خبراء يحذرون من "قتل الطفولة" بالألعاب الإلكترونية والأطعمة المصنعة
عبر معلمون وعلماء نفس بريطانيون عن استيائهم مما سموه "تسميم الأطفال البريطانيين بثقافة متردية" من الأطعمة المصنعة، وألعاب الكمبيوتر، ومواد التعليم القائمة على المبالغة في المنافسة، وذلك في رأي مجموعة من المؤلفين والخبراء التي نشرت تحذيرها إزاء ذلك يوم الثلاثاء الماضي.
وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى صحيفة الديلي تلغراف، دعا 110 من المعلمين، وعلماء النفس، ومؤلفي مواد الأطفال، بمن فيهم فيليب بولمان، المعروف على الصعيد الدولي، وبينلوب ليش، خبير العناية بالطفل، الحكومة البريطانية إلى التحرك فوراً لمنع قتل الطفولة بصورة كاملة.
ويقول الخبراء" إنه نظراً لإجبار الأطفال على التصرف وكأنهم نماذج صغيرة للبالغين، فإن الأطفال يزدادون كآبة، ويتعرضون لمشاكل تتعلق بسلوكهم وتطورهم، ويضيفون: "بما أن أدمغة الأطفال لا تزال في مرحلة التطور، فإنهم لا يستطيعون أن يتكيفوا تكيف الكبار لآثار التغيرات التقنية والثقافية المستمرة".
ويرى هؤلاء الخبراء أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى ما ظلت الأجيال البشرية تحتاج إليه على مر الزمن، بما في ذلك الطعام الحقيقي، وليس الطعام المصنع السريع الرديء، وهم بحاجة كذلك إلى اللعب الحقيقي، وليس إلى التسلية القائمة على العرض من خلال الشاشات. ويحتاجون -إضافة إلى ذلك- إلى معرفة حقيقية بالعالم الذي يعيشون فيه، وإلى تفاعل تدريجي مع الكبار في هذه الحياة.
وتولت نشر هذه الرسالة كل من سوي بالمر، المدرسة الأولى، ومؤلفة كتاب يحمل عنوان "طفولة سامة"، والدكتور ريتشارد هاوس، المحاضر الرئيسي في مركز بحوث التعليم التشخيصي في جامعة لندن.
وقالت بالمر للديلي تلغراف" إن تطور الأطفال يتأثر بصورة شديدة بنوعية العالم الذي يتربون فيه، وإن هذا الأمر يبعث على الصدمة".
وأضافت تقول" إنه لا يمكن تسريع النمو الجسدي والنفسي للطفل، حيث يتغير ذلك بتغير الزمن الحياتي، وليس بالسرعة الكهربائية. وإن الطفولة ليست سباقاً".
وأدان الخبراء النظام التعليمي البريطاني الذي يزداد توجهاً نحو التحرك بالأهداف، وحثوا الحكومة على الاعتراف بحاجة الأطفال إلى مجال أوسع للنمو، مطالبين بإجراء نقاش عام فوري حول تربية الأطفال في القرن الحادي والعشرين.
وقال مؤلف كتابات الأطفال الحائز على عدد من الجوائز، مايكل موبورجو الذي وقع كذلك على هذه الرسالة: "إن هنالك أثراً يتسرب قطرة إثر قطرة من الضغط الأكاديمي والتسويق الذي يعمل على قتل الطفولة. وقال لإذاعة البي بي سي: " إنه ينتشر بصورة تدريجية كالسم في الثقافة، حيث هنالك مجال أقل للقراءة، والحلم، والموسيقى، والدراما، والفنون، واللعب".