دعوة لقياس المركبات المسرطنة في الأجواء
دعا مختص بيئي في جامعة سعودية إلى تواصل الباحثين في المجالات الطبية مع الجيولوجيين لقياس وتحديد المركبات المسرطنة في أجواء السعودية. وأشار إلى أن غبار العديد من المركبات والمعادن الموجودة في بيئاتنا لها تأثيرات سلبية وخيمة في صحة الإنسان، لافتا إلى احتمال وجود نسب مرتفعة من غبار الحرير الصخري المعروف ب"الأسبيستوس" المسبب لسرطان الرئة أو الميزوثيليوما.
ودعا الدكتور عمران دوغان أستاذ البيئة والجيولوجيا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (المختص)، إلى تضافر الجهود، وتشكيل فرق بحثية من مختلف التخصصات العلمية في الجامعات ومراكز الأبحاث في المملكة لإجراء دراسات وقياسات دقيقة لتقييم الوضع.
وقال الدكتور دوغان إنه شارك في دراسة علمية نفذها فريق بحث عالمي، وكشفت عن تسبب بعض المركبات المعدنية المتواجدة في الأجواء في زيادة الإصابة بمرض سرطان الرئة المعروف بالميزوثيليوما، وهو أحد أكثر أنواع السرطانات انتشارا وفتكا.
وأوضح أنه تم اختياره في فريق يضم 18 من علماء الطب لإجراء دراسة لمعرفة أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الميزوثيلوما في بلدة فقيرة في نيو أوريون في الولايات المتحدة. وقال إن القرية كانت عبارة عن عدد من البيوت التي وفرتها الحكومة الأمريكية للمواطنين المتضررين من إعصار كاترينا. وأضاف أن الفريق لاحظ أن نسبة الإصابة بالميزوثيلوما عالية جداً حيث يعاني المرض شخص من كل ستة. وقال قبل أن نبدأ الدراسة كنت متأكدا بسبب خبراتي السابقة من وجود نسبة مرتفعة من مركبات الإيرونايد أو الأسبيستوس، وبعد القياسات وجدنا نسبة مرتفعة جداً من الأسبيستوس كانت هي السبب الرئيس في ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان. كما أن ارتفاع الإصابة بالميزوثيلوما في عائلة دون الأخرى أثبت وجود عوامل وراثية تزيد من نسبة الإصابة.
وقال إنه لاحظ قبل ذلك ارتفاع نسبة هذا المرض في ثلاث قرى تركية، وبعد إجراء دراسات ميدانية وقياسات لنسب المعادن في الأجواء لاحظ ارتفاعاً كبيراً لمركب الأيرونايد في هذه القرى.
وأشرنا في دراسة نشرت في عام 2003 إلى احتمال تسبب ارتفاع الأيرونايد في ارتفاع نسبة الإصابة بالميسوثيليوما، وطالبنا من خلال الدراسة بتقييم الوضع في الولايات المتحدة لإثبات الارتباط بين المرض والمركبات المعدنية المنتشرة في الجو.
وقال إنه في عام 2011 نشرت مجلة ساينس ديلي تقريراً يشير إلى أن ارتفاع الإيرونايد يتسبب في ارتفاع نسبة الإصابة بالميسوثيلوما، واستند التقرير إلى الدراسة التي أجريناها. وبناءَ على هذه الدراسة تم اختياره للفريق الذي أجرى الدراسة الأخيرة.