أزمة نقص الغذاء «تطحن» 12 مليون شخص في القرن الإفريقي
حذر اجتماع دولي طارئ عقد أمس، من أن المجاعة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي تحتاج إلى تكاتف الجهود لمواجهتها قبل أن تتحول إلى ''كارثة إنسانية''. ويشهد القرن الإفريقي موجة جفاف هي الأسوأ منذ 60 عاما وتهدد 12 مليون شخص في الصومال، حيث أعلنت المجاعة في منطقتين، وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي والسودان وأوغندا.
ونظمت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ''فاو'' - مقرها روما - الاجتماع بناء على طلب عاجل من الرئاسة الفرنسية لمجموعة العشرين، وقد شارك في الاجتماع ممثلون عن دول المنظمة البالغ عددها 191 دولة وعدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية.
وأوضحت المنظمة أن أزمة نقص الغذاء في منطقة القرن الإفريقي، التي نجمت عن الجفاف والصراعات وارتفاع أسعار الغذاء، تؤثر في أكثر من 12 مليون شخص، مشيرة إلى أن منطقتين في جنوب الصومال يعاني سكانهما المجاعة.
وأكد وزير الزراعة الفرنسي برونو لو مير أن هذا الوضع يؤكد الحاجة إلى ''تنفيذ فوري لخطة العمل المعنية بتقلب أسعار الغذاء والزراعة التي تبناها وزراء مجموعة العشرين في 23 حزيران (يونيو) الماضي في باريس''.
#2#
وقال: ''عدت من كينيا أمس، ما شاهدته أمر مروع ولا يحتمله أي ضمير إنساني، عشرات الآلاف من اللاجئين في حالة إعياء شديد والأطفال يموتون على أسرّتهم من الجوع في معسكر داداب''. وتابع قائلا: ''العائلات تصل من الصومال إلى كينيا ناقصة لأن بعض أعضائها يموتون في الطريق من الإعياء، نستطيع بجهود المجتمع الدولي أن نجعل من هذا الطريق طريق أمل حتى وإن كان طريق موت لعشرات الآلاف من اللاجئين كل شهر''.
وأفاد برونو لو مير أن المجتمع الدولي فشل في ضمان الأمن الغذائي، داعيا الجميع إلى إعادة الاستثمار في الزراعة العالمية. وحذر قائلا ''إذا لم نتخذ الإجراءات الضرورية فإن الجوع سيكون فضيحة القرن''، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه ''يقيس تماما حالة التعب لدى مجموع الرأي العام ومحاولة الاستسلام واللامبالاة''.
وأكد وزير الزراعة الفرنسي أن الاجتماع جاء لمناقشة قضية حياة أو موت لعشرات آلاف الأشخاص، معتبرا أن الهدف منه ''الوقوف عند التقدم في الهبات والحاجات والتحضير لمؤتمر المانحين في نيروبي الذي سيعقد بعد يومين''.
من جانبها ، شددت باربرا ستوكينج الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام، التي شاركت في اجتماع روما، على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمزيد من الجهد لمساعدة المتضررين في الأماكن التي اجتاحتها المجاعة. وقالت: ''لا يوجد عذر يمنع قادة العالم من الاستجابة بسخاء لمساعدة المتضررين، فلا توجد أزمة أكثر إلحاحا أو حدة من وجود الملايين من البشر يواجهون شبح الجوع في هذا الجزء من إفريقيا''.
وفي السياق ذاته دعا عبده ضيوف المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ''فاو'' خلال الاجتماع الطارئ إلى ''مساعدة دولية كثيفة وعاجلة'' للقرن الإفريقي الغارق في ''وضع كارثي'' بسبب الجفاف. وقال: ''يجب إنقاذ الأرواح وأخذ المبادرة''، مشددا على ضرورة جمع 1.6 مليار دولار (1.1 مليار يورو) خلال الأشهر الـ 12 المقبلة و300 مليون دولار خلال الشهرين المقبلين، كما أنه من المقرر عقد اجتماع للمانحين غدا (الأربعاء) في نيروبي للوقوف عند آخر التطورات على صعيد الحاجات والمبالغ التي تم تحصيلها.
وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المطلوب تأمين مبلغ 1.6 مليار دولار للصومال وحدها، حيث ''يموت يوميا أطفال وبالغون بوتيرة مرعبة''، إلا أن وكالات الأمم المتحدة لم تحصل سوى على نصف هذا المبلغ.
ويهدد الجفاف الذي يجتاح حاليا القرن الإفريقي، ويعد الأسوأ منذ 60 سنة، 12 مليون شخص في الصومال، حيث أعلنت المجاعة في منطقتين، كما يهدد كينيا وإثيوبيا وجيبوتي والسودان وأوغندا. ويعد الوضع حساسا بشكل خاص في الصومال، حيث أعلنت الأمم المتحدة رسميا حال المجاعة في منطقتين في الجنوب يسيطر عليهما متمردو حركة الشباب الذين يمنعون وصول بعض المنظمات الإنسانية.
وأعلنت مديرة برنامج الأغذية العالمي جوزيت شيران إقامة جسر مساعدات جوي إلى مقديشو اعتبارا من الثلاثاء، مع أولوية إيصال المواد الغذائية للأطفال.
وعلى الصعيد ذاته أعلن البنك الدولي منح القرن الإفريقي 500 مليون دولار في مواجهة موجة الجفاف التي تجتاحه، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر في روما يهدف إلى القضاء على المجاعة المتفشية في المنطقة، وقد خصص هذا المبلغ ليضاف إلى 12 مليون دولار لتقديم ''مساعدة فورية للأكثر تضررا من الأزمة''.
وأوضح رئيس البنك الدولي روبرت زوليك أن الإعانات الفورية هي الأولوية القصوى، ومن المهم التحرك على وجه السرعة للحد من المعاناة البشرية، وأننا نعير أيضا اهتماما للحلول البعيدة الأمد''.