عنيزة .. " واحة الغضا " قلاع وحصون ومغارات جبلية وبحيرات مائية

عنيزة .. " واحة الغضا " قلاع وحصون ومغارات جبلية وبحيرات مائية

عُنيزة أو " واحة الغضا " مدينة تحفها الأودية ، وتلفها الرمال الملتحفة بشجر الغضا ، يحدها جنوبا وادي الرمة ، أما بقية الجهات فرمال منطقة الغمس والشقيقة.
وتتمتع محافظة عنيزة الواقعة في منطقة القصيم بالسياحة الريفية ، وتكتنز العديد من القلاع والحصون والمغارات الجبلية ، إضافة لمواقع وفعاليات التراث ، والبحيرات المجمعة بفعل مياه الأمطار.
ورغم حرارة الأجواء في فصل الصيف إلا أن الفعاليات السياحية المقامة في مواقع مختلفة من عنيزة وجدت صدى لدى الأهالي وزوارها من منطقة القصيم أو غيرها من مناطق المملكة.
وأبرز المواقع السياحية الصيفية " منتزه الحاجب " المطوق بعقد أخضر على مساحة تقدر بمليوني متر مربع.
ويحاول المسئولون في عنيزة جعل المدينة ذات جذب سياحي مستمر طيلة أيام السنة ، فقاموا بتحويل الكثبان الرملية في المناطق المحيطة بالمدينة إلى مساحات شاسعة من غابات الغضا ، واستزراع أكثر من مائة ألف شجرة ، إضافة لإقامة العديد من المهرجانات الصيفية والشتوية أبرزها مهرجان الغضا السياحي ، ومهرجان التمور في عنيزة.
أما الأهالي وخاصة كبار السن في عنيزة ، فقد أبدوا اهتمام كبيرا بالموروث الشعبي والفني وقاموا بإنشاء " دار عنيزة للتراث الشعبي " وتعنى بالفنون والتراث الشعبي في المنطقة مثل السامري والناقوزي والحوطي ، وديوانية عنيزة للمحاورة ، إضافة لمجلس ونادي عنيزة للشعر الشعبي والردية.

السائحون إلى عنيزة تستهويهم كثيرا المعالم الطبيعية والأثرية ، التي تضفي جمالا أخاذا طيلة أيام السنة ، وهناك مواقع من الجيد أن تزار وقت الصيف ، ومواقع أخرى تتطلب أجواء باردة.
وأبرز هذه المواقع " بحيرة العوشزية " 20 كيلومتر شرق محافظة عنيزة ، ويقصدها غالبا هواة الرحلات البرية ، حيث تتجمع مياه الأمطار ثلاث أودية رئيسية ، وتعد أكبر بحيرة طبيعية في الجزيرة العربية ، وتبلغ مساحته أكثر من 50 كليومتر مربع وهي مقصد الزوار والمتنزهين وراغبي القنص.
إضافة إلى وجود بحيرة اكتست اللون الأبيض بفعل أطنان الملح الطبيعي ، وكان الأهالي قديما يمتهنون استخراج الملح وتصديره إلى مدن منطقة القصيم وغيرها.
وتعارف الأهالي على تسمية البحيرة بالعوشزية لكثرة أشجار العوشز المحيطة بها.
على الطرف الأخر يجد المهتمون من التراث في عنيزة أبرز المواقع التراثية في المنطقة مثل " بيت البسام " و " بيت الحمدان" التراثيان ، وهما الآن مزاران سياحيان مهمان في المحافظة ، حيث تم تأهيل البيتين ليكونا مقصدا سياحيا وشعبيا.
ويعرض فيهما العديد من الموروثات الشعبية ، وما يحتويه المنزل القديم من غرف وأجنحة وأدوات قديمة ، إضافة إلى الملابس وبعض الكتب الدراسية .
ونال سوق المسوكف الشعبي شهرة واسعة على مستوى المواقع التراثية وحصل على جوائز من الهيئة العامة للسياحة والآثار كأفضل سوق شعبي في المملكة ، إلى جانب قلعة الربيعي التي تضم متحف خاص للقطع الأثرية والتراثية.
ولا يمكن الحديث عن عنيزة دون التطرق لمغاراتها الجميلة مثل مغارة السبيل ومغارة الصقور ومغارة الغزلان والمغارة المائية ، بالإضافة إلى النوافير والشلالات والبحيرات الواقعة في منطقة الوهلان.
وثمة الآبار التي يرجع تاريخها إلى العصر العباسي مثل بئر أم القبور الذي سمي نسبة إلى كثرة قبورها ، ويعتقد أنها حفرت في أول العصر العباسي بهدف سقي الحجاج بالماء.
والزائر لمحافظة عنيزة لابد أن يرى مئذنة الجامع التي تشمخ وسطها ، وقد بنيت في عام 1308هـ ويبلغ ارتفاعها 23 م ، وتم ترميمها في عام 1410هـ لتكون من سبعة أدوار يصل بينهما سلم حلزوني موصل لأعلى المئذنة.
ولا سبيل لحصر جميع مواقع التراثية والأثرية في عنيزة ، ولكن يمكن الإشارة إلى مسجد الجوز الذي تم بناؤه عام 1237هـ ، ومسجد الخريزة الذي أنشاء عام 1333هـ ، إضافة لموقع زبيدة الذي يقع على بعد 15 كلم على ضفاف وادي الرمة.

