إحصائية مخجلة: 17 مليون أميّ في مصر
اعترف مسؤول مصري بأن بلاده تحتضن نحو 17 مليون أمي، مشيرا إلى أنها إحصائية مخجلة.
وقال حسام بدراوي أحد أبرز رجال الحزب الوطني المنحل في مصر: إن عدد الطلاب في مصر يبلغ نحو 2.5 مليون موزعين على 18 جامعة حكومية كما تستوعب 19 جامعة خاصة أكثر من 57 ألف طالب. ويقول إنه يشعر ''بالخجل والعار من وجود أكثر من 17 مليون أمي في مصر عام 2010، وهم ليسوا كل الأميين بل يزيد عليهم المتخرجون من المدارس الذين لا يعرفون القراءة والكتابة''، إضافة إلى من يعرفون الكتابة ولكنهم عاجزون عن التفكير.
ووصف مجانية التعليم في مصر بأنها ''أكذوبة'' في ظل الدروس الخاصة التي يعتبرها أحد أوجه الفساد في هذا المجال. والدروس الخاصة أبرز سمات التعليم في السنوات الأخيرة حتى أن الكاتب المصري الراحل شكري عياد أطلق مقولة ''مدارس بلا تعليم وتعليم بلا مدارس'' محذرا من تسرب التلاميذ من المدارس ولجوئهم إلى الدروس الخاصة.
وأراد حسام بدراوي أن يطرح رؤية لإصلاح التعليم في بلاده فقدم ما يمكن اعتباره سجلا بالإخفاقات التعليمية في عصر الرئيس السابق حسني مبارك الذي اضطرته الاحتجاجات الشعبية الحاشدة إلى التخلي عن الحكم.
يقول بدراوي في كتابه ''التعليم.. الفرصة للإنقاذ'' إن الدروس الخاصة تفرغ مجانية التعليم من مضمونها ''وتهدم مبدأ تكافؤ الفرص وتحول مجانية التعليم إلى أكذوبة'' ولكن نحو ثمانية ملايين طالب في مراحل التعليم قبل الجامعي يلجأون إليها. وقال إن المستفيدين من هذه الدروس ''محترفون.. يشكلون جماعة مصالح وضغط حقيقية لمقاومة أي جهود حقيقية لإصلاح التعليم'' ويواصلون استنزاف ملايين الأسر.
وطالب تربويون ومفكرون بإصلاح التعليم وسط استقطاب جعل من التعليم الجامعي وقبل الجامعي ما يشبه الجزر المنعزلة بسبب وجود تعليم عام وخاص وأزهري وأجنبي.
ويقول بدراوي إن الدروس الخاصة تستهلك سنويا 15 مليار جنيه مصري (أكثر من 2.5 مليار دولار أي ما يساوي 25 في المائة من متوسط دخل الأسرة المصرية). ويضيف أن ظاهرة ''محترفي'' الدروس الخاصة أدت إلى إحباط الكثير من المدرسين ''الممتازين تربويا وعلميا''. ويقع الكتاب في 327 صفحة متوسطة القطع وهو باكورة سلسلة ''الطريق إلى النهضة'' التي تصدرها الدار المصرية اللبنانية في القاهرة. وبدراوي الأستاذ في كلية الطب في جامعة القاهرة كان برلمانيا بارزا في الحزب الوطني الذي كان يحكم البلاد حتى اندلاع الاحتجاجات الشعبية، كما تولى رئاسة لجنة التعليم والبحث العلمي في أمانة السياسات التي ترأسها جمال مبارك نجل الرئيس السابق. وأصدر الرئيس المخلوع قرارا في الخامس من شباط (فبراير) بتولي بدراوي أمانة الحزب الوطني.
وفي الكتاب يصف بدراوي ما حدث في مصر بالحدث الحاد أو الأزمة. ويقول في فصل عنوانه ''التعليم والمواطنة'' إنه ''بعد أحداث 25 يناير يثبت الشباب وطنيتهم وانتماءهم بما يخالف الظنون ويتعدى كل أحلام الأجيال الأكبر سنا. إن الحدث الحاد والأزمة السياسية أثبتا أن شبابنا يحمل جينات الانتماء لوطنه حاملا ذاكرة تاريخه وتراكما وطنيا عظيما نفخر به''. ويقول إن قدرات مصر البشرية القائمة والكامنة ''مصادر قوة لم يتم الانتفاع بها على نحو كاف''. ويقترح بناء قاعدة علمية قوية مؤهلة عن طريق ابتعاث ما لا يقل عن ثلاثة آلاف باحث ودارس سنويا إلى جامعات الدول المتقدمة وأن تستمر هذه الخطة 20 عاما متصلة لتكوين القاعدة العلمية التي تثمر 60 ألف باحث وعضو هيئة تدريس في الجامعات مسلحين بالمناهج والمهارات العلمية اللازمة للتنمية الشاملة.