الوزارة لم توفر "مترجمات إشارة" لهذا توقف قبول طالبات الصم

الوزارة لم توفر "مترجمات إشارة" لهذا توقف قبول طالبات الصم

أوضحت لـ"المرأة العاملة" الدكتورة نائلة الديحان عميدة القبول والتسجيل لكليات البنات في المملكة, أن السبب الرئيس في رفض كليات البنات قبول طالبات الصم هذا العام، يعود لعدم توافر مترجمات إشارة, مبينة أن الكليات لا تمانع في استقبال طالبات الصم متى ما وفرت وزارة التربية والتعليم مترجمات الإشارة وجميع الاحتياجات اللازمة لفئة الصم لمواصلة تعليمهن بطريقة صحيحة.
وأكدت الديحان أن تجربة دمج الصم لا يمكن أن تنجح دون وجود مترجمات الإشارة لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لخلق تواصل بين طالبات الصم وهيئة التدريس, وتضيف أنه من خلال تجارب سابقة في مدينتي جدة ومكة تم فيها دمج طالبات الصم في الكليات دون توفير مترجمات إشارة, فكانت النتيجة نسبة رسوب 100 في المائة, بينما تجربة دمج هذه الفئة في كليات الاقتصاد في الرياض شهدت نجاحا لتوافر مترجمات الإشارة.
وأبانت الديحان أن الكوادر الموجودة حالياً في الكليات من مترجمات الإشارة بالكاد تغطي احتياجات طالبات الصم اللاتي يدرسن حالياً في المستويين الثالث والرابع, لذا لم تتمكن الكليات من استقبال دفعات جديدة.
وفي هذا الجانب بيّنت الدكتورة حصة المالك عميدة كلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية, وهي الكلية المعنية بهذا الشأن وتعتبر أولى الكليات في مدينة الرياض التي تبنت تجربة دمج طالبات الصم منذ عام 1425هـ, أنه من خلال هذه التجربة التي امتدت عامين واجهنا صعوبات عديدة منها أن طالبات الاحتياجات الخاصة لم يؤهلن بالشكل المناسب للاندماج واستيعاب الدراسة الجامعية، كما وجدنا من خلال التجربة أنهن أقل في القدرة الاستيعابية من زميلاتهن السليمات, إضافة إلى ضعفهن في مادتي القراءة والكتابة في اللغة العربية مما يتطلب مجهودا مضاعفا لشرح المعلومات وتبسيطها على حساب زميلاتهن السليمات.
وتلفت الدكتورة المالك إلى أنهن يعتمدن على مشرفاتهن في شرح محتوى المحاضرات وتوضحيها مع العلم بأن هؤلاء المشرفات غير متخصصات وفي هذه الحالة يكون الشرح بحسبما استوعبته المشرفة وقد تنقل معلومات غير صحيحة, مبينة أن عدم توافر عدد كاف من المشرفات "مترجمات لغة الإشارة" زاد من صعوبة فهم الطالبات المقررات حيث توجد مترجمة إشارة واحدة في قسم السكن وإدارة المنزل والتربية الفنية بينما لا توجد مترجمة إشارة في قسم الملابس والنسيج. وتضيف أن الكلية بحاجة إلى خمس مترجمات في هذا العام, على أن يزيد العدد بواقع ثلاث مترجمات لتغطية كل فرقة في كل قسم بمترجمة واحدة على الأقل.
وتشير هنا إلى أن كثرة المقررات الدراسية ووجود مواد نظرية وعملية أديا إلى تشتتهن وعدم تمكنهن من التوفيق بين الجزء العملي والنظري, ونظراً إلى أن المحاضرات تستمر من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً يومياً فلا يتوفر الوقت الكافي لاجتماع الطالبات مع معلماتهن ومشرفاتهن لتوضيح ما يصعب عليهن وشرحه, حيث انسحبت أربع طالبات لعدم قدرتهن على مواصلة الدراسة لصعوبة المناهج بالنسبة لهن.
وتضيف المالك " أن التدريب العملي على عملية التدريس هو أحد المقررات الأساسية في السنتين الثالثة والرابعة، والذي يحقق الهدف الأساسي من كليات البنات، ونتوقع أن نصادف مشاكل في توزيع الطالبات لعدة أسباب منها صعوبة تدريب الطالبات في مدارس التعليم العام، وكذلك محدودية عدد معاهد الأمل في منطقة الرياض، وعدم توافر مواد مثل التفصيل والسكن وإدارة المنزل في مناهج هذه المعاهد، إضافة إلى عدم قدرة أعضاء هيئة التدريس على الإشراف على الطالبات المعوقات لعدم تمكنهن من لغة الإشارة".
وتذكر الدكتورة المالك أنه بعد إطلاع عميدة القبول والتسجيل لكليات البنات على الصعوبات التي تواجهها الكلية التي ذكرت بعضا منها آنفاً أفادت أن قبول طالبات الصم، يتوقف على توفير المتطلبات اللازمة لتسهيل عملية التعلم على هذه الفئة، كتوفير الدعم المالي لبرامج التعليم العالي للصم وتوفير الأجهزة التعليمية والمعينات السمعية وتخصيص وتجهيز غرف مصادر في الكليات بالمستلزمات الخاصة بفئة الصم، وكذلك التعاقد مع معلمات تربية خاصة مسار إعاقة سمعية ومترجمات إشارة, مبينة أنه في حال توافر الإمكانات المطلوبة وتقييم التجربة كاملة للطالبات المسجلات يمكن إعادة النظر في قبولهن.
في مقابل ذلك تقول الدكتورة فوزية أخضر المسؤولة السابقة عن التربية الخاصة بكليات البنات, إن عدم توافر مترجمة الإشارة لا يعتبر عائقا أمام قبول طالبات الصم, مبينة أنه من خلال دورة مدتها لا تتجاوز ثلاثة أسابيع تعطى لأعضاء هيئة التدريس تزودهن بآليات واستراتجيات التواصل مع فئة الصم وكيفية توصيل المعلومة لهن بسهولة, مشيرة إلى أن الصم يتمتعون بنسبة ذكاء عالية, وما يحتاجون إليه هو تعاون من قبل أعضاء هيئة التدريس والكليات.
وتضيف الدكتورة فوزية أن تجربة دمج طالبات الصم في التعليم العالي حققت نجاحا باهرا, ومنهن من تفوقت على الطالبات السليمات حيث حصلت إحدى طالبات الصم وهي عبير الفراغي على المركز الثامن في السنة الأولى والمركز الثالث في السنة الثانية, فليس من المنطق أن نحرم هذه الفئة الغالية علينا حقها في التعلم لمجرد مواجهة بعض الصعوبات.
وتطالب الدكتورة الكليات بتعيين معلمات متخصصات في الإعاقة السمعية أسوة بباقي التخصصات الأخرى, فهناك أعداد كبيرة من خريجات الجامعات مسار إعاقة سمعية عاطلات عن العمل ويرحبن بالعمل حتى لو على بند التعاقد, مبينة أنه كان ومازال هناك قصور في الخدمات التي تقدم لفئة الصم مقارنة ببقية الإعاقات الأخرى, فعلى سبيل المثال, يصرف للمكفوفين بدل قارئ خلال دراستهم في الكليات والجامعات بينما لا يصرف للصم بدل مترجم إشارة الذي يحتاجون إليه بسبب ضعف مهارات القراءة والكتابة لديهم بسبب قصور المناهج التعليمية التي درسوها في مراحل التعليم العام.

الأكثر قراءة