معرض «عزيزة يا كويت».. قصص نجاح لمشاريع صغيرة تطمح إلى الانتشار عالميا
بحضور لافت من سيدات السلك الدبلوماسي وموظفات القطاع التعليمي والصحي والتجاري، افتتح البارحة معرض "عزيزة يا كويت" الذي يهدف إلى إبراز تصاميم وأعمال مائة مبدعة كويتية وزيادة أطر التواصل التجاري والثقافي بين البلدين.
ويضم المعرض عددا كبيرا من تصاميم الذهب والمجوهرات الكويتية ومصممات الفنون الأخرى مثل الأكريلك والديكور ومتخصصات في مجال التراث اللواتي يطمحن للوصول إلى العالمية انطلاقا من الرياض، إضافة إلى إلقاء الضوء على أهم الحلويات والأكلات الكويتية المميزة، يحتوي المعرض أيضا على مركز ثقافي يضم مجموعة من كتب المثقفين والمبدعين وأصحاب الفكر والتذوق المتميز للفنون الجميلة.
منيرة العوضي مصممة بدأت الاستثمار في مجال الأكريلك بعد أن اكتشفت إبداعها من منطلق تصميمها لصالة الأفراح الخاصة بحفلة زفاف أختها. وتعتبر مشاركتها في معرض "عزيزة يا كويت" في الرياض هي الأولى لها خارجيا، كما تطمح للوصول إلى العالمية مستقبلا، وتحكي العوضي عن تجربتها قائلة:" بدأت العمل من المنزل وكانت حفلة زفاف أختي نقطة انطلاق للاستثمار في مجال تصميم الأكريلك لأنني اكتشفت أن كل التصاميم التي أنجزتها سواء في "الكوشة" أو في ممرات القاعة حازت إعجاب الحضور فقررت بعدها أن أستثمر في هذا المجال بمشاركة زوجي بحيث أعمل على تلبية رغبة العميل. وصنفت العوضي خامة الأكريلك إلى نوعين، نوع تستقطبه من ألمانيا والآخر من الصين، مبينة أن العميل الذي يحتاج إلى التصاميم لتزيين قاعات الأفراح يفضل النوع الثاني أما النوع الأول فيفضله العميل الذي يرغب في إضفاء لمسات خاصة من الأكريلك على منزله. وفي المعرض امتزج التراث السعودي بالكويتي، فإلى جانب نموذج عملة الكويت القديمة تواجدت العملة السعودية، وإلى جانب مجسم الشوكولاتة للشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت، مجسم خاص بالشوكولاتة أيضا للملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله، كما اتفق زوار المعرض على أن الهدف منه لم يقتصر على التعريف بالمهارات الإبداعية والفنون الكويتية بأنواعها، بل إنه خطوة أولى لبدء نجاح أسماء تجارية كويتية جديدة في الرياض. وعلى الرغم من الرؤية المشتركة للفتيات المشاركات من صعوبات تتعلق بعدم تشجيع الأعمال العربية والثقة المطلقة بالمنتج الأجنبي، إلا أنهن مصرات على إكمال عملهن واستغلال أي دعم بسيط لهن.
#2#
وقالت لـ"الاقتصادية" نوال المتلقم صاحبة مؤسسة نونش المتخصصة في مزج التراث بالعصرية والحفاظ على التراث الكويتي ونشره بوضعه على منتجات حديثة تستخدم الآن، بأنها لم تلتفت من خلال مشاركتها في المعرض إلى الربح والخسارة، فالأهم بالنسبة لها أن تمثل بلدها خير تمثيل. وأوضحت أن السبب المشترك في عدم نجاح بعض فتيات الأعمال وتعرضهن للخسارة أنهن يدخلن العمل بهدف التقليد وتحقيق الربح السريع فبعد أن تلاحظ نجاح الأخرى في "البازارات" تحاول تقليد المنتج والفكرة دون إضفاء لمسات خاصة تميزها عن غيرها، وهذا نابع بالطبع من أن دخولها في العمل لا يكون عن حب فعلي للعمل ولا بدافع الإبداع لذلك تتراجع من أول خطوة ولا تكون لديها القدرة على تخطي العقبات التي تواجهها. وأكدت المتلقم أن فتيات الأعمال لا يجدن أي تشجيع أو دعم، وصاحبات المشاريع الصغيرة غالبا ما يبتعدن عن البنوك التي تقدم قروضا للعمل خشية من مضاعفة المبلغ الذي سيدفع في حال الخسارة. واعترضت صاحبة مؤسسة نونش على ارتفاع أسعار المساحات المؤجرة في المعارض، مقارنة بمعارض الكويت. وبررت لجوء البعض إلى رفع أسعار البيع بالرغبة في تعويض ما دفع في استئجار المعرض وهو مالا نضطر إليه في الكويت. وتؤيدها نجاء خراشي صاحبة أول علامة تجارية كويتية مسجلة عالميا منذ عام der&dear و التي تعتزم فتح فرع لمحلها في الرياض، بأنها لقيت صعوبة في فتح محل لها في سوق تجارية عالمية في الكويت لعدم ثقتهم بالعلامات التجارية الكويتية، معبرة عن أسفها لعدم وجود أي دعم وتشجيع للصناعة المحلية ودائما الثقة بالمنتج الأجنبي أكثر من المحلي مما يقتل الكثير من الإبداعات والمهارات.
أول كتاب باللغتين الإنجليزية والفرنسية للديكور
وتنوي مصممة الديكور سارة الحاتم صاحبة أول كتاب بالديكور باللغتين الإنجليزية والفرنسية أن تكوّن سوقا لها في السعودية، فعلى الرغم من كتابها المتخصص في الديكور، إلا أنها لاحظت أن الغربيين يثقون ويرغبون بالاستعانة بمختص ديكور عربي أكثر من الخليجيين. وتأمل أن يكون المعرض فرصة لتعريف السيدات السعودية بمصممات ديكور، خاصة أنها تعرف أن السيدات يهتممن كثيرا بالديكور والمنزل. وتشير نجوى كرامبو مسؤولة مبيعات في شركة "واو" للتجهيزات الغذائية وهو المحل المصمم لمجسم الشوكولاته، أن المشاركة في المعرض جاءت قبل افتتاح فرع له هنا حيث يعتزم المحل فتح فرع في كل دولة خليجية كقطر والسعودية.
مبالغة في ارتفاع الأسعار
وعلى الرغم من تنوع المعروضات من مجوهرات وجلابيات وإكسسوارات إلا أن غالبية الزائرات اشتكين من ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه فتقول موضي البقمي مستشارة في وزارة التربية والتعليم، إنه لا يعقل أن تكون جلابية بسيطة لا شيء فيها بثلاثة آلاف ريال. أو صينية رسم عليها بشكل عادي بهذا المبلغ، مؤكدة أن الأسعار لا تشجع على الشراء. من جانبها أوضحت نورة محمد عبد العزيز العكيل من شركة راز للمعارض المنظمة للمعرض، ومديرة المشروع في السعودية، أن عدد الحضور وصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف سيدة في اليوم الأول وسيتضمن المعرض ورش عمل صباحية موجهة للمبدعين والعارضين لتنمية مهارات الاستثمار، إضافة إلى ورش عمل اجتماعية وطبية واقتصادية أخرى.