العالم العربي ومسيرة الحضارة الإنسانية

السؤال الذي يطرح نفسه: أي دور لدول العالم العربي في الحاضر والمستقبل؟ وكيف تعزز قدرتها على حمل ذاتها والحفاظ على هويتها ومساهمتها في مسيرة الحضارة الإنسانية؟ فالمتأمل في دول العالم العربي بدوله وأقطاره يتبين له مدى تعثر مؤسساته الجامعية عن انتشال شعوبها من التبعية الثقافية والتخلف (الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي)، لأن مخرجات هذه المؤسسات من الجامعيين عبر الأجيال المتعاقبة لا يرون أنفسهم مسؤولين عن التخلف الحضاري لقبوعهم ورضاهم في إعداد ما يطلق عليه (دول العالم الثالث)، ولأن عشرات الآلاف من أفواج الخريجين الذين تقذف بهم هذه الجامعات كل عام لم يؤهلوا بالدراسة للتخطيط لمشروع حضاري تنموي يسهم في معالجة الفقر والجهل والأمية والفساد والتطرف والفرقة وخلافه وو...
والمشكلة تكمن في أنه لا يخفى على أحد أن بدء مسيرة الخروج من هذه الدوامة يبدأ أولاً بإصلاح مناهج التربية والتعليم والتخطيط لصناعة الرأي العام لتهيئة المناخ العام عبر المشاريع الهادفة من كل المؤسسات لتلافي النقص ولسد الخلل في البناء النفسي والعلمي في المتعلمين وخريجي الجامعات، ولبعث الثقة بالأنفس وللحض على التعلم وإنضاج القدرات للارتقاء بالوطن العربي، متفهمين أيضاً لعناصر الهبوط والرقي في الممالك والدول، لكي نكون شعوباً قادرة على حمل مسؤولية ما يجري في أوطاننا العربية، إضافة إلى أن الفهم السليم لواقع العالم العربي وعمق الخصومة الحضارية التي تواجهها محاولات التقدم فيه مطلب أساسي لكي يتم تحقيق البناء والنهوض.
كما أن الثقة بالنفس والالتزام بالقيم العليا في ديننا والاعتزاز بتاريخنا هي اللبنات اللازمة للبناء المنشود، وأن التسلح بالعلم في تواصله التاريخي وحصيلة ما بلغه في الفروع المختلفة ضرورة ولا بد منه في أي خطة للتطور والتقدم اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي