نغمات الجوال في المساجد تؤرق الخاشعين .. وعبارات التحذير مهملة!

نغمات الجوال في المساجد تؤرق الخاشعين .. وعبارات التحذير مهملة!

رنين الجوال ونغماته الموسيقية معضلة تؤرق الخاشعين في المساجد، وتزعج عبادتهم، وبقدر ما يهتم أئمة المساجد بتنبيه المصلين عبر لوحات عند مداخل المساجد إلا أن المصلين ما فتئوا يتركون أصوات هواتفهم الجوالة لتذهب سكينة المطمئنين بين يديه سبحانه.
عبارة "اخشع في صلاتك وأجل اتصالاتك"، كلمات شهيرة معلقة على مداخل المساجد بألوان الكلمات القوية، وشكلها التحذيري، لما للمقر الذي يؤدى فيه أحد أركان الإسلام وهي الصلاة من الهيبة والاحترام، ولا يتوقع أحد أن يدخل أي شخص المسجد دون أن يقرأها.
ويغفل معظم المصلين تهاونا أثناء أداء الصلاة عن تطبيق ما يقرؤوه عند عتبة الباب أو على الأعمدة الجدارية داخل المسجد، وتأجيل الاتصالات ووضع جهاز الجوال على موضع الصمت، لكيلا يسبب تشويشا على المصلين ويفقدوا بذلك أمرا مهما وهو الخشوع إضافة إلى تشتيت ذهن المصلين.
واتضح أن الكثير ممن يلج مع هذا الباب لأداء عمود الإسلام لا يبالي هو الآخر بما هو مكتوب ومدون، وهو بذلك الفعل إما أن يكون تاركا الجوال عمدا على موضع موسيقى "وهذا نادرا" أو رنينا عاديا، أو ناسيا ويخشى أن تفوته الركعة أو الصلاة كليا، أو غير ذلك.
المصلون بدورهم خصوصا ممن يسعى قبل كل صلاة إلى وضع جهازه النقال "الجوال" في المنزل أو على موضع الصامت، أبدوا قلقهم الشديد من هؤلاء الذين يغفلون كثيرا ويقعون في المحظور، خصوصا أنهم من خلال أدائهم الفريضة يسعون بكل ما يملكون من قوى لاستشعار عظمة الرب أثناء الصلاة، وينسون لمدة تقارب العشر دقائق كل ما يدور في هذا الكون الزائل، ويصبح همهم الأول والأخير ما يؤدون، وفجأة يصرخ جهاز النقال ليذكرهم بهموم الدنيا، ويفقدون بذلك شيئا عظيما ألا وهو الخشوع في الصلاة.
على الصعيد ذاته، يؤكد لـ "الاقتصادية" الداعية إبراهيم الطلحة أن المتعمد في ترك هاتفه النقال على الموضع العام "الرنين" يتحمل ذنب من يفقد الخشوع من المصلين في المسجد، مبينا أنه أعظم حرمة وإثما عند الله إذا كان موضعه على نغمة موسيقية أو نحو ذلك.
وزاد الداعية الطلحة أن الشخص إذا نسي هاتفه على الموضع نفسه قبل دخوله المسجد يتداركه فور رنينه ويسكته وإن شاء الله ليس عليه شيء، مبينا أن المسلم قبل توجهه للمسجد يضع في ذهنه من أهم الاعتبارات إغلاق الهاتف النقال، من أجل ألا يفقد خشوع المصلين.
وقال: عندما كنت داخل الطائرة أرغب في التوجه إلى إحدى المدن في المملكة، فوجئت بالحرص التام من الركاب على إغلاق الهاتف، تخوفا من حدوث مشكلات حال رنينه، هل إغلاقه في الطائرة أهم من المسجد؟!
وبين الداعية الطلحة أن المشكلة رغم وجود التنبيهات في داخل المسجد وجود أشخاص لا يبالون، والأدهى والأمر أن الشيطان يبين لهم أنه لن يتصل عليه أحد والواقع خلاف ذلك.
من جهته، أشار أحد أئمة المساجد إلى أنهم في بداية الأمر نبهوا المصلين الذين ينسون إقفال أو تغيير وضعية هاتفهم حينما يرن من خلال مكبرات الأصوات، وبعدها كانت الاستجابة فعالة، ولوحظ بعدها انقطاع تلك النغمات في المسجد، لافتا إلى أنه سرعان ما رجع الناس إلى ما كانوا عليه، لكن أقل، نوعا ما، عن الماضي.

الأكثر قراءة