ثقافة الأسهم فنون تدر الملايين
أعتقد أننا في المملكة العربية السعودية أصبحنا في حاجة ماسة إلى ما يسمى بثقافة الأسهم، لأن الشائعات وقلة الشفافية تؤثران سلبا في قرار شراء سهم أية شركة، فهناك نحو أربعة ملايين محفظة استثمارية تعمل داخل سوق الأسهم معظم أصحابها لا يدرون شيئا عن تفاصيل الشركة أو السهم الذي يشترونه.
وقد كشفت الاكتتابات السابقة، خاصة اكتتاب إعمار المدينة الاقتصادية أكثر من عشرة ملايين مكتتب وبنك البلاد 8.7 مليون مواطن يمثلون حوالى نصف المواطنين واكتتاب شركة المراعي الذي تجاوز 1.65 مليون مكتتب.
لقد لاحظت عدم وجود ما يسمى بثقافة الأسهم، فمعظم الناس يشترون أسهما في الشركات ولا يدرون كم تقدر نسبة الأرباح السنوية للسهم، فضلا عن الفترة الزمنية لاسترداد قيمة السهم، ومعلومات أخرى حول القيمة السوقية لأسهم شركة ما ... أو غيرها من المعلومات الأخرى المتعلقة بالأسهم وأسعارها.
ويظهر ذلك من خلال عدم دراية البعض عما يدور داخل هذا السوق وعدم استجابتهم لتحليلات المتخصصين في هذا المجال الحيوي، وهذا السوق الضخم في المملكة، فأرى أن المحللين في قطاع الأسهم ينادون في وادٍ والمستثمرين في وادٍ آخر لا يستجيبون لتحذيرات أو نداءات هؤلاء المحللين، وعندما يحدث هبوط في الأسعار نشاهد طرفي القضية يتحدثون، المواطنون يشكون من انخفاض أسعار أسهم ويحسبون قيمة خسائرهم جراء ما حدث وبعضهم ينوم في المستشفيات، أما المحللون فيخرجون بأعلى صوت لهم وهم يقولون لقد حذرنا عشرات المرات من قبل ولم يستمع لنا أحد! ويكون الضحية هو المواطن المستثمر في هذا السوق.
من خلال أعداد المستثمرين في سوق الأسهم نرى أن هناك دورا كبيرا على كافة المستويات وليس على هيئة سوق السهم وحدها، يكون هدفه الرئيس تثقيف المواطنين يبدأ من المدرسة مرورا بالإعلام وانتهاء بإنشاء مراكز متخصصة للتأهيل والتدريب والتدريب على الأسهم، ونتحول إلى مجتمع لديه ثقافة في قطاع الأسهم، حتى نجيد فنون الاستثمار في هذا المجال، الذي أصبح يدر أرباحا طائلة ويصيبنا بخسائر فادحة.