منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي يدعو لاستثمار المؤسسات الإعلامية في الطاقات البشرية

دعا منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي الذي اختتم أعماله أمس إلى تطوير الإعلام الاقتصادي من خلال استثمار المؤسسات الإعلامية الخليجية في تطوير الكوادر البشرية الوطنية من خلال تعاون المؤسسات الإعلامية مع كليات الاقتصاد وقطاع الأعمال لمواكبة المكانة الاقتصادية لدول الخليج،
وأوصى المنتدى في جلساته إلى الشفافية وحرية الوصول للمعلومة، كما دعا القطاع الحكومي وقطاع الأعمال لدعم الإعلام الاقتصادي مشيراً إلى ضعف تواجد الإعلام الاقتصادي الفضائي في الفضاء العربي المزدحم بمختلف القنوات، كما أوصى المنتدى بزيادة مساحة الخبر الاقتصادي في نشرات الأخبار وتحديث مناهج كليات الإعلام وإنشاء بنك معلومات اقتصادي والتواصل مع الهيئات الدولية للتعامل مع المفردات الاقتصادية والمزج بين الطرق التقليدية والحديثة.
وأوضح المشاركون في المنتدى أن شح المكتبة العربية بما يتعلق بالإعلام الاقتصادي وتحفظ الشركات وندرة الإعلامي المتخصص في الاقتصاد واختلال القيم المهنية وغياب اللغة الاقتصادية في صحافتنا الخليجية هي أهم العوائق والمشاكل التي تواجه الإعلام الاقتصادي.
وكان الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام ، قد أعلن خلال افتتاحه منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي 2011 " الواقع والتحديات أمس الأول في مقر غرفة الشرقية عن توجه الوزارة لافتتاح محطات إذاعية في كل مدينة، مشيرا إلى إصدار تراخيص لـ 300 صحيفة إلكترونية مؤكداً أن الوزارة لا تمانع إصدار تراخيص المطبوعات الورقية إذا اكتملت الشروط.
وأكد وزير الإعلام أن الوزارة تصدر تراخيص جديدة لقنوات فضائية بشكل يومي، مشددا على وجود قوانين وتشريعات يجب الالتزام بها. وأضاف أن العالم أصبح أكثر شفافية نتيجة تجاوز الصحف الإلكترونية للعوائق. وبين أن الوزارة تلقت طلبات كثيرة للحصول على تراخيص لإصدار صحف ورقية، سواء في الشمال أو الجنوب أو غيرها من المناطق الأخرى، مؤكدا وجود دراسات لدى الوزارة بهذا الخصوص، كاشفا النقاب عن قرب صدور صحيفة ورقية في تبوك، ومناطق أخرى.
وأشار خوجة إلى تواجد المرأة في الإعلام السعودي ككاتبة وأديبة ومذيعة لافتاً إلى تواجد عناصر نسائية تتحمل في وزارة الإعلام تتحمل مسؤوليات كبيرة وتشترك مع الرجال في تقديم العديد من البرامج، وبين أن أكثر من 90 في المائة من المذيعات في قنوات التلفزيون السعودي هن من السعوديات.
وتضمن اليوم الثاني للمنتدى ثلاث جلسات كانت الأولى بعنوان "دور الإعلام الاقتصادي في تنمية الاقتصادات الوطنية" رأسها الدكتور إحسان أبو حليقة عضو مجلس الشورى
وتحدث فيها كل من تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض ورئيس جمعية الصحفيين الخليجيين، في محاضرته عن دور الإعلام في تطوير الشعوب لافتاً إلى أن بدايات التنمية في الخليج كانت متأخرة مقارنة بغيرها من الدول وواجهت بعض الصعوبات.
وأوضح أن دول الخليج تحاول تلافي ما مرت به الدول الأخرى ولذلك نحتاج إلى وجود إعلام يعي حقيقة كل مرحلة، ولفت إلى وجود حملات إعلامية ضد دول الخليج تحاول جرها إلى اضطرابات، مؤكداً على دور وسائل الإعلام في التصدي لهذه الحملات من خلال بث الوعي. من جانبه ، أكد عبد المحسن البناي الرئيس التنفيذي للإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج على أهمية التعاون بين الإدارة الإعلامية في أمانة مجلس التعاون وبين المؤسسات الإعلامية وقطاع الأعمال، لافتا إلى القصور الكمي والنوعي في الإعلام الاقتصادي الفضائي في زمن ازدحم فيه الفضاء بمختلف القنوات. واقترح البناي تكثيف برامج تدريب الإعلاميين الاقتصاديين وتحديث مناهج كليات الإعلام لتضم الإعلام الاقتصادي وإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت تمثل بنكاً للمعلومات الاقتصادية كما اقترح التواصل مع الهيئات الدولية للاطلاع على المفردات الاقتصادية.
من جهته ، قال الدكتور إحسان أبو حليقة كاتب اقتصادي إن تجربة الإعلام الاقتصادي في الخليج لم تكن إيجابية لعدم التزام الصحف بمعايير الصحافة الاقتصادية وغياب التغطية الدقيقة ذات العمق إضافة إلى عدم مواكبة التغيرات الاقتصادية والقرارات المهمة كما أن التغطيات لم تكن تجيب على تساؤلات العامة كما أن ترجمة بعض التقارير الأجنبية تكون في الغالب ترجمة غير مهنية ولا ترقى للمستوى المطلوب.
وتناولت الجلسة الثانية "تحديات الاستثمار في الإعلام الاقتصادي" التي رأسها صالح بن علي الحميدان مدير عام دار اليوم للإعلام وتحدث فيها الدكتور عبد العزيز الملحم وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للتطوير والتخطيط، والدكتور سعد بن طفلة العجمي أستاذ الإعلام في جامعة الكويت، وعبد النبي الشعلة رئيس مجلس الفنار للاستثمار في البحرين. وقال الدكتور الملحم في محاضرته إن الوزارة تعمل على وضع الاستراتيجية الوطنية للإعلام وتدعو الأكاديميين وأصحاب الرأي للمشاركة في تصميم الاستراتيجية، وقال إن المجتمع المدني يجب أن يكون صاحب المبادرة في هذا الموضوع مشيراً إلى وجود نقص في الكفاءات الإعلامية رغم أن الوزارة تستثمر في تدريب كوادر محلية منذ أكثر منذ ثلاثين سنة.
وقال إن الإعلام يجب أن يعمل على نقل المعلومة من خلال رسائل مدروسة الأثر والتأثير، وذكر أن الأسلوب الجديد في الإعلام يركز على الفرد الذي يقوم بدوره بالتأثير في المجتمع ومن ثم التأثير في التنمية مشيراً إلى تطور الإعلام من وسائل اتصال إلى وسائل تواصل ومن إعلام جماهيري إلى إعلام فردي. ولخص الملحم تحديات الإعلام في المهنية والحرفية والموثوقية والمصداقية والتخصص والتدريب.