدة.
ــــ التركيز على العميل: في الشاشة الأولى كانت الشركات المعلنة هي المتحكمة، أما مع الشاشة الثالثة فإن مقاليد الأمور جميعها في يد المستخدم.