على السياق ذاته اكتسبت محافظة عنيزة أهمية تاريخية وتجارية منذ القدم ، وأسهم ذلك لتكون محط قوافل الحجاج القادمين من العراق والشام ، وممر القوافل التجارية ، وكان لموقعها الجغرافي أهمية في أن تكون وسط منطقة القصيم وقلب المنطقة الذي تنطلق منه الشراريين الرئيسية المتجهة من وإلى القصيم.
ويمكن تقسم سطح عنيزة إلى عدة مناطق تتمثل في المناطق الرملية التي تقع في الجنوب والغرب والشمال وتسمى باسم الغميس وجنوبا الشقية فيما يحتل الجال الشرقي وهي منطقة تقع في شرق عنيزة وتسمى منطقة صفراء عنيزة أما مجرى وادي الرمة ويقع إلى الغرب وإلى الشمال من عنيزة ويطلق عليه غربا اسم الشعيب وشمالا الوادي.
وورد اسم عنيزة في كثير من أشعار العصر الجاهلي كما شكلت الآثار التاريخية الموجودة منذ القدم في عملية جذب لسكان المناطق القريبة منها والقبائل منذ القدم حيث زاد عدد سكانها مع مرور الوقت وبلغ في آخر إحصائية رسمية عام 1430هـ أكثر من / 729ر162/ نسمة.
وسبب الكثافة السكانية لما تشتهر به عنيزة من وفرة للمياه السطحية ، مما ساعد لنهضة زراعية ، ويمكن الحصول على الماء في عمق 200 متر بينما يتطلب احيانا الوصول إليه عمق 600 متر وهذا في المناطق الشرقية منها.
في جانب آخر ، فقد دخل التعليم النظامي في عنيزة مبكرا ، وفيها قامت أول مدرسة لتعليم البنات في المنطقة ، إضافة لوجود أول مدرسة لمحو الأمية بالمملكة ، ويوجد بها حاليا كلية تربية للبنات وكلية تقنية وكلية مجتمع وكلية العلوم الصحية للبنات.
ونالت عنيزة مثل غيرها من مدن ومحافظات المملكة نصيبا وافرا من التطور والنهضة ، فوجدت العديد من الدوائر الحكومية وقطاع الخدمات العامة والخاصة ، إضافة إلى العديد من المراكز الخيرية ، ومؤسسات المجتمع المدني ، مثل جمعية البر الخيرية ، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم ، وجمعية عنيزة النسائية ، إضافة لمركز صالح بن صالح ، ومركز الأميرة نورة الاجتماعي ومركز بن سعدي للبحوث ومركز الحنطي للتدريب ، وجمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية ، ، ومركز الشيخ علي الجفالي للرعاية والتأهيل ، والجمعية الخيرية لتيسير الزواج والرعاية السرية بعنيزة.

الأكثر قراءة