متخصص: رغم تطور المنتجات الإسلامية إلا أنها تعاني الفتور والترهل وتحديات البقاء
يُعقد في الدوحة مؤتمر المال الإسلامي الثاني تحت شعار ''الصيرفة الإسلامية بين الواقع والمأمول'' وذلك في العاشر من أكتوبر الجاري وبتنظيم من بيت المشورة للاستشارات المالية في قطر، حيث يشارك في المؤتمر نخبة من كبار الفقهاء وخبراء الصيرفة الإسلامية في قطر والعالم.
ويناقش المؤتمر أربعة من المحاور الرئيسية التي تعتبر حديث الساعة وهاجس الكثير من المؤسسات المالية الإسلامية، حيث يناقش المحور الأول اختلاف فتاوى الهيئات الشرعية ''الأسباب والنتائج''، فيما يناقش المحور الثاني المصرفية الإسلامية وواقعها العالمي ''التجربة والنجاح''، حيث سيتم مناقشة واقع الصيرفة الإسلامية في العالم من مشرقه إلى مغربه من خلال نماذج للعمل المصرفي في عدد من الدول للوقوف على أبرز تجارب الصيرفة الإسلامية في هذه الدول، كما يناقش المحور الثالث السيولة وأثرها على الصيرفة الإسلامية وأدواتها وطرق توفيرها، أما المحور الرابع فيناقش الموارد البشرية وأثرها على مستقبل الصيرفة الإسلامية، حيث يسلط الضوء على أهمية الثقافة المؤسسية وتطوير العنصر البشري بما يحقق الهدف المرجو من المؤسسات المالية الإسلامية، كما يناقش هذا المحور دور المرأة وأثرها على الصيرفة الإسلامية.
ومن المقرر أن تخصيص جلسة ختامية للمناقشة العامة بين المشاركين لتبادل الخبرات وتفعيل المشاركة بين حضور المؤتمر، يتبعها إصدار توصيات عامة تهم مجتمع الصيرفة الإسلامية سواء داخل قطر أو خارجها.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور أسامة الدريعي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة المتخصصة في الاستشارات الشرعية والمالية إنه على الرغم مما شهدته المصرفية الإسلامية في السنوات الأخيرة من تطوّر وتقدم وابتكار سواء على صعيد المنتجات كالصكوك والصناديق والمحافظ الاستثمارية والعقود المركبة أو على صعيد الخدمات كبطاقات الائتمان وهياكل التمويل وغيرها، إلا أن هذه الأصعدة شابها نوع من الجمود والفتور والترهل، وألقى بظلاله على مستوى تلك المنتجات والخدمات وقدرتها على الاستمرار والبقاء وتلبية حاجة المتعاملين معها.
وقال الدريعي إن الارتقاء بالمصرفية الإسلامية إلى مكانتها الحقيقية وتميزها عن أقرانها التقليدية بحاجة إلى إعادة تقويمها وتشكيلها على أساس الكفاءة المهنية والمصداقية الشرعية من خلال البحث عن مواطن الخلل، للحيلولة دون تفاقمه وانتشاره ووضع السبل الكفيلة لعلاجه، وأوضح أنه كي نكون أكثر فاعلية ومهنية للوقوف على مواطن الخلل وسد الفجوة والوصول لأنجع الحلول للرقي بالصناعة إلى المرتبة التي تليق بها، ارتأى ''بيت المشورة'' أن تكون موضوعات المؤتمر من رحم المؤسسات المالية الإسلامية وأن تدلوا بها الإدارات التنفيذية للمؤسسات المالية الإسلامية مما تعتقد أنه السبب المعوق للتقدم والرقي.
وأوضح الدريعي أن محاور المؤتمر صيغت في محاور أربعة لينبري لها فحول الصناعة المالية الإسلامية بالبحث والمناقشة للوصول للهدف المرجو من المؤتمر الذي ينطلق تحت شعار ''الصيرفة الإسلامية بين الواقع والمأمول''، مضيفا أن المؤتمر يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف، منها مدى إمكانية توحيد فتاوى الهيئات الشرعية أم أن اختلافها مصدر من مصادر القوة، والوقوف على تجربة الصيرفة الإسلامية وواقعها العالمي، ومعالجة التحديات الصيرفة الإسلامية في مجال السيولة، ودور الصكوك في علاجها وإبراز دور الموارد البشرية وأثرها على الصيرفة الإسلامية.
من جانبه قال الدكتور خالد السليطي نائب رئيس مجلس إدارة بيت المشورة إن النجاح الذي حققه مؤتمر الدوحة الأول للمال الإسلامي على الصعيد التوعوي بالصيرفة الإسلامية وتطوراتها، وعلى صعيد جمع المؤسسات المالية الإسلامية والعلماء والمعنيين بالصيرفة الإسلامية تحت قبة واحدة، شجع على عقد مؤتمر الدوحة الثاني للمال الإسلامي، وذلك لزيادة أواصر الترابط والتعاون بين أدوات وأفراد المؤسسات المالية الإسلامية، مضيفا أن الصيرفة الإسلامية تمتلك جذوراً عميقة وأصولاً راسخة كفلت لها الاستقامة في مسيرتها نحو النجاح والازدهار والثبات، في مقابل العثرات والانهيارات لاقتصاديات العالم في مشارقه ومغاربه وعلى اختلاف مشاربه، مما حفز أصحاب العقول النيرة من علماء وخبراء وباحثين في الصناعة المالية التقليدية مناشدة العالم بأن يستفيد من تجربة الاقتصاد الإسلامي للخروج من مأزق الجمود والعقم في الابتكار والتجديد